أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - التضليل في خطاب (الحرب على غزة)














المزيد.....


التضليل في خطاب (الحرب على غزة)


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 15:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


ضمن سياسة التضليل وكي الوعي يجري الحديث بين الفينة والأخرى ، كما هو حادث هذه الأيام ، عن حرب قادمة على قطاع غزة مشفوعا بتهويل لقدرات المقاومة في غزة . مَن استعمل لأول مرة مصطلح الحرب على غزة ومَن يتحدثون اليوم عن احتمال اندلاع حرب على غزة يشاركون ، بوعي من بعضهم وبدون وعي من آخرين ، في تشويه الحقائق ، أو على الأقل فمصطلح الحرب على غزة غير دقيق ، ذلك أن التخويف من حرب قادمة على غزة فيه قدر كبير من التضليل لأن حالة الحرب قائمة بالفعل .
خطورة وتضليل خطاب الحرب على غزة تكمن في الأمور التالية :
1- تجاهل أو جهل لحقيقة العدو الذي نواجهه وتجاهل لطبيعة الصراع معه . الحرب في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليست حدثا طارئا بل جزء أصيل في العقيدة اليهودية والصهيونية والإسرائيلية ، كما أن طبيعة المجتمع الإسرائيلي تحتاج لوجود عدو خارجي . هكذا كانت الحرب في العقيدة اليهودية والصهيونية وهكذا هي اليوم مع كل قادة إسرائيل .
2- مادامت إسرائيل تقول إنها لم تستكمل مشروعها الصهيوني فمن البديهي أن تتصرف كدولة حرب ومجتمع حرب ، ففي أكتوبر الماضي وفي جلسة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست في ذكرى مقتل رابين قال نتنياهو "يجب علينا أن نسيطر على كامل الأراضي وأن نستمر بهذه السيطرة على المدى المنظور" ، و قال أيضا مخاطبا المعارضة " وتسألونني اذا ما كنا سنعيش على حد السيف الى الابد وأنا اقول لكم نعم."
3- أيضا بالنسبة للفلسطينيين ضحايا الحرب العدوانية الإسرائيلية . فبما أنهم لم يؤسسوا دولتهم وما دام السلام لم يستقر فإن المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده هي مرحلة التحرير الوطني ، وحالة التحرير الوطني أو مقاومة الاحتلال حالة حرب مفتوحة ومشروعة ، ونشير هنا إلى أن كل الأحزاب الفلسطينية تحمل أسماء حربية كالجهاد و المقاومة والتحرير والنضال والكتائب الخ .
4- العلاقة ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين يحكمها مبدأ الحرب والصراع ما دامت عملية السلام والتسوية فاشلة . حتى وجود هدنة ما بين إسرائيل وحركات المقاومة في قطاع غزة وتحوُّل المقاومة في قطاع غزة إلى مقاومة دفاعية عن القطاع ، هذا لا يعني نهاية الصراع أو الحرب بل وقف المواجهات العسكرية المباشرة مؤقتا ، لأن حماس ليست الكل الفلسطيني ، والصراع والحرب ليسا فقط تحريك الدبابات والطائرات بل لهما وجوه متعددة .
5- الحصار والحرب الاقتصادية والنفسية التي تدمر المجتمع الفلسطيني والمشروع الوطني لا تقل خطورة عن المعارك العسكرية .
6- ما يجري في الضفة حرب أكثر خطورة وشراسة من الحرب على غزة ، فالجيش الإسرائيلي في الضفة يحتل الأرض ويُمارِس الاستيطان ويحمي المستوطنين الخ ، وبالتالي يحقق نتائج أكثر استراتيجية لإسرائيل مما لو حدثت مواجهة عسكرية مباشرة مع الفلسطينيين ، ومع ذالك لا يسمون ما يجري في الضفة حربا !.
7- تجاهل بأن قطاع غزة مثله مثل الضفة والقدس أراضي محتلة ، والاحتلال يتضمن حالة حرب بل هو حالة حرب مستمرة ، وننبه هنا إن مصطلح الحرب على قطاع غزة لم يتم استعماله إلا بعد الانقسام وسيطرة حركة حماس على القطاع وبداية الحديث عن (دولة غزة) وكانت قناة الجزيرة القطرية أول من استعمل هذا المصطلح ، وقبل ذلك كان يستعمل مصطلح العدوان .
8- من يستمع لهذا الخطاب يعتقد أن قطاع غزة منطقة محررة وكيان مستقل وبالتالي فإن الحرب تهدد استقلالها .
في ظل غياب السلام والتسوية العادلة فستستمر الحرب المفتوحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وستكون ذات أبعاد حضارية ووجودية وليست من نوع الحروب التي تكون نتيجتها صفرية بحيث تنتهي بانتصار ساحق لطرف على الطرف الثاني . وعليه ، وفي حالة قيام إسرائيل بعدوان عسكري على قطاع غزة كما جرى خلال جولات العدوان السابقة فسيكون جولة من جولات الحرب المعممة والصراع المفتوح لتحقيق الأهداف التالية أو بعضها : ردع المقاومة واستنزاف قدراتها العسكرية وإبقائها في حالة دفاع عن النفس ، تحسين شروط المفاوضات غير المباشرة مع حماس الخاصة بالهدنة والميناء وتكريس الانقسام ، إخفاء الحرب الحقيقة في الضفة والقدس ، ولاعتبارات إسرائيلية داخلية كما أشرنا اعلاه .
إذا كانت فصائل المقاومة أو بعضها في قطاع غزة هي المحرك لبعض حالات العدوان الإسرائيلي السابقة لاعتبارات داخلية أو لها علاقة بأجندات خارجية معنية بتصعيد الجبهة الفلسطينية ، فإن أي عدوان قادم على القطاع سيكون بمبادرة إسرائيلية ولأهداف إسرائيلية خالصة .
في ظل الانقسام وغياب استراتيجية وحدة وطنية فإن أية مواجهة عسكرية قادمة في وعلى قطاع غزة لن تجلب للفلسطينيين بشكل عام ولأهالي غزة خصوصا إلا مزيد من الخراب والدمار . هذا إن لم تسعى إسرائيل من خلال عدوانها إلى تغيير الوضع القائم في قطاع غزة ، إما في إطار استراتيجية جديدة لعلاقاتها مع السلطة إن نجحت المساعي لتسوية جديدة ، أو في إطار تعزيز صناعة دولة غزة وتهيئة الظروف النفسية للقبول بالمخطط الذي ترعاه تركيا وقطر لتثبيت هدنة طويلة المدى مع قطاع غزة ، ذلك أن الحرب عمل سياسي ولكن بوسائل عنيفة .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف على السلطة من السلطة
- المصالحة وعلاقتها بالانقسام والتسوية السياسية
- السياسة ما بين (فن الممكن) وفن (مراكمة الإنجازات)
- الحاجة لمصالحة تاريخية بين المثقفين والسلطة
- استشكالات الهوية والانتماء في الخطاب السياسي العربي الراهن
- الفلسطينيون بين جلد الذات وتضخيمها
- حق الدفاع عن النفس ليس حكرا على إسرائيل
- الشروط الذاتية والموضوعية للمصالحة الفلسطينية
- الأزمة في سوريا تكشف بعض خفايا (الربيع العربي)
- سر حركة فتح الذي لم يدركه الآخرون
- غزة ليست للبيع وليست حديقة خلفية لأحد
- الفلسطينيون وتراجيديا الغربة والسفر
- تفكيك الأوطان وتشويه الأيديولوجيات الجامعة
- نعم للسلطة ولكن أية سلطة ؟
- خطورة كي الوعي والتماهي مع رواية الخصم
- 2015: عام كشفُ المستور وتغيير المعادلات وأملٌ يُرتَجى
- جدلية العلاقة بين الكتابة والقراءة والإبداع
- متى سيتشكل تحالف عسكري لحماية الشعب الفلسطيني؟
- مقاومة الاحتلال ليس إرهابا
- احتضار السياسة الرسمية في فلسطين


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - التضليل في خطاب (الحرب على غزة)