أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - العلاقات التركية -الايرانية تعاون وصراع














المزيد.....


العلاقات التركية -الايرانية تعاون وصراع


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلاقات التركية –الايرانية تعاون وصراع
د. حسن طوالبه
يصعب القول ان العلاقات التركية –الايرانية صراع دائم او وئام دائم , بل هي علاقات تقتضي التعاون رغم التباين في العقائد والتنافس على مكامن النفوذ في المنطقه . فهما بلدان كبيران في المنطقة ولكليهما موقع جغرافي مهم فايران بوابة على الشرق وتركيا بوابة على الغرب , وكلاهما يعانيان من التنوع القومي وخاصة الاكراد الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان البلدين . وقد شهدت العلاقات بين البلدين صراعا داميا في فترات وتعاون كبير في فترات اخرى .
وعودة الى العلاقات التاريخية وبالذات الى العام 1514 اذ تمكن السلطان سليم الاول من هزيمة القوات الايرانية في معركة (جال ديران ) . تلك المعركة فتحت الابواب امام الاتراك للسيطرة على الاناضول و للزحف نحو المنطقة العربية والسيطرة عليها عام 1517 . وصارت كل البلدان العربية تحت سيطرة الدولة العثمانية حتى العام 1918 اي بعد هزيمتها مع المانيا في الحرب العالمية الاولى .
وظل الصراع قائما بين الدولتين حتى تم توقيع معاهدة زهاب , وقد عمد اسماعيل الصفوي الى اعتناق المذهب الشيعي نكاية بالاتراك وفرضه على الشعوب الايرانية . وبعد انهيار الدولة العثمانية 1918 وتسلم اتاتورك السلطة في تركيا وحولها الى دولة علمانية وانحاز الى الغرب واستبدل احرف اللغة التركية من العربية الى الحروف اللاتينية , وتسلم الشاه السلطة في ايران , تحسنت العلاقات بين البلدين واصبح الدفء يسودها , ووقع البلدان اتفاقية ترسيم الحدود عام 1926 وعدم الاعتداء على احدهما من البلد الاخر , كما زار الشاه تركيا عام 1934 لمدة اسبوعين ومعه وفد عسكري كبير . كما اعترف البلدان بالكيان الصهيوني , وتعاونا معه في شتى المجالات , وتعاونا معا ضد النفوذ السوفيتي في المنطقة , وتعاونا على تاسيس حلف بغداد 1955 , وتعاونا على تاسيس مجلس التعاون الاقليمي 1965 .
بعد ثورة خميني 1979 سادت حالة من الفتور النسبي بين البلدين ثم انتعشت اثناء الحرب الحرب العراقية – الايرانية , ومع سقوط الاتحاد السوفيتي ظهر التنافس بين البلدين على مناطق النفوذ والتنازع على تبعية البلدان المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي في اسيا الوسطى .
اما العلاقات المعاصرة فقد سادها اجواء التنافس والتعاون معا , فقد قامت تركيا اردوغان بدور الوساطة بين ايران والغرب حول برنامجها النووي قبل الاتفاق الاخير , كما قامت مصر بدور الوساطة بين تركيا وايران , وعقد اجتماع بين الاطراف الثلاثة عام 2012 وكان المفروض ان تشارك السعودية في ذاك الاجتماع ولكنها فضلت عدم المشاركة دون اعتراض عليه . وفي عام 2014 زار احمد داوود اوغلو وزير خارجية تركيا انذاك طهران واستقبله الرئيس الايراني حسن روحاني .
هذه العلاقات المتموجة بين الصراع والوفاق تحكمها المصالح الاقتصادية والاستراتيجية , رغم الخلاف في المذهب والتنافس على السيادة والنفوذ في المنطقة العربية , ويعد الموقف التصادمي في المسألة السورية من اكبر حالات الخلاف بين البلدين , فتركيا تحرص على امنها القومي من تمدد الاكراد السوريين واقامة دولة كردية على حدودها الجنوبية تصبح فيما بعد محفزا لاكراد تركيا للمطالبة بحكم ذاتي ان لم يكن انفصال تام , وايران الملالي تحرص على التمدد نحو المتوسط لتكون شريكة في عالم البحار وشريكا في الموارد النفطية والغاز الذي يكتنزه البحر المتوسط .
ومع تعقد الموقف العسكري في سوريه بعد تدخل روسيا العسكري , اذ تعالت الصيحات العالمية الداعية لحل الازمة السورية والتفرغ لدحر داعش , وجد البلدان حاجتهما الماسة للتعاون ثانية مستثمرين ارث العلاقات السابقة لايجاد حل للازمة السورية . كما ان التفاهم بينهما قد يفضي الى حل الازمة التركية الروسية , ولاسيما ان البلدين لديهما من الاسباب الكثيرة للتوصل الى حل للازمة الاخيرة بعد اسقاط الطائرة الروسية .
ورغم حاجة البلدين للتعاون مجددا ولكن كل منهما بحاجة الى ارضاء اصدقائهما من العرب فتركيا تريد ارضاء السعودية وعدم الانقلاب عليها , وايران تريد الوفاء بما وعدت به الاسد والحفاظ على سلطته . وعليه فان البلدين فرص لقائهما اكبر من فراقهما , ومن خلال علاقة ايران مع روسيا وعلاقة تركيا مع الغرب قد يسرع في ايجاد حل للازمة السورية وربما حل الاوضاع في اليمن . ولكن لن يكون اي حل الا على حساب العرب وعلى حساب دمائهم الرخيصة هذه الايام .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعي محموم لحل الازمة السورية لماذا ؟
- حرب الفضائيات الى اين ؟
- الوضع العربي بعد احتلال العراق الى داعش
- أميركا تحارب بأموال العرب ودمائهم
- مخطط ملالي ايران خطر على العرب والمسلمين
- حق المرأة اساس حقوق الانسان في الشرائع السماوية والوضعية
- حق لن ينسى بعد 65 سنه
- المعايير الدولية لحقوق الانسان وعمل الشرطة في النظم الديمقرا ...
- حقوق الإنسان في الإعلانات والدساتير الدولية
- حقوق الإنسان في الحضارات القديمة
- الانتخابات الاردنية .. فرصة للتزوير والرشوة
- كيسنجر يحلم ويهدد بحرب عالمية ثالثة
- المال السياسي يدخل من الباب في انتخابات عام 2013
- السلاح الكيماوي السوري ذريعة للتدخل
- الشرق الاوسط الكبير والاطماع الامريكية - فدرالية الاخوة العا ...
- انتصر الفلسطينيون رغم تهديدات اوباما ونتنياهو
- الغرب يزرع بذور الكراهية ضد العرب والمسلمين
- ضرب المنشأت النووية الايرانية بين استعجال تل ابيب وتأني واشن ...
- مخططات ايرانية توسعية
- الاصلات في الاردن الى اين ؟


المزيد.....




- السعودية.. الداخلية تعلن القبض على 4 مواطنين و3 من إثيوبيا و ...
- سوريا وسقوط الدومينو.. نحو إسرائيل الكبرى؟
- بعد وساطة تركية مع مصر.. عبد العاطي يعتزم زيارة دمشق ولقاء ا ...
- فيتسو: وقف الغاز الروسي عن أوروبا سيكلفها 120 مليار يورو
- القوات الروسية تتقدم غرب دونيتسك
- الحكومة الأذرية تقول إن -تدخلاً خارجياً- وراء تحطم طائرتها، ...
- محافظ دمشق: هناك أناس يريدون التعايش والسلام ومشكلتنا ليست م ...
- هآرتس: حماس تستعيد قوتها بسرعة وعمليات الجيش الإسرائيلي في غ ...
- الآلاف في بودابست يحصلون على وجبات العيد من محبي هاري كريشنا ...
- فيفا: منتخب مصر بقيادة -العميد- على أعتاب إنجاز تاريخي


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد طوالبة - العلاقات التركية -الايرانية تعاون وصراع