|
الحب والعاطفة
طارق الخولي
الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 13:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ما هو الحب؟ لم يُعرَّف الحب الي وقتنا هذا حكيم، من الفلاسفة والمفكرين، بل داروا حوله، دون التوغل فيه، وتوضيحه ووصفه وصفاً يحدده بدقة. ولكي نعرف ماهو الحب ،لابد ان نعلم سجايا وسليقة البشر،ومشاعرهم، وإختلاف أفكارهم. إذ لابد من المقارنة، التي لا تحيد عن الاستقامة، والمقارنة هي العين التي تري الحقيقة بوضوح، فنحن لا نعرف مدي قوة الالوان من بعضها إلا اذا قارناها ببعضها، ولا ندرك اختلاف الاطعمة الا إذا تذوقناها. تذوقنا المر فعرفنا أن الحلو هو الالذ، ولا نقصد هنا الاحاطة بطعم الاشياء، ولكن بالمقارنة والتفريق توضح الصورة ويكتمل المعني إن سليقة الرجل لهي أبعد ما يكون عن سليقة المرأة. مع أنهم يندرجون تحت البشرية والانسانية،ولا أعتقد بمن قال من الفلاسفة أن المرأة ذو طبيعة حيوانية. إنما هي بالمقارنة بالرجل مخلوق مختلف تمام الاختلاف. وفي ظني أن هذا الاختلاف لهو الكمال الحقيقي لمعني العلاقة بين الرجل والمرأة، فكلاهم يكمل نقص الاخر ،من النواقص الجسمانية والوجدانية، واكاد أؤمن بالذي قال ان المرأة خلقت لتعطي، وخلق الرجل ليأخذ كل ماتعطيه. وهنا السؤال: ماذا تعطي المرأة للرجل، ثم يأخذ الرجل كل ما تعطيه؟ ان المرأة خلقت بطبيعة خاصة، وسجايا خاصة ايضاً، حيث الاختلاف الفسيولوجي عن الرجل، وهو اختلاف الاعضاء، ومنها اختلاف الشكل الظاهري، وكلها متغيرات تتحول عند كلاهما بداية من سن البلوغ، وهذا التحول لم يقتصر علي الجسم فقط، بل في الشعور ايضاً. ويبدأ الاحساس بالجسد، وتتولد الغيرة، وتبدأ رحلة الصراع، من أجل اشباع رغبة، وان كانت رغبة ليست جنسية فهي رغبة اشباع المشاعر، وملئ الفطرة الانسانية، بما جبلت عليه. ان رحلة البحث عن الحب ليست من سليقة الفتاة فقط، انما تتولد عند الشاب ايضاً عند البلوغ. ولكنها تكون ادعي عند الفتاة لما لها من لطافة حسها ونعومة سليقتها. ولكن ما هو الحب؟ وهل للحب علاقة بالجنس؟ وما هو السن الانسب للحب؟ وهل الزواج يذيب الحب؟ وما هي مراحل الحب الحقيقي؟ وهل الحب الاول لا يُنسي؟ ان المشاعر هي ضخ للهرمونات من الغدد، عندما يحدث إنفعال ما، سواء كان الانفعال غضباً أم فرحاً،وهذه الانفعالات تكون نتيجة للاحتكاك مع شئ خارجي، ثم يبعث العقل هذا الاحتكاك علي هيئة صور تجول في الذهن، ومنا ما يترجم عقله هذه الانفعالات علي هيئة كلمات، او ما يشبه مقاطع الفيديو، ولكن الشائع هو ترجمة العقل للافكار علي هيئة صور، وقد ينتج الانفعال من قوة داخلية، اي نفسية، ربما كانت قوة الضمير، او تأنيب النفس او الندم او كحديث النفس بكل اشكاله. والانسان لم يخلق بجسد فقط، انما جسد وروح، وقد فسر الكثير من العلماء علي ان الروح هي النفس، والنفس هي الوجدان، وكل ما يدور في الخلد من اشياء غير مادية وغير ملموسة، انما هي محسوسة فقط، نشعر بها من خلال اشارات العقل للغدد فتترجم الانفعال الي شعور، والشعور الي صور تقفز في العقل، وكل علي قدر خياله، ونحن متغايرون علي درجات متفاوتة من الخيال الذهني، عند المرأة وعند الرجل ايضاً، ولكن المرأة بطبيعتها سطحية في الحكم علي الامور، حتي فيما يخص المشاعر.. بتهوفن، هذا العبقري، كانت النساء تستدرجه وتحاول التقرب منه، لتحظي به زوجاً، ودخلت عليه امرأة ذات مرة، فحانت منها لفتة الي اظافره صدفة، فوجدتها متسخة، فاعرضت، وأشاعت الخبر بين صديقاتها، وقالت كيف أتزوج من كانت أظافره متسخة؟. انها لم تري فيه عبقريته، بل رأت ما يدل علي نقصان ادراكها وعدم تعمقها في الاشياء، وهذه السذاجة لابد انها تنتقل بالطبع الي التخيل وعمق الفكر والادراك. وشوبنهور..هذا العظيم ايضاً، لقد آل به المآل ان تزوج امرأة ساذجة لا تفقه شيئا. اين هو التناسب في العلاقة هنا؟. والعقاد الذي أحب امرأة ثم ساعدها ماليا وأدبياً، واتجهت لاضواء السينما، وتخبطت في علاقات اخري نظراً لمكانها ومكانتها الفنية، هذا الوسط الذي قل من برئ، وكثر من قذر، ثم جاءت اليه بعد ذلك فأعرض عنها، وظل حتي مات بدون امرأة. ولا نذكر من الادباء الشواذ، امثلة كي لا تكون هي القاعدة، انما لكل قاعدة شواذ، ولكننا نتكلم عن القاعدة الفطرية والسجية السليمة. ان المشاعر المنتقلة من رجل الي امرأة او العكس لهي افكار، ثم ان اشتهاء الوجوه مثل اشتهاء اصناف معينة من الطعام، ورسم الوجوه يمثل جزءاً كبيراً من اجتذابنا لبعضنا، فهذا يجد راحة للوجه ذي البشرة البيضاء، وهذا يحب السمراء، و..و... والعينان، والانف، والفم، وكل التفاصيل الظاهرية،واجد كل السذاجة فيمن يؤمن بالحب من أول نظرة، انه اعطي لعقله تصريح بالحب الظاهري، دون التعلق بالجوهر، اذ كيف تتعلق النفس بشئ مادي وظاهري ومتغير، كيف تتعلق بجسد قابل للنقص او الزيادة، فنحن في عصر العجائب، العينان تتغير لونهما، والرموش ..و....الخ. وسنكمل ان شاء الله موضوعنا قريبا وناسف للاطالة اصدقائي
#طارق_الخولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عنتر والريح
-
دقات منتصف الليل2
-
دقات منتصف الليل
-
ليلة شتاء
-
حقيقة اعظم دول العالم
-
الصعلوك 2
-
عقليه الشاعر
-
الصعلوك
-
دوله من ورق...
-
بقايا رجل
المزيد.....
-
حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة
-
الكويت.. فيديو -سري للغاية- ومداهمة أشخاص بمؤسسات ودوائر يثي
...
-
-بطائرة سعودية خاصة-.. أحمد الشرع يثير تكهنات بصورة توجهه إل
...
-
مسيّرات إسرائيلية تستهدف مخيم النصيرات
-
الرئيس الصومالي يهنّئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
-
نتنياهو يفاخر بأنه أول زعيم يلتقي ترامب بعد انتخابه (فيديو)
...
-
بزشكيان: قدراتنا العسكرية هي للدفاع وليست من أجل الهجوم على
...
-
الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فديديوه
...
-
توسيع العملية العسكرية بالضفة والأزمة الإنسانية تتفاقم بغزة
...
-
الكرياتين: مكمل رياضي يعزز الصحة النفسية ويخفف أعراض الاكتئا
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|