أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - المنافقون














المزيد.....

المنافقون


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 10:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رغم أن النفاق ظاهرة تعرفها كل الشعوب فى سائر العصور والمجتمعات، إلا أن هناك أمثلة معينة لوقائع من النفاق التاريخى التى شهدتها بلادنا والتى يصعب على المرء نسيانها، وبالنسبة لى ولكل أبناء جيلى فإنه من الصعب جدا أن ننسى تلك العبارات التى كان أنورالسادات رئيس مجلس الأمة يخاطب بها جمال عبدالناصر رئيس الجمهورية والتى كانت تذاع على الهواء مباشرة ،والتى كانت فى كثير من الحالات تصل إلى الحد الذى لا أعتقد أنه يجوز لبشر أن يوجهها إلى بشر مثله فى البشرية ( فيما هو مفترض على الأقل ) ، وليس بوسعنا أن ننسى تلك الإنحناءة التى انحنى بها أمام تمثال جمال بُعَيْد رحيله عن عالمنا، وليس بوسعنا كذلك أن ننسى ذلك الخطاب الشهير الذى ألقاه عبدالناصر نفسه فى مجلس الأمة يوم الإنفصال المشئوم لسوريا عن مصر، حين قال : " .. ولقد أصدرت أوامرى إلى قواتنا البحرية لكى تتحرك لدعم القوى التى ما تزال تدافع عن الوحدة"، ..عندئذ دوى تصفيق حاد من جميع أعضاء المجلس، غير أن عبدالناصر يستطرد قائلا :"ولكننى رأيت أن الدماء العربية لا ينبغى أن تسفك بأيد عربية، لهذا أصدرت أوامرى لتلك القوات بالعودة "، حينئذ دوى تصفيق أكثر حدة( ربما لمحو آثار الإتطباع الذى تركه التصفيق السابق!)، وبالمناسبة فأنا لا أشك فى وطنية الرئيس عبدالناصر ولا أشك فى أن قراره بعدم استخدام القوة لاستعادة الوحدة كان هو القرار الصائب، لكننى مازلت منذ ذلك اليوم تدهشنى تلك القوة العارمة التى صفق بها النواب للشئ ونقيضه فى آن واحد تقريبا (وهى سمة ما تزال تميز أغلب نواب الحكومة فى مصر، لا فرق فى ذلك بين عصر التنظيم السياسى الواحد وبين عصر تعدد الأحزاب"،... مثل هذا النفاق التاريخى هوالذى قادنا بالفعل وهو الذى يمكن أن يقودنا مرة أخرى إلى كوارث لانعلمها، فليست مهمة ممثلى الشعب ولا مهمة المحيطين بالرئيس أيا ما كان مستوى وطنيته وإخلاصه، ليست مهمتهم أن يؤمنوا على كل مايراه ولا أن يصفقوا لكل ما يقوله،.. وفى المثال السابق فإننى لا أظن أن واحدا من الأعضاء كان سوف يشنق أو حتى كان سيعتقل لو أنه لم يرفع يديه بالتصفيق فى إحدى المرتين على الأقل، ..إن هذا التصفيق المستمر من جانب نواب الحكومة لرئيس الحكومة أو لرئيس الدولة من شأنه أن يزرع فى نفسه تدريجيا ـ خاصة إذا طالت مدة رئاسته ـ من شأنه أن يزرع فى نفسه أنه معصوم من الخطأ، وهنا تكون بداية الكارثة التى يساهم فى صنعها أولئك الذين جعلوا رؤساءهم مبرمجين على توقع الثناء لا على تقبل النقد (هذا هو أحد الفوارق الأساسية بين المجتمعات المتقدمة و المجتمعات المتخلفة التى لا تفتأ تزعم أنها أفضل أخلاقيا من الغرب، وهو زعم غير صحيح، لأن النفاق نقيصة أخلاقية ما بعدها نقيصة:انظر مثلا إلى نواب حزب العمال البريطانى وما فعلوه برئيسهم بلير، انظر وقارن بنفسك بين هؤلاء وأولئك)،.. أخيرا هل أروى لكم مثالا آخر للنفاق التاريخى؟.. إنه يوم5يونيو1967عندما طار المشير عامر إلى موقع ما على الجبهة..عندئذ قيدت المدفعية المضادة للطائرات على مستوىالجمهورية وهرعت كل القيادات العسكرية تاركة مواقعها لكى تكون فى شرف استقباله! ..بينما كان العدوان قدبدأ فعلا !.. لا تظنواأن الوضع الآن قد تغير كثيرا فعندما تزور شخصية هامة موقعا ما من مواقع العمل، تتعطل كل الأعمال والأحوال ويهرع الجميع لكى يكونوا فى شرف الإستقبال.




#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الركسوتالجى!
- محاكمة صدام حسين
- المصريون ينتحرون
- والله زمان ياحنا
- حدث فى القرن الخامس عشر الهجرى
- وقائع تعديل دستور جمهورية متغوريا


المزيد.....




- خسارة لا يمكن تصورها.. عائلة في غزة تروي الكابوس الذي عاشته ...
- شولتس يشتم أحزاب ألمانية بكلمات جارحة بسبب مقاطعتها لكلمة زي ...
- المغرب: رسو سفينة إسرائيلية في ميناء طنجة يثير موجة من الجدل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أردوغان مجرم حرب
- هولندا تحث رعاياها على مغادرة لبنان
- طريقة جديدة لخداع الجيش الإسرائيلي على حدود مصر
- أسانج في أستراليا أخيرا: عانق زوجته بلهفة ووالده تنفس الصعدا ...
- تواصل احتجاجات كينيا ردا على عنف الشرطة أمام -البرلمان-
- مقتل جندي تونسي على الأقل في هجوم على دورية عسكرية قرب الحدو ...
- اتهامات بالتخوين.. ما سبب الغضب من رؤساء إيران السابقين؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - المنافقون