موسى راكان موسى
الحوار المتمدن-العدد: 5096 - 2016 / 3 / 7 - 00:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
[1] : ( واحد ، إثنان ، ثلاثة ، أربعة ، ... إلخ ) ، ( أحمد ، فؤاد ، عمار ، يزن ، ... إلخ ) ، ( كلب ، ذئب ، ثعلب ، ابن آوى ، ... إلخ ) ، ( عطارد ، زحل ، المشتري ، المريخ ، ... إلخ ) .
[2] : ( ثلاثة ، عمار ، ذئب ، زحل ، ... إلخ ) .
مع كل من نموذجي [1] و [2] نحن أمام تعددية ، لكن ليستا متماثلتين ؛ فتعددية [1] كما هو مُلاحظ هي تعددية مُقيّدة بكيف مُعيّن أضيق من تعددية [2] ــ ففي تعددية [1] لدينا أربع أمثلة عن تعدديات مُقيّدة بكيف مُعيّن : أرقام ، أسماء ذكور ، ثدييات كلبيات ، كواكب مجرة درب التبانة . لكن هذا لا يعني أن تعددية [2] غير مُقيّدة بكيف ما مُعيّن ؛ فالكيف مُرتبط بنا نحن [ ما ندركه | ما نعرفه | ما نعتقده ] .
و لكن في حين أن المعنى ، بما يتضمنه من غايات و وسائل ، مُميّع في تعددية [2] ، إلا أنه ليس كذلك في تعددية [1] ؛ تمييع يقترب من اللا معنى ، إن لم يتطابق معه ــ و اللا معنى هيئة من هيئات المعنى بالنسبة للإنسان ، و هو بذلك يتضمن غايات و وسائل ؛ كالإنتصار للعدمية ، و الإحالة إلى العبث .
هذا لا يعني أن نقف مؤيدين لنموذج التعددية [1] ، فالتضييق أو التعيين الكيفي قد يكون ديني أو قومي أو حزبي ؛ بالتالي قد يمسي نموذج التعددية [2] وسيلة أو منفذ ضد التعيين الكيفي في نموذج التعددية [1] ، على الرغم من أن نموذج التعددية [1] لا يُختزل بتعيين كيفي واحد ، إذ يضم تعيينات كيفية مختلفة [ و قد يكون تعيين كيفي مناقض لتعيين كيفي آخر ] ــ فلابد من إدراك أن العلم يكمن في نموذج التعددية [1] ؛ سواء العلوم الإنسانية و العلوم الطبيعية .
* بالتالي فإن نموذج التعددية [1] ، و ليكن التعيين الكيفي هو العلم ، يناقض تعيينات كيفية أخرى من ذات النموذج نفسه ، و أيضا يناقض نموذج التعددية [2] ؛ ففي نموذج التعددية [1] هناك تعيينات كيفية ليست متماثلة ، و في نموذج التعددية [2] نكون أمام تعيين كيفي واحد ، على الرغم من أن تعددية [1] أضيّق من تعددية [2] ــ فالتعددية نوعين :
# تعددية تعيينات كيفية ؛ تنزع إلى التضييق و التصفية ، فإن لم تكن متناقضة ، فهي غير متماثلة [ الفرق ] .
# تعددية تعيين كيفي واحد ؛ يمكن تخليصها بوصفها نزعة الهروب .
في الختام ــ فإن الآراء و الأفكار رغم تعددها ، إلا أنها لا تتماثل ؛ فإما أن نعاملها ضمن إطار تعددية تعيينات كيفية ، فنضيق و نصفي حسب تعيين كيفي ما ، و إما أن نصفي تعددية التعيينات الكيفية ، فنماثل بين ما لا يتماثل .
#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟