أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - المعارضة السلمية(1)














المزيد.....

المعارضة السلمية(1)


يوسف أحمد إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 02:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


المعارضة السلمية هي صورة من صور الصراع على السلطة لفائدة الأغلبية المعترضة على السلطة الحاكمة . ولكن هذه العبارة " المعارضة السلمية " لم تكن مصطلحا منتشراً في زمن الانقلابات العسكرية ، لأن القوة العسكرية كانت السبيل الوحيد للتربع على العرش .. وحين هبّت رياح العولمة على العالم الثالث دخل المصطلح ومعه المفهوم بوصفه جزءا من إجراءات تداول السلطة والمناخ الديمقراطي ... والأخير يعني التساوي في امتلاك الوطن معنويا وماديا بين جميع مكوناته، أفراداً وجماعات ..
ولكننا في العالم الثالث ، كما في حالتنا في تلقي العالم المتقدم ، نأخذ المفاهيم دون اعتبار للظرف الموضوعي لتطبيقها، فأخذنا مفهوم " المعارضة السلمية " مبتورا من سياقه الاجتماعي التاريخي . وعليه يمكن أن نطرح السؤال الآتي :هل يمكن أن تكون المعارضة السلمية إجراء صحيّاً وفاعلاً في زمن الانقلابات العسكرية ؟! وهل هي إجراء ناجح لتداول السلطة في ظل دكتاتورية احتكارية ، خاصة إذا كانت تلك الدكتاتورية قادرة على إنشاء تحالفات داخلية وخارجية تمنع فتح حصونها مهما كانت القوة المهاجمة، وسُبل خطواتها . ؟!
هذه الأسئلة لا تهيئ لرفض مفهوم " المعارضة السلمية " وإمكانية تطبيقه كإجراء في العالم الثالث ، وإنما تهيئ لقراءة ملابساته، التي هيمنت على الأزمة السورية، في ظلّ قمع النظام للمظاهرات السلمية، في بداية الحراك الاجتماعي الثوري، وردود الفعل العنيفة المؤيدة لتسليح الحراك، أو انتقاله إلى صراع مسلح .. بغض النظر عن خطاب الإسلام السياسي لتلك الكتائب وتأييده أو رفضه ..؟!
بداية تجب الإشارة إلى أن الأنظمة العربية الدكتاتورية هي التي روّجت لمفهوم " المعارضة السلمية " في مجتمعاتها ليس بدافع احترامها لحق شعوبها في تداول السلطة ، وإن كان هذا هو خطابها المعلن ، وإنما إدراكا منها أن المفهوم هو وسيلة جديدة لثباتها في السلطة ، فإن كان الطريق هو صناديق الاقتراع فهي مولاه ومنظمه وراسم خطواته ومعلن نتائجه ! والمعترض بعد الإعلان يشرب من البحر..ستكال له كل التهم . وإن كان طريقه، هو الحراك في الشارع ، كالإضراب والاعتصام ،فهناك طرق شتى لتخريبه وتخوينه ، ولا يشكل تهديدا لوجودها ، وإذا أخلّ بالمصالح العامة أو الخاصة، فستكون النتيجة تشويهه للمعارضة السلمية نفسها ...
وبالتالي، فالصراع ، من حيث خطواته الأولى ، ومن حيث ثقة السلطات الدكتاتورية بنفسها ودرجة احتقارها لشعوبها، يحوّل الترويج للمعارضة السلمية من قبل السلطة الحاكمة إلى حق يراد به باطل ! .. لأن احترام مفهوم " المعارضة السلمية " يقتضي ظروفا موضوية تتوازن فيها القوى المتصارعة أو المتنافسة على السلطة، من حيث القدرات الإعلامية والمالية ودرجة الوعي الاجتماعي السياسي ، بالإضافة إلى تجريد الجميع من القوة العسكرية وصورها العنيفة ..! وهذا غير وارد في ظل الحكومات الديكتاتورية العربية .
في الربيع العربي ، وبغض النظر عن البديل الذي تم إنتاجه ، إن كان يمثل نقلة نوعية في مفهوم الثورة أم لا ...يمكن القول : إن المعارضة السلمية في تونس ومصر واليمن ، قد حققت نتائج هامة ، بمعنى أنها دفعت بن علي إلى الهرب ، ودفعت حسني مبارك إلى التنازل وأجبرت علي صالح على الرضوخ قبل أن تتحول إلى صراع مسلح .. ولكلّ موقعٍ من تلك المواقع خصوصيته ، ولكن المشترك فيها أن المعارضة السلمية لم تلجأ إلى السلاح، والسلطة أيضا لم تمعن في استخدامه لأسباب مختلفة . .
في الحالة السورية اختلف الأمر كثيراً..! ... فطبيعة النظام الأمني ، وتشابكات الدولة الأمنية ، وهيمنة الحزب الواحد منذ عقود خلق حصناً منيعاً حول السلطة، عماده علاقة الخوف المتبادلة بين السلطة والشعب ... السلطة حذرة بشكل دائم ، ولذلك فإن أعين حراسها الأمنيين لا تنام . ، وأي حراك مهما كان بسيطا يؤدي إلى انفجار دموي قائم على التخوين والاحتقار ، والرفض بعنف .. والشعب انقاد للخوف حتى بدت العلاقة مع السلطة فاقدة للثقة والأمن والأمان ، ومليئة بالاتهامات بدءا من الفساد إلى التخوين في الخفاء .
ولذلك كان الانفجار دمويا من الطرفين ؛ السلطة والمعارضة المسلحة، بعد فشل الحراك الثوري السلمي، وهو في بداية خطواته . ولكن هل كان بالإمكان غير ذلك ؟ وهل كانت النتائج ستكون أرحم مما حصل ؟ ...
باختصار، نعم .



#يوسف_أحمد_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشارع السوري - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة (3)
- من راية الانتداب إلى راية الاستبداد
- الإعلام المحرِّض - توصيف في الحالة السورية -
- سرود قصيرة
- العنف والوعي الاجتماعي - توصيف في الحالة السورية -
- مفاوضون بلا حقيبة - توصيف في الحالة السورية -
- أنا من هنا . أنا من هناك - توصيف في الحالة السورية
- مضايا والفوعة - توصيف في الحالة السورية -
- بلاغة العنف توصيف في الحالة السورية
- الاستقواء - توصيف في الحالة السورية -
- الثورة بين مطرقتين - توصيف في الحالة السورية -
- ثورة الكرامة والحرية - توصيف في الحالة السورية -
- المثقف وأزمة العنف - توصيف في الحالة السورية-


المزيد.....




- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف أحمد إسماعيل - المعارضة السلمية(1)