أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامح ابراهيم حمادي - كلمة (مستنير) لا تصلح بديلاً عن (ملحد).















المزيد.....


كلمة (مستنير) لا تصلح بديلاً عن (ملحد).


سامح ابراهيم حمادي

الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 18:34
المحور: المجتمع المدني
    


نشر الأستاذ الراقي زاهر زمان مقالاً بعنوان :
أنا لستُ ملحِداً.
وهذا رابطه :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=507456

قرأت فيه رأياً للأستاذ الفاضل بارباروسا آكيم، أرجو التفضل بقبول وجهة نظري من زاوية أخرى ، وشكراً.

يظل (الملحد) بشكل عام إنساني السلوك والنزعة، سيد مصيره ويعلم أنه إذا ارتكب خطأ في حق المجتمع، فإنه سيلقى الجزاء حسب القانون الوضعي.
ولشدّ ما أكره في المتدين الذي كنتُه ذات يوم مضى، أنه لا يتورع عن ارتكاب أحطّ الجرائم ؛ أقصد: التمييز بين البشر وادعاء التفوق. وهو في سلوكه هذا ينتقص من الإنسانية، لكنه يعلم أنه سيجازى بالحسنات حتى إذا قطع رأس مخالفه في سبيل الله.

وقد قرأت في الآونة الأخيرة بعض الآراء التي تتناول مفردة (إلحاد) أو (ملحد)، وهل يُفضَّل تبديلها بمفردة أخرى ؟
المحترم الأستاذ بارباروسا في تعليقه الكريم، يرى أن كلمة (مستنير) تصلح كبديل عن (ملحد)،
وقد كرر رأيه في مقال لكاتب فاضل آخر.

شخصياً أرى أن المتدينين هم من أطلقوا كلمة ملحد بما أضفوا عليها من قذارة الصفات ونجاستها.
وقد سرتْ المفردة في العقل المتدين المقولَب، فتمكنتْ منه إلى درجة إقصاء كل من تظهر عليه بوادر الشك في ثوابتهم، حتى لو ظل يردد الشهادة عشرين مرة في اليوم كما يحصل الآن مع الأستاذ القمني.

لِمَ الهروب من كلمة (إلحاد)؟
للمتدين حق الإيمان وحرية الدفاع عن ثوابته ونقد ما لا يتفق مع معتقده، ولكم حق الإلحاد وحرية نقد الفكر الديني وما لا يتفق مع مبادئكم. وقد قرأت رأياً للأستاذ القدير السيد سيلوس العراقي أنقله بحرفيته :
" يفقد الإنسان قيمته حين يحرم الآخر من حريته في أن يكون مختلفاً، فكل واحد منا هو (الآخر) ".
برأيي المتواضع، مفردة (مستنير) لا تصلح أبداً كبديل.
فكما أن كلمة (الملحد) مطعون بها فإن ـ المستنير ـ كذلك عليها المآخذ.

مستنير؟ كلمة مطاطة يا سيدي .. ككلمة الاعتدال.
ماذا يمنع المتدين بكل أطيافه، أن يعتبر نفسه (مستنيراً) معتدلاً ؟
ألا يوصف الأزهر بمناهجه العنصرية الرجعية بالجهة المتنورة وأصحابه بالمتنورين المعتدلين؟
ألا يُعتبَر السيد جمال البنا، المفكر المتنور؟
والدكتور أحمد صبحي منصور؟
ومع أن الدكتور مصطفى راشد والشيخ القبانجي في نظري من كبار المتنورين، ومساهمَيْن بفعالية كبيرة وإيجابية نادرة بين الشيوخ في تقريب المذاهب لبعضها البعض، فهما في نظر المتدينين كافران خارجان عن أصول العقيدة، كاذبان لا يعول على كلامهما.
ورغم اعتدالهما الواضح وميلهما إلى تبسيط شؤون الدين، فإن رمْيَهما بالمروق والانتهازية والتلاعب بثوابت الدين، وسيلة الخصوم للهجوم عليهما.
منْ يصف المفكر سيد قطب بالتعصب والتطرف إلا نحن ؟ لكنه برأي أتباعه خير من قدّم التنوير للساحة الإسلامية.
فهل يتساوى قطب الإخوانجي، مع الراوندي الملحد، مع جمال البنا المجدّد، مع السيد القمني مع..... في التنوير؟
لا يمكن بالتأكيد. ومع ذلك، فإنهم بين مريديهم متنورون وقامات سامقة ومبهرة.
سيصبح الأمر خلطة كريهة مرفوضة من العقل المفكر وهو يرى أن شيوخ الفضائيات دخلوا في دائرة التنوير.
ساحة التنوير برأيي المتواضع، تأبى أن تجمع الأستاذ (المستنير) الباحث المثقف بارباروسا، الذي دخل في صولات وجولات نقاشية ومقارعات حادة، مع منْ يعتبرون أنفسهم رواد التنوير لنهضة إسلامية جديدة.

وأسألك :
ألم يكن الرؤساء العرب الأبديّون، حاملي مشاعل المعرفة والتنوير، وآباء بلادهم الحديثة ؟ ثم سقطوا في الحفرة ! وما زال الكثيرون يدْعون بطول العمر ويهتفون للملوك والأمراء الأزليّين، رواد التنوير والأخذ بنا إلى التحديث من أوسع أبوابه.

كما ترى سيدي، سيدخل تحت عباءة (المستنير) أي كان، وستصبح وصفاً صالحاً للتداول المبتذل لكل من له مصلحة، فيجيّش الأتباع لإضفاء هالة إيجابية على عمله الجليل بنظره.
بنظره ولكن ليس بنظر الآخر المختلف !

ولا تنس أخي الفاضل أن هناك كلمات لها مدلول نفسي كما يقول اللغويون.
فكما أن كلمة ملحد أصبحت تعني القذارة والنجاسة فوق ما تعنيه في الحقيقة لغوياً، فإن كلمة : مستنير سيستغلّها المتسلّقون على المعرفة (كعادتهم) لنسْبها إلى أفعالهم، حينذاك ستخرج على أياديهم كلمة (التنوير) من منطوقها اللفظي، لكي تُوائِم مصلحة منْ يثبت أنه الأكثر فاعلية على الساحة.

العلوم البحثية واللغوية والقانونية تتوخّى الدقة في انتقاء المفردات، للتعبير عن حالة واقعة بحيث لا يتسرب الشك للطعن في دلالتها. ويظل اختيار المصطلح أو المفردة السليمة تعبيراً عن سعة الاطلاع، والتمكّن من اللغة والإحاطة باحتياجات الإنسان الطبيعية.

على الإنسان أن يتقبّل بتعقّل واحترام وانفتاح كل اختلاف في وجهات النظر، شاء أم أبى، وليس له اشتراطات عليك، وليس لك المهادنة أو الاستجابة كرمى لعينيّ الخصم الرافض لفكرك، المتغوّل عقله بتفوق مزعوم ما عاد معه يستطيع أن يتقبّل الاختلاف أو النقد.
ملحد كافر لا ديني ... لا يهم أي لفظ استخدمتَه، ألا يؤدي الغرض نفسه ؟
بعد أن شاع المعنى وتمكّن من العقول، هل على الملحدين أن يبدؤوا من جديد بعمل لا ندري إن كان سيؤدي إلى نفس النتائج القديمة التي تعب المصلحون السابقون حتى رسّخوها ؟
التغيير الذي تطالبون به شكلي، لا يتناول المضمون.

الأستاذ القدير كامل النجار اختار اللفظ الأدق : اللاديني.
وأراه أفضل من أي لفظ آخر. فالكافر من الأديان الأخرى مغضوب عليه.
والملحد قذر ونجس وعدو الله.
أما اللاديني فكلمة حديثة، بدأنا نسمعها مع انتشار الأنترنت. وإن كانت الظنون القاتمة تحيط بها، إلا أنه لم تتلبّسها الصفات الشنيعة التي علقتْ بأخواتها. ورغم أنها في نفس دائرة الكفر، فما زالت في مأمن من الطعن العميق، وفي منأى عن السهام التي يُرمى بها من يفاخر بأنه ملحد.

المستنيرون، (الإيلوميناتي) أو الطبقة المستنيرة في التاريخ، هي منظمة سرية باطنية (كما يُردد)، تعمل بمؤازرة الماسونية والصهيونية على حبك المؤامرات، وقلب نظم الحكم التي لا تتفق معها، والتحكّم بشؤون العالم وإدارته من خلال الشركات والمنظمات الأهلية القوية بحسب مصالحها !
وما زالت الشكوك تحوم حول أحفاد (المستنيرين) إلى اليوم.
فإن كانت المنظمات الأهلية (حركات المجتمع المدني) قد قوبِلتْ بالاستهجان، فهل يا ترى يصلح استخدام هذه اللفظة المشبوهة (المستنيرون) للتعبير عن واقع الإلحاد في بلادنا أهل نظرية المؤامرة ؟ وأهل المنهج الثابت في رمي كل مختلِف بكل قبيحة ورذيلة ؟
وأخيراً .. هل حقاً كل الملحدين مستنيرون ؟ أخلاقيون ؟ إنسانيون ؟

تفضلوا التقدير ، والسلام عليكم.



#سامح_ابراهيم_حمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيدة سندس القيسي المحترمة
- حرية التعبير تنسحق تحت أقدام العلمانيين .
- سيبويه يتلبّس الحكيم البابلي


المزيد.....




- 300 ألف نازح سوري عادوا إلى ديارهم من لبنان بحسب الأمم المتح ...
- النمسا تطالب الاتحاد الأوروبي باستراتيجية مشتركة لإعادة الل ...
- ماليزيان يعودان إلى وطنهما بعد الإفراج عنهما من غوانتنامو
- اعتقال المشتبه به في اغتيال كيريلوف
- مفوضية اللاجئين: عودة 300 ألف لاجىء سوري من لبنان إلى بلدهم ...
- فرنسا.. حين يحول التغير المناخي سكان با دو كاليه إلى لاجئين! ...
- إنديانا تنفذ أول حكم إعدام منذ 15 عامًا بحق مدان بقتل أربعة ...
- وزير خارجية لبنان: هناك فرصة حقيقية للبدء بإعادة النازحين ال ...
- على دراجة مائية.. بابا نويل يصل شاطئ كوباكابانا لتوزيع الهدا ...
- الاحتلال يفتتح معسكرات اعتقال جديدة في ظل تصاعد أعداد الأسرى ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامح ابراهيم حمادي - كلمة (مستنير) لا تصلح بديلاً عن (ملحد).