أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر جمعة العابدي - تحولات السرد وتداخل الأجناس الأدبية في المجموعة القصصية (عائلة الحرب) للقاص صلاح زنكنة ..















المزيد.....


تحولات السرد وتداخل الأجناس الأدبية في المجموعة القصصية (عائلة الحرب) للقاص صلاح زنكنة ..


حيدر جمعة العابدي

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


تحولات السرد وتداخل الأجناس الأدبية في المجموعة القصصية (عائلة الحرب) للقاص صلاح زنكنة ..
(الملاجئ قبورنا الصغيرة الدافئة )
يعود صلاح زنكنه من نافذة السرد حاملا معه ذاكرة ونصوص تحكي قصة وطن ممزق وعائلة توثق أوجاع الحرب بكل هزائمها وانكساراتها إثناء الحرب وبعد الحرب. وبما ان مفهوم العائلة يشتمل على قانون النمو والتكاثر لذلك تخضع عائلة الحرب لنفس الشروط العضوية للنمو والتناسل لتشغل حيزا يتسع يوم بعد يوم بفعل الإطماع والمصالح المادية والاجتماعية ،وعليه تمثل المجموعة القصصية (عائلة الحرب ) الصادرة عن دار ميزوبوتاميا ،لسنة 2014 شاهدا على بشاعة ووحشية الحرب والمنتفعين منها ، تتوزع المجموعة على بابين الأول هو باب ينفتح على واقع الحرب ضمن محيط الداخل المحلي يرصد ويوثق كل الحروب التي خضناها بكل أوجاعها لذلك وسم ( باب الحرب) يتكون هذا الباب من مجموعة قصص توثق وتحكي كل ما يدور في لحظات الحرب من خوف وحب وانكسار وانتصار وموت ، استخدم فيها الكاتب لغة شعرية مكثفة واستعارات صورية ورمزية تكشف الوجه البشع للحرب رغم قصر قصص هذا المحور إلا أنها قصص وظفت بعناية ودقة لتشكل مع بعضها الصورة الكاملة لكل ما يحدث إثناء الحرب أي صورة من داخل الوجع والموت، لذا تميزت كل أقصوصة بخصوصية حدثها لترسم و توثق جزء من صورة هذه العائلة الكبيرة لتشكل مع بعضها لوحة اكبر، شخوصها الشهداء والمستلبين صورة تحكي تاريخ عائلة الحرب وهي تتناسل وتكبر ، يتضح ذلك جليا في قصة شهداء( الحرب سقتنا من الأزقة والشوارع والبيوت والحدائق والمسارح والمقاهي والمدارس ...الحرب سرقتنا من معمعة الحياة وحشرتنا في مقبرة الأموات و أسمتنا شهداء)ص10 لذلك كل شخوص هذا الباب هم من مقاتلين الذين خسروا حياتهم بفعل الحروب، فكل شخصيات هذا الباب تروي ما تعرضت له من سرقه لوجودها لتجتمع كل هذه الانتهاكات في قصص العائلة التي توجز لنا الكثير من تاريخ العنف والانتهاك الإنساني، لذلك جاء فعل السرقة المتكرر لوجودنا الإنساني كنتيجة حتمية بسبب الحروب المتكررة التي تصنعها السلطة لضمان استمرار سيطرتها لأنها تجتهد في اختلاق الحروب و التآمر والخداع على شعوبها يأتي ذلك وفق منطق الانتهاك والسرقة المتكرر لشخوص هذه العائلة فلا وجود لسرقة من غير سارق طامع كما لا وجود لحرب من غير مصالح وإطماع بالقتل والاستحواذ و سلطة قوية تديم هذه الحروب بأجسادنا تحت شعار منطقي ؛لكنه منحاز سلفا لصالح السلطة. .
يختص الباب الثاني في واقع ما بعد الحرب يحتوي على أربعة قصص امتازت عن غيرها من قصص الباب الأول بالجانب الفني و المتخيل الذي يحاول كسر رتابة و تكرار صورة الحرب داخل قصص الباب الأول وذلك عبر الخروج من الواقع الصادم والقبيح للحظة الحرب لكن دون الابتعاد عن تبعاتها النفسية وذلك بالعودة إليها من نافذة الفن والحب والسلام المفقود يتضح ذلك في طريقة بناء قصص هذا الباب التي تنفتح على العالم الخارجي من خلال تكثيف المتخيل الفني أكثر من السائد (واقع الحرب) وهو ما يمثل تحولا في لغة وأسلوب وبناء هذا الباب عن قصص الباب الأول نجد ذلك في تمركز النص خلف دلالات فنية ورمزية لدال فني جمالي يمثل الحياة بجوانبها المشرقة والإنسانية التي تعكس بدورها موقف إنساني تواصلي/ تداولي، وثقافي / روحي من الوجود عبر جدلية التلقي والتأويل لإعادة الديمومة لوجه الحياة الجميل و المتسامح، يبرز في قصص هذا الباب ،ففي قصة (اقتل الجنود) نجد ان لغة التسامح والحب هي التي تقف بوجه أدوات القتل والسلاح فالحاج (سا لار) بطل القصة الذي قتلت السلطة جميع أفراد عائلته أمامه، يتخلى عن قتل الجنود الذين أرسلتهم السلطة لقتله في مشهد إنساني رائع فعندما يريد الانتقام لعائلته المغدوره من جنود هم أسرى حرب يقف مستغربا من بؤس حالهم وانكسارهم فيقرر العفو والتسامح والتنازل عن حقه بالإنتقال (نزع بندقيته من كتفه ورماها أرضا –لست بحاجة لها بعد اليوم )ص50 كذلك نجد للفن حضورا إنسانيا رائعا في قصة (الرماة العشرة) حيث يمثل الفن وجه ومن وجوه الحياة الأكثر تعبيراً ودلالة عن خسارتنا من الحرب عبر لوحة الإحدى الفنانات تفيض بالدلالات النفسية والفنية التي تشكل متنفس موضوعي للخساراتنا من الحرب ، يستعيد ذكرياتها بطل القصة سلمان عبر منولوج داخلي حين صدور الأوامر لهؤلاء الرماة بقتل النقيب بشار عبد الله بتهمة الخيانة للنظام يرفض العاشر أن يطلق النار بدافع إنساني فني لأنه شاعر لا يجيد سوى الجمال ( إنا اكتب الشعر )ص57 لتنهي القصة بان يكون سلمان بطل القصة هو الرامي العاشر الذي اختفى من اللوحة ،إما في قصة سلام النايترون التي تختلف عن باقي القصص من ناحية الشكل لكنها تتفق في المضمون قصة تبحث عن التوازن العادل عبر الاقتصاص من دول تصنع الحروب و القنابل والأسلحة لقتل عددا اكبر من البشر وذلك بفعل تفجير نيتروني يحصد أرواح الكثير من شعوب المنطقة التي تطور تكنولوجيا السلاح والحرب حيث تبيد هذه القنبلة كل قوانين القوة السائدة أمريكا والأمم المتحدة ... لتبقى المباني فقط هي الشاخصة على ما حدث ويحدث لتحتلها الشعوب الفقيرة في مشهد يعج بلغة المفارقة والتهكم والفنتازيا.
تتفرد هذه المجموعة القصصية بأسلوبها السردي السلس والتلقائي الذي يعكس تجربة وقصدية الكاتب لكشف دموية وقسوة الحرب وتبعاتها الاجتماعية والنفسية التي تظهر في الغالب ما بعد الحرب والتي عاش اغلب إحداثها الكاتب نفسه يتضح ذلك من خلال الصوت الواحد لفعل الروي بصيغة المتكلم وورود اسم الكاتب داخل النص حتى وان حاول افتعال التمويه والكذب في ذلك فهو فاعل أساسي داخل النص (يا سلام على صلاح زنكنة وأكاذيبه الحميمية )ص62كما استخدم الكاتب بعض الجمل ذات الإيقاع الشعري ذات التقطيع الصوتي والمجازي والاستعاري وهو ما يعكس تحولات السردية العراقية في كسر الحدود ما بين هذه الأجناس من خلال إحداث تداخل فني و لغوي في بنية السرد ما يؤشر على فعل التحديث والتطوير في هذه البنية ومنها القصة العراقية والتي تعكس رغبة الكاتب العراقي في كسر القوالب التي وقفت بوجه هذا التداخل ، ما يؤخذ على المجموعة هو التكرر الواضح في الكثير من مشاهد الموت كما نجد إن هناك ضعف فني في بعض القصص حيث لم تستوفي فنيتها لكن تظل هذا المجموعة بكل ما تحتويه من قصص صرخة احتجاج بوجه صناعة الحروب المتمثلة بالسلطة كما تمثل المجموعة رؤية نقدية وفنية تدين فكرة الحرب..



#حيدر_جمعة_العابدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الانساق الثقافية المضمرة من ثقافة التغيير إلى ثقافة ...
- تهشم المعنى قراءة في المجموعة القصصية (إذا كنت تحب ) للقاصة ...
- استلاب المعنى في رواية -الصورة الثالثةللروائي علي لفته سعيد
- أجساد تبحث عن وطن قراءة في رواية (بوصلة القيامة) الروائي هيث ...
- قراءة في الاستعارات الصورية في مسرحية (براد الموتى) للكاتب ع ...
- ثقافة الموت كحل وجودي في رواية (قياموت) للروائي نصيف فلك.
- دلالات العنف في قصة (معرض الجثث) للقاص حسن بلاسم.
- ثقافة التبعية والإتباع مابين شعارات النصر وفلسفة الهزيمة في ...
- جدلية الصراع مابين الرمز والواقع في مسرحية (عزف نخلة ) للكات ...
- تراجيديا الوجع العراقي في المجموعة القصصية (الهذيان داخل حقي ...
- صورة المرأة كبديل معرفي في رواية (العارية ) للروائي سلام جبا ...
- دراسة نقدية عن وظيفة المكان في الخطاب الشعري (طين الأبدية) أ ...
- الوطن وإشكالية المعنى مابين المقدس والمدنس في رواية (كش وطن) ...
- نقد الأنساق الذكورية في السرد قراءة في المجموعة القصصية (بيت ...
- تحولات السرد في الرواية العراقية / هكذا أقرأ تجميع الأسد للر ...
- تحولات السرد من الواقع الى الأسطورة في رواية ( آدم سامي-مور) ...
- الدلالات الزمكانية في السرد في رواية ( انزياح الحجاب ما بعد ...
- المعنى بين الواقع والافتراض في القصة القصيرة (لؤي قاسم عباس) ...
- المجاملات النقدية وأثرها على المشهد الادبي والثقافي في العرا ...
- الاخر مابين الصدمة والتجاوز قراءة في المجموعة القصصية ( ترات ...


المزيد.....




- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...
- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- فنانة مصرية تصدم الجمهور بعد عمليات تجميل غيرت ملامحها
- شاهد.. جولة في منزل شارلي شابلن في ذكرى وفاة عبقري السينما ا ...
- منعها الاحتلال من السفر لليبيا.. فلسطينية تتوّج بجائزة صحفية ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر جمعة العابدي - تحولات السرد وتداخل الأجناس الأدبية في المجموعة القصصية (عائلة الحرب) للقاص صلاح زنكنة ..