أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة منصور - مصنع السعادة ( الحلقة السابعة)















المزيد.....

مصنع السعادة ( الحلقة السابعة)


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5100 - 2016 / 3 / 11 - 03:43
المحور: الادب والفن
    


هذه هي حياتنا و دقائق أعمارنا..هي رصيدنا الحياتي،،تماما كرصيدنا في البنك،، نصرفه كما نشاء و نهوى..
لقد سأل لإنسان منذ أن وُجدَ عن سر وجوده و مبتغاه ولم يأتيه الرد من أي طرف غيبي،،كالله مثلا،، فاعتمد على عقله كي يتلقى الجواب..فأتاه الجواب من عقله و إحساسه و شعوره
و قال له : إن غاية وجودك أن تكون سعيدا و أنك هنا أيها الإنسان كي تبحث عن سعادتك..بنفسك.
فإبتدأ الإنسان بالتفتيش عن سعادته..منذ بدء التكوين.
للسعادة دروب كثيرة و ممرات عديدة فهناك من يجد سعادته في الجنس مثلا و آخر يجدها في الإمتلاك و ثالث يجد سعادته في العبادة و رابع يجدها في البحث العلمي و خامس يقول إنها
في الكتابة أو الرسم..وهلم جرا.
قد تكون السعادة للفقير بأن يجد لقمة خبز تسد جوع أطفاله و ربما السعادة للمرأة بأن تجد رجل يحنو عليها و يمنحها الحب و قد تكون السعادة بالنسبة للمريض هو أن يشفى..السعادة مفهوم
لا يتفق عليه إثنان أبدا..لذا فإني أقول بأن لكل شخص على هذه الكرة الأرضية مفهومه الخاص جدا للسعادة .
قال لي أحدهم: إن سعادتي هي أن أجد بنكا اسرقه و اضاف آخر إن سعادتي هي أن أستشهد و أدخل الجنة كي أتناول العشاء مع رسول الله...وهذه هي بعض من الردود التي كنت أتلقاها
من بشر اصادفهم.
كنت أراقب برنامجا يعرض حياة المساجين في أحد السجون الإسترالية و قد سألت مقدمة البرنامج أحد المساجين السؤال الآتي: كيف تكون سعيدا؟؟ فأجابها...لن أكون سعيدا أبدا مالم أخرج
من السجن و أقتل..أبي.
خلال حياتي و سفري المتواصل و تجوالي في هذه الكرة الأرضية وجدت عاملا مشتركا بين أغلب بني البشر و هو أن أكثرنا يمتلك ضميرا حيا و فاعلا و نقيا و إن أغلبنا ينشد العدالة و الحق
و الحرية و الحب..و هذا يدفعني للقول أن البشرية مادامت بخير فوجدت أنني لابد أن يكون الضمير شرطا لازما لتحقق السعادة...فلأكتب إذا عن الضمير كشرط اساسي لتوفر السعادة التي
يبغيها كل البشر.
-------------------------------------------------------------------------الضمير-----------------------------------------------------------------------------
الضمير، من وجهة نظري المتواضعة هو الله الحي في داخل كل منا و هو-اي الضمير- بعضا من الله يسكننا و يوجهنا و ينصحنا و يثنينا عن عمل الشر و ارتكابه فهو يكبح جماح أنفسنا
و يروض ذاك الوحش القابع بجزء منَا وهو من القوة بحيث يأمرنا بالتروي و الإستماع الى صوت الله الذي يتمثل في وجداننا..فنمتنع عن الشر في آخر لحظة.
ولكن ما هو جوهر الضمير و كنهه؟؟ ومن أوجد هذا الضمير؟؟ و كيف يعمل الضمير؟؟
جاء في الويكيبيديا أن الضمير أو الوجدان هو قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عملا ما خطأ أم صواب أو التمييز بين ما هو حق و باطل.
الضمير هو ذاك الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الإنسان مع قيمه و أخلاقه و إنسانيته و هنا قد يختلف الأمر نتيجة لإختلاف البيئة أو النشأة الأولية أو مفهوم الأخلاق عند
الإنسان.
وقد أدلى علماء النفس و على مدى التاريخ بدلوهم في مسألة الضمير حيث يقول بعضهم إن الضمير يتناول الماضي و الحاضر و المستقبل فالضمير لا يعاتب صاحبه عما صدر منه في
الماضي فقط بل يحاسبه عمَا ينوي فعله في الحاضر و المستقبل ايضا..ومن هنا وجدوا أن الضمير يتصف بشمولية الأنحاء بمعنى أنه لا يقتصر بتقييم جانب واحد في الشخصية و لكنه
يتناول الشخصية ككل..منذ لحظة تشكل الوعي لديها للحظة مفارقة الروح للجسد.
من هنا أستطيع القول أن السعادة التي ننشدها هي غاية تُدرك..فنحن حين نعامل الناس بضمير حي، يقظ، تعود الينا معاملتنا بالمثل لا بل إن معاملتنا ترجع إلينا ممهورة بخاتم الله..فكل مافي
الكون يدور و سيظل يدور و على الباغي تدور الدوائر.
هناك قانون كوني دقيق و صارم يقول لنا دائما...كل شيئ يخرج منك...سيعود اليك..عاجلا أو آجلا..و من نفس النوع فالجزاء من جنس العمل و هذا هو قانون الكون..شئنا ذلك أم أبينا.
حينما يموت الضمير في الإنسان يغدو الكون مرعبا و قاسيا و قاتلا و يجعل منَا كائنات متوحشة تقسو على الصغير و المسن و المريض و المعاق..موت الضمير يجعلنا كائنات دموية
متوحشة ..تكره الحياة..و تظلم الأحبة..و تشهد زورا..وتقتل الآخر..و تحتقر الحياة..و تشتم الجمال و تلعنه..و تأكل حق المسكين و الضعيف..و تستبيح دماء الآخرين.
حين يموت الضمير..لا تصبح الجريمة، جريمة ، بل طريقا الى جنة الله!!! أيعقل هذا؟؟
لنحفر ممرات و مسالك عصبية عميقة تتصل بضميرنا و وجداننا الذي يقبع في مكان ما..داخل قلوبنا أو عقولنا..لا يهم..المهم أن نتصل بضمائرنا و نسعى للتواصل معها..كي لا تموت
الإنسانية...كي يصحو الإنسان الذي غيبته الإيديولوجيا و عهر الكهنة و طقوس ميتة قتلت فينا مطارح الروح و الوجدان..فالله لا يريد طقوسا..بل يريد قلوبا آمنت بالإنسان و الإنسانية.
فلنستعيد نبض الحياة الخالدة ونستحضر ضمائرنا التي غيًبتها الحروب و الدماء فأنت و أنا قد جُبلنا كي نكون سعداء و طيبين و محبين و متسامحين..لقد فطَرنا الله كي نكون خليفته..
فأنت و أنا خليفة الله على هذه الأرض..نحن بعضا من إله.
لنستدع ضميرنا في كل لحظة ومع كل دقة قلب و لنكن واثقين أن ضميرنا...هو إلهنا و ربنا و كينونتنا..بكل معنى الكلمة و تأكد بأن ضميرك يراقبك..لأنه حي و يقظ و صاحي مهما
صممت أذنك عن سماعه..فهو سيعود اليك كي يحاسبك و يعذبك و يقلق حياتك و يؤنبك..ضميرك هو المحاسب الذي يحاسبك على كل أذى سببته لنفسك و للآخرين ..مهما طال الزمن.
حينما يرتاح ضميرك...تكون سعادتك فللضمير خط واحد لا يحيد عنه عنه أبدا...وهو خط النزاهة و الإستقامة..وهذا هو الصراط المستقيم لا أكثر و لا اقل.
لدي قاعدة بسيطة جدا أتعامل بموجبها مع الحياة...فأنا ضيفة مؤقتة في الدنيا..فلأصنع جميلا...ليس من أجلكم..بل من أجل نفسي التي أحملها بين جنبيً..و القصة كلها..ما بتستاهل..
فهي كرمشة عين ما بين لحظة الميلاد و لحظة الفراق و الموت.
لابد لنا من أن نربط الضمير الحي ..بالسعادة..مهما كانت ظروف حياتنا صعبة و معقَدة و اسمح للسعادة أن تغمر حياتك بالبهجة الدائمة و الإمتنان الجميل و لتكن السعادة سيلا جارفا
لكل أنواع الشر لأن الشر ليس من طبيعتنا..بل هو مفارق عنها و غريب عن جوهرها لأن الشر ثقب أسود يبتلعنا و يفني وجودنا..و نحن البشر خالدون و لم نُوجد للفناء..بل للخلود.
السعادة ممكنة لجميع البشر و أقل قدر من السعادة تستطيع الحصول عليه ببساطة...على الأقل قل كلمة طيبة...و إمضي في حياتك.
هنا أقف و من هناك أمشي و للحديث بقية



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصنع السعادة (الحلقة السادسة)
- مصنع السعادة (الحلقة الخامسة)
- مصنع السعادة (الحلقة الرابعة)
- مصنع السعادة (الحلقة الثالثة)
- مصنع السعادة (الحلقة الثانية)
- مصنع السعادة (الحلقة الأولى)
- لا تنصحوا فاطمة ناعوت
- الأستاذ المحامي كميل فنيانوس
- كيف نقضي على الإرهاب؟ 2
- كيف نقضي على الإرهاب؟
- عاجل وهام..الى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي المحترم
- لما لا أتعامل مع نصف الفرائض فقط ؟؟؟
- معالي وزير التنوير المحترم
- رد على مقالة الأستاذ سامي لبيب..لما نعيش؟؟
- هكذا أفهم الله 4
- هكذا أفهم الله3
- هكذا أفهم الله 2
- هكذا أفهم الله
- ماجدة منصور
- ابتسم..أنت في مصر


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجدة منصور - مصنع السعادة ( الحلقة السابعة)