أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشرى ناصر - توريط النساء بالإرهاب














المزيد.....

توريط النساء بالإرهاب


بشرى ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 11:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قلت في مرات سابقة : أننا متخمون بإرث كبير من صورالمرأة المشوهة والمغلوطة ؛ تلك الصورة تراوح بين القداسة وبين الدنس .... وقلت في مرات سابقة أننا حتى عهد قريب كانت المرأة عندنا تعني (الآخر) المنفي في عالم الرجال .... عالم الرجال القوي المحظور دخوله على النساء جملة وتفصيلاً ؛ وقلت كثيراً أن المرأة عندنا مهمشة ؛ تعاني خللا في التوازن الاجتماعي بسبب خضوع طرف وسيادة الطرف الثاني ؛ وهي التي :( تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان) وهي الذبيحة دائماً ... تذبح ويغسل بدمها العار ؛ وتهجر في المضجع ؛ وتضرب لتعديل اعوجاجها ؛ فكيف قلبت (ساجدة عتروس الريشاوي) المعادلة لتصبح بحزامها المفخخ ونظراتها القوية نموذجاً للمرأة يختلف كلية عن النموذج الذي اعتدناه في ثقافتنا الشرقية والتي وضعتنا ضمن (تراث السرير) ؟
كيف انتقلت المرأة في (الثقافة البن لادنية) تلك النقلة الكبيرة ؟ من عنف ذكوري اعتدناه موجه ضد النساء وطيلة عقود وأحقاب وقرون لتصير المرأة سيدة العنف ؟ وهل مهدت الفتاة المصرية التي افرغت حشوة مسدسها في فمها قبل فترة وجيزة في مصر حينما أقدم شقيقها على شد رقبته بمتفجرات بدائية لتقطع رأسه وتنهش أكتافه ؟ هل نحن بصدد قيامة جماعية جديدة للنساء توقظهن من سباتهن الخانع في ثقافة( القوارير) وتدعوهن لترك التلصص من خلف الثقوب للمضي نحو( الشهادة) ؟ وأية شهادة تلك التي تساق لها نساءنا عبرمواقع اليكترونية لا تعد ولا تحصى تدعوا المرأة للجهاد والاستشهاد أسوة بنساء الإسلام : الخنساء التي حضرت القادسية مع ابناءها الأربعة؛ وصفية عمة النبي التي حاربت بالرمح؛ وأم أيمن وأم غضنفروعفراء بنت عبيد بن ثعلبة وسمية (أم عمار) ......والى آخر قائمة طويلة لا نجادل في بطولتها وبسالتها لأنها تمتلك رؤية واضحة ويقين قوي ودافع أقوى : حرب الإسلام ضد المشركين لنصرة الرسالة والعقيدة ..... فكيف استطاع الجزارين خلط أوراقنا وتعتيم فكر نساءنا بحيث يصير القتل المجاني لأبرياء يحلمون بالنرجس والعصافير الى لحم آدمي يغطي الأرض والجدران يصير (شهادة واستشهاد) ؟
كيف استطاع مروجوا البشاعة والخراب إقناع النساء للانخراط معهن في حماقات كبيرة تضعنا جميعاً في موقف الشاهد على إنجازات التوحش .... ومتدربين في مدرسة تمويت الضمير ؟
وكيف تهيأت النساء للاقتناع بأن (التفخيخ) وتحويل الفرح الى (عرس دم) بطاقة دخول للجنة ؟ ما الذي يدعوا قطيع واسع من البشر للتصديق أن القتل العشوائي الأشبه بالطاعون حماية للإسلام وذود عنه ؟ وأي إله دموي هذا الذي يتحدثون عن نيل رضاه وقد بلغت ضحايا الزرقاوي في العراق وحدها 7 الاف مدني عراقي قتيل و20 الف مدني جريح (حسب إحصائية قديمة) ناهيك عن الموت المتفرق هنا وهناك في مناطق متفرقة من الدول العربية ؛ والتي جعلت ماكينة (الإرهاب) الأكثر قدرة على تفريخ الرعب والترويع .
أظن أن الأيام المقبلة ستجلب الكثير من (الزرقاويات) رغم أن التجربة الأولى فاشلة بكل المقاييس ... وربما ستصيب أصحاب نصال شفرات القسوة بالإحباط لفشل المرأة أو ترددها في علاج حزامها الناسف .... لكن ما يغفر لها (كونها امرأة والنساء لا يصلحن لشئ ) أن جماعة الزرقاوي تعجلوا وتهوروا في الكشف الغبي عن تفاصيل عمليتهم الانتحارية والإعلان عن منفذيها وروابطهم الأسرية ... فالخطأ هنا مشترك .
وهل سندخل نحن النساء عصراً جديداً يحولنا من ثقافة السرير لثقافة القتل والذبح والترويع ؟أو بالأحرى هل المنطق الميكيافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) سيجد طريقه في التطبيق على شؤون النساء ؟ مما سيضع دعاة حقوق المرأة ومناصرة قضيتها ( مستقبلاً) تجاه مسؤولية مضاعفة لاستخراج دراسات جادة حول ما يسمى (مشروعية جهاد النساء) .



#بشرى_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتصام بحبل الله ....
- المثلية -أو الشذوذ الجنسي ...
- نساء رهن البيع ...
- كلاّ....أنا لست حرة
- جسد الأنثى المعذب ..جسدها المسجون
- أيها السادة:انتبهوا للصدمة والترويع...
- هل تتحمل المؤسسة التعليمية عبء ومسؤولية صياغة الخطاب المتطرف ...
- تغرير بالمواطن العربي أم تغريبه ؟
- نحن النساء : برتقالة وقديسة ..
- زواج الدمى لا ينجب أطفالاً حقيقيين ..
- المثقفون العرب .. أي خطاب لأي واقع ؟
- الصحافة النسائية : أي خطاب ولمن يوجه ......... ؟
- شؤون حميمة لا يعرفها الرجال
- ايتها السلطة ... كيف أعاودك وهذي آثار فأسك ؟
- إبداع المرأة بين محاصرة وهم الثابت وطموح القادم
- صمت الروح ... ام وجعها


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشرى ناصر - توريط النساء بالإرهاب