أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الزاغيني - الوطن والمواطن الظالم والمظلوم














المزيد.....


الوطن والمواطن الظالم والمظلوم


علي الزاغيني
(Ali Alzagheeni)


الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 17:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوطن والمواطن الظالم والمظلوم
علي الزاغيني
يحكى في قديم الزمان ان رجلا ليس لديه عمل لكسب قوته سوى نبش القبور وسرقة كفن الأموات المتوفين حديثا وبيعه بالسوق وهذا ما جعل الناس يسخطون عليه كثيرا ولكنهم لم يحركوا ساكنا تجاهه سوى السب والشتم وبعد وفاته تنفس الناس الصعداء و قالوا تخلصنا منه الى حيث لا رجعة ولكنهم تفاجئوا بأن ولده الذي ورث هذه المهنة من بعده كان يقوم يقوم بسرقة الكفن ووضع قازوق بمؤخرة المتوفي مما جعل الناس تترحم على والده لان من أتى بعده أسوء منه بكثير .
لم يتوقع احد ان تسوء الأوضاع الى هذا الحد خلال هذه المرحلة من تاريخ العراق بعد سقوط الطاغية , عنف وإرهاب وطائفية وهجرة وتهجير ومحاصصة ونزوح جماعي من مدن كبيرة مما افقد المواطن الثقة بمن انتخبهم على مختلف مسمياتهم وعناوينهم لأنهم لم يقدموا للعراق ولشعبه سوى الويلات ونزاع وصراع دموي على السلطة وتراجع كبير في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وتدخلات خارجية لا حدود لها لفرض أرادتها كل هذا تجعل من المواطن جزء من لعبة وصراع سياسي ودموي على ارض الوطن .
لا يمكن ان نحمل الوطن تبعات الحكام وأهوائهم ونزواتهم ولكن المواطن يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية فالوطن تميته الدموع وتحيه الدماء , يعتقد البعض ان الوطن ضحية الحكومات المتعاقبة والبعض الاخر يعتقد ان المواطن بصمته الدائم جعل من الوطن ضحية وجعل الحاكم جلاد وهكذا تستمر التضحيات منذ عقود وانهار الدماء لا تتوقف وأصبح المواطن هو الأخر ضحية وتعاقبت أجيال وأجيال و لازال كل شئ على حاله دماء ودموع وكذب ونفاق سياسي ووعود مزيفة بعد ان سقت ارض الوطن بدماء الأبرياء أرضاء لحكام وخوفا من سطوة الجلادين محاولين تغير مجرى التاريخ والبقاء بالسلطة والتربع على عرش ارض الخيرات ولكن لكل شي نهاية مهما حاول البعض ان يلعب بأوراق محترقة ونهاية الطغاة لعنة التاريخ والشعب وهذا ما حصل في العراق والكثير من الدول التي عانت من ويلات المستبدين .
لا يمكن ان نعتبر الوطن مجرد محطة عابرة نتركها متى ما شئنا اذا ما ساءت الأمور ونتركه بمحنته دون ان يكون له من يدافع عنه و بحقيقة الامر ان ما مر به العراق من أزمات وحروب وسياسات خلال العقود المنصرمة جعلت الكثير من المواطنين يبحثون عن ملاذ أمان خارج حدوده وهو ما يعتبره البعض حق مشروع لهم لضمان العيش برفاهية وامان رغم مرارة الغربة التي يواجهونها لكنها الحل بعدما اغلقت جميع ابواب العيش الكريم بالوطن وتعثرت سنوات الامان وامتدت يد الحروب لتنال من الجميع دون استثناء وجعلت من الوطن والمواطن ضحية بسبب ما ارتكبه الحكام من اخطاء وجرائم لا يمكن للتاريخ ان يتجاهلها ولكن سيبقى الوطن ويرحل جميع الطغاة والحكام الذين لم ينصفوا شعوبهم ولم يعطوا للأوطان حريتها ولم يمنحوا الشعوب الحرية الحقيقة والحياة الكريمة التي يستحقونها وتبقى وعودهم لا تتعدى ان تكون أكذوبة وزيف ادعاء لكنها الحقيقة التي سيكتبها التاريخ على ما ارتكبته من جرائم بحق الشعوب المظلومة.
ان من ابسط الامور التي تمنح للمواطن هي مجانية التعليم والضمان الصحي ولكن حتى هذه أصبحت بلا شك مقابل ثمن بعدما انتشرت المدارس الأهلية بعد تردي مستويات المدارس الحكومية ومستواها التعليمي وكذلك فرض مبالغ مالية على الخدمات الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية رغم ان الدستور اقر بمجانيتها ولكن على ما يبدو ان الأزمة المالية التي اثرت بشكل واضح على المواطن وبدت تأثيراتها واضحة جدا بعد التقشف الكبير الذي طال كل القطاعات ولم يستثنى منها حتى الفقير بعد ان فرضت هذه الرسوم الإضافية على الخدمات الصحية وغيرها أجبرته على الانصياع وتسديدها مجبرا وهذا ما جعل التكهنات بان القادم سوف يكون أسوء , وهذا ما يبرهن على عدم دقة التخطيط في السنوات الماضية والتخبط الواضح في ايجاد الحلول للخروج من الأزمات و لاسيما الاقتصادية منها بعد ان تعثرت أسعار النفط عالميا بشكل واضح مما جعل الامور تكون اصعب لعدم موارد اخرى يمكن الاستعانة بها لسد العجز الحاصل في ميزانية العراق بعد الإهمال الكبير في قطاع الصناعة والزراعة والسياحة والاعتماد كليا على الاستيراد في سد احتياجاتنا وهذا ما جعلنا في موقف صعب قد نحتاج لوقت طويل لمعالجة الأزمة المالية وإيجاد حلول مناسبة بدلا من التقشف الذي اثر بشكل كبير على الجميع .
اغلب البلدان عاشت سنين من الحروب والدمار والثورات وسقت ارضها دماء الشهداء وتغيب الكثير من المناضلين في غياهب السجون ولكن في النهاية نالت تلك البلدان حريتها وضمن الانسان فيها حريته وكرامته وأصبحت مثلا يقتدى به وأصبحت ملاذ امن ومستقر لمن يبحث عن الحرية والعيش بسلام بعد ان تولى زمام السلطة قادة لديهم اخلاص لوطنهم وشعبهم , قد يتصور البعض ان التضحيات التي قدمها الشعب العراقي قليلة ولكنها للأسف يمكن ان تكون من اكبر التضحيات وعلى عقود طويلة من الزمن ولكن هناك من سرق هذه التضحيات رغم اعترافهم بها ولكن لم تتغير الاوضاع بل زادت سوء وتزداد يوم بعد اخر مهما حاول البعض ان يبرر ذلك ويضع الاسباب لإخفاقاتهم في ادارة الدولة , بعد ان عانى الشعب الكثير من ويلات الطاغية وجلاوزته وحروبه وحصار ظالم ولكن للاسف لم يتغير الحال فقوافل المهاجرين بدلا من تعود للوطن لتنعم بخيراته ازدادت بالرحيل الى منافي اخرى بعد ان أرعبتهم الطائفية والإرهاب الأعمى ليبقى المواطن ينتظر عسى ان تتغير الاوضاع ويعود الى وطنه .
لا يمكن ان يكون الوطن ظالما ولا الشعب مظلوما اذا ما استلمت زمام الامور حكومة وطنية حرة ترفض كل مقومات العبودية والمصلحة الشخصية من اجل الوطن وتاريخه وحضارته والتضحيات الكبيرة التي قدمها ابناء الوطن وبعكس ذلك سيبقى مظلوما لان ارادة المواطن لم تتغير ولم تحرك ساكنا لا عادة الوجه المشرق للوطن .



#علي_الزاغيني (هاشتاغ)       Ali_Alzagheeni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاظم الهلالي ورحيل النوارس
- حياة الطالب الجامعية
- النساء بعد الاربعين في مجتمعنا
- بلا موعد
- التغيير الحكومي وتكهنات المنجمين
- حكاية حب (12 والاخيرة)
- ماذا لو انهار سد الموصل ؟
- حكاية حب (11)
- مقاماتي ,, يفتح فعاليات ملتقى النور الحر
- حكاية حب (10)
- حكاية حب (9)
- رواتب الموظفين الى اين ؟
- حكاية حب 8
- حكاية (7)
- حذام يوسف و الحب وأشياؤه الأخرى
- نداء استغاثة
- حكاية حب (6)
- هل اصبح العراق فريسة ؟
- حكاية حب (5)
- للحب حكاية /4


المزيد.....




- قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها ...
- فيديو حصري من زاوية جديدة يوثق لحظة تصادم الطائرتين في واشنط ...
- حزب -القوات اللبنانية- يطالب الحكومة بالتوضيح بعد مسيّرة -حز ...
- قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط - التلغراف ...
- أبو عبيدة يعلن أسماء الرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عن ...
- اتفاق الهدنة: إسرائيل وحماس تتبادلان قوائم المقرر إطلاق سراح ...
- بعد تمرير خطة اللجوء.. هل انكسر -الجدار الناري- عن اليمين ال ...
- أيقونة معمارية شاهدة على التاريخ.. العزبة القيصرية -إيزمائيل ...
- بالفيديو والصور.. موجة ثلوج غير مسبوقة تشهدها بعض المدن الجز ...
- الرئيس الجورجي: دول غربية ضغطت علينا للوقوف ضد روسيا في نزاع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الزاغيني - الوطن والمواطن الظالم والمظلوم