أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - حب في الملهى .. نساء في الذاكرة














المزيد.....

حب في الملهى .. نساء في الذاكرة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 5095 - 2016 / 3 / 6 - 16:51
المحور: الادب والفن
    


بعد غزو الكويت بأيام تم ايفادي الى البصرة مع كادر دائرتي ( حفر وصيانة الأبار) حيث كنت أعمل أمينا للمخزن لغرض صيانة أبار الجيش في الكويت , وفي الليل كنت أقضي وقتي في الملاهي الليلية أبتغاء للفرفشة , ومرة أخبرني صديق أنه التقى فتاة كوردية اسمها سراب في ملهى شهرزاد , ذهبت الى الملهى بصحبة صديقي ولم أشاهد الفتاة , سألت أحد النوادل فقال لي أنها مجازة هذه الليلة , عدت في الليلة الثانية مع بعض الأصدقاء ناسيا أمرها , لكني انتبهت لشقراء ممتلئة كانت تروح وتجيء وهي لا ترفع عينيها عني ثم جاءني النادل وقال أن من سألت عنها ليلة أمس موجودة الآن هي تلك الشقراء , قلت حسنا ادعوها كي تجلس , جاءت وجلست جنبي ورحنا نتجاذب أطراف الحديث , ثم طلبت مني أن نجلس منفردين في المقصورة وما ان جلسنا حتى ازاحت التنورة عن فخذين بضين أبيضين وكدت أفقد صوابي لكنني تداركت الأمر وقلت لها بلهجة آمرة غطي فخذيكِ رجاء لستٌ زبونا مغفلا أنا كردي مثلكِ ويهمني ان أتفقد أحوالكِ وسألتها بالكردية من أي مدينة أنتِ ؟ قالت من صلاح الدين في اربيل , وشيئا فشيئا أطمأنت لي وراحت تفضفض عن همومها وعن هروبها من أهلها الى بغداد وزواجها من ضابط أعدم بعد أشهر, ثم لجوءها الى البصرة لتعمل في الملهى بعد ان أخبرت عمتها في بغداد أنها تعمل في معمل خياطة , كرعنا عشرات الزجاجات من البيرة حتى تعتعنا نشوة وفي لحظة وجد وضعت رأسها على كتفي وراحت تجهش في البكاء وقالت لا تتركني أرجوك , قلت لن أترككِ , قالت حسنا أعطني هويتك وأعطيتها هويتي التي تحمل صفة رئيس منتدى أدباء شباب ديالى ووضعتها بين طيات صدرها وأبتدأت الحكاية .
وعاودت في الليلة التالية وما بعد التالية وتوطدت علاقتنا ورحت أبذخ عليها بذخا كافرا حتى جعتلها السيدة الاولى في الملهى وفرضت عليها ان لا تجلس مع رجل سواي بعد عرفت اسمها الثلاثي ومكان اقامتها وترددي على شقتها وتعرفي على صديقاتها وحين أخبرتها بسفري قالت أسافر معكِ حجزت لها في الطائرة وعدنا سوية الى بغداد وذهبنا الى بيت عمتها ثم تركتها وعدت الى بعقوبة لكنني كنت التقيها يوميا في بار فندق ميليا منصور حتى بدا الشك يراود زوجتي فأصرت على مرافقتي , جلست بصحبة زوجتي وبعد دقائق سمعت طقطقة حذاء سراب التي أطلت وكأنها أميرة من أميرات الحكايات وأتجهت صوبي مباشرة وسحبت كرسيا وجلست وسط دهشة زوجتي التي بحلقت بهذه الكائنة الغريبة الواثقة من نفسها والمعتدة بسحر أنوثتها قلت لها هذه سميرة زميلتي في العمل الا ان زوجتي فقدت زمام نفسها وراحت تقرعها بسيل من الكلمات اللاذعة فما كان على سراب الا ان تتركنا غاضبة وهي تتوعد زوجتي (سأتزوجه رغما عنكِ) لحقت بها الى باب الفندق وحاولت تهدئتها لكنها غادرتني باكية وهي تردد (أنت تقصدت أهانتي )
بعد أيام عدنا سويا بالطائرة الى البصرة وأستمرت الحكاية وفي أحدى الليالي دخلت الملهى متأخرا , وجدت سراب تجلس مع أحد الزبائن وسكارتها بين شفتيها شعرت بالغضب وراحت الغيرة تنهشني , جلست في أقصى الزاوية وطلبت الشراب وأنا أرتعش وسرعان ما لحقت بيّ سراب وهي تحاول أستمالتي ( ليش زعلان حبيبي ؟ ) أجبتها ببرود لست زعلانا عليكِ أنت مجرد عاهرة حالها حال العاهرات في هذا المكان , لم تتفوه بكلمة وانما امسكت بزجاجة بيرة فارغة وضربتها على الطاولة وعيناها تتطاير منهما الشرر مثلما تطايرت شظايا الزجاج أمسكت بيدها , ماذا تفعلين أيتها المجنونة ؟ قالت أترك يدي حتى أهدأ , وتركت يدها وكرعت كأسي وسمعتها تهمس لي أتدري كم أحبك يا صلاح ؟ لماذا جرحتني ؟ ورأيتها تتهاوي على الكرسي وسيل الدم يتدفق من كرشة ساقها , صرخت بأعلى صوتي ... ســيــد ! وسيد هو النادل المصري الذي كان يخدمني بتفان , هرول السيد صوبي ومعه نادل آخر وحملا سراب الى المستشفى .
واستفحلت الحكاية , مرة زعلت عليها فذهبت الى ملهى آخر نكاية بها وما ان دخلت غرفتي في الفندق حتى لحق بي أحدهم وقال لي ثمة ضيوف ينتظرونك في الصالة , وكانت الساعة قرابة الخامسة صباحا نزلت على عجل وجدت سراب ثملة ومعها صدبقتها واثنين من المصريين يعتذران مني .. أحنا آسفين يا بيه , وكانت سراب كسمكة مزهورة تصرخ ليش تعوفني صلاح ؟ مو تدري أشكد أحبك كلب أبن الكلب ؟ وكانت صديقتها تحاول تهدئتها الا أنها كانت تصر على البقاء معي أو الذهاب معها فقلت لها اذهبي سألحق بكِ بعد قليل .
طال مكوثي في البصرة وانتهت مدة الايفاد وغيبتني دائرتي وطلبوا مواليدي الى خدمة الاحتياط وزوجتي تتصل يوميا بأدارة الفندق كي أعود الى بعقوبة لكنني تشبثت بسراب ولياليها الملاح حتى نفدت نقودي , قالت سراب عندي 12 ألف دينار وقليلا من الذهب خذها ولنتزوج قلت سأفكر لكنني حزمت أمري وعدت الى بعقوبة دون ان أخبرها , بعد أسبوعين لحقت بي سراب الى بعقوبة وراحت تبحث عني في كل مكان لكنني قررت ان أختفي من حياتها والى الأبد .
آه يا سراب كم أحببتكِ ؟ وكم كان بودي ان أتزوجكِ وأخلصكِ من المستنقع لكنني لم أمتلك الشجاعة اغفري لي جبني أيتها القديسة .



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 6 رسائل حنين الى أمل عبدالله
- 3 رسائل وجد الى أمل عبدالله
- 4 رسائل حب الى أمل عبدالله
- 3 أقاصيص جديدة
- 5 رسائل الى سيدة الليال الجميلة أمل عبدالله
- عائلة الحرب ... أقاصيص 7
- عائلة الحرب ... اقاصيص 6
- عائلة الحرب ... أقاصيص 5
- عائلة الحرب ... أقاصيص 4
- عائلة الحرب ... أقاصيص 3
- عائلة الحرب ... أقاصيص 2
- عائلة الحرب ... أقاصيص 1
- علينا مغادرة المتحف الاسلامي
- دعهم ينامون .. دعني أحلم
- ندى وأمل والأشباح
- ها أنا استذكركِ بعد كل هذا الغياب
- في رثاء خضير ميري
- نشيج وطني
- مفارقات المحنة العراقية
- حكاية الغزاة


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - حب في الملهى .. نساء في الذاكرة