|
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 34
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 15:19
المحور:
الادب والفن
4 – بِنية البديل: الثقافي الاجتماعي السياسي
يكمن البديل الأول، أي أحد الأمرين المخير بينهما، في التعارض القائم بين المثقف والمختار، ومع أن المثقف لا يعرض أفكاره إلا عَبر أفعال أم سعد، إلا أننا نعرف أنه يؤيد معارك المسحوقين: "...أنت تعرف كيف تكتب الأشياء، أنا لم أذهب إلى مدرسة في عمري، ولكن نحن مثل بعضنا. يا ربي! ماذا أقول؟ أمس في الليل فكرت بذلك جيدًا، ووجدت الكلمات المناسبة، وفي الصباح نسيتها، طيب! أنت تكتب رأيك، أنا لا أعرف الكتابة، ولكني أرسلت ابني هناك، قلت بذلك ما تقوله. أليس كذلك؟" (ص 271) يقتصر الراوي هنا على الضروري، وذلك بإعطاء إشارات عن صيرورة التطور دون أن يوضح المراحل، في رأي كلود بريمون، دون أن يخصص كيفها، فلا نستطيع تمييز بنيته كقلم يرتبط دوره بدور الرصاصة (هو يكتب وهي ترسل ابنها ليقاتل)، نعرف أنه يؤيد معارك المسحوقين، ويقف الأمر عند هذا الحد، لا يتعدى ذلك إلى تفاصيل عنه تسمح لنا بالوقوف على أنواع التطور. يُقَدَّم الشيء نفسه بخصوص المختار، كنقيض للمثقف، ليست لدينا تفاصيل عنه تسمح لنا بالدخول إلى المفاصل الداخلية لشخصيته، وذلك عن طريق عرض لحياته تتشكل منها العمليات السردية، ونقصد بهذا المتن الروائي. مما لا شك فيه أن اختيار تقنية اللوحات هو السبب، لكنه عائق، بالنسبة لعلم الأعراض ليس عَرَضيًا: المختار يفضل الحد من نشاطات الفدائيين التي يصفها بالهدامة، مما يشير إلى صيرورة التقهقر بلا إيضاح لمراحلها، كما حصل مع صيرورة التطور، ويضطر الراوي إلى القفز عن "كيف"، استجابة لتقنيته، وليس استجابة لشخصيته: عندما يذهب المختار ليطلق سراح سعد ورفاقه من السجن، يطلب منهم أن يتصرفوا بتعقل وحكمة، وذلك بالتوقيع على تعهد يلزمهم بهذا السلوك، فيرفض الفدائيون، ويرجعونه من حيث أتى هازئين. نبقى هنا في الحيثيات. حتى أن اختيار أم سعد للمثقف عنصرًا من عناصر صيرورة التطور لن يكون بدافع "لماذا" بل بإملاء "لأن" عندما تتكلم عن ابنها: "لماذا تعتقدون أن سعد هو المحبوس؟ محبوس لأنه لم يوقع بطريقة أو بأخرى، ومع ذلك فأنتم محبوسون." (ص 255) تتضمن حالة الضُّعف لدى كنفاني، في رأي اللساني الفرنسي، وجود عائق يعارض تحقيق حالة أكثر موائمة –نحن هنا في صميم علم الأعراض- والشفاء من هذا الضُّعف يكون عندما يستبعد هذا العائق نفسه بالقدر الذي تتطور فيه صيرورة التطور. لكن ما يجري في النص شيء معاكس، ما يجري في النص تطور صيرورة التقهقر، عندما تشير أم سعد إلى مثقف الماضي الهزيل روحيًا قبل سقوط فلسطين، لتقول فيما معناه إنه لغياب ثقافة قادرة على قيادة الناس (عكس الروح التي يتمتع بها مثقف الرواية كما تعتقد) تجرجرت فلسطين إلى الهزيمة عام 1948، ولا تدري، أم سعد طبعًا، أن العنصر الذي لجأت إليه، أي مثقف أمس، المثقف الهزيل روحيًا، كدواء لما يعانيه مثقف اليوم لم يكن عاملاً من عوامل استبعاد العائق، بل تأكيدًا لهذا العائق، فلو كان مثقف الماضي السبب في عدم سقوط فلسطين (نحن نعكس المقولة)، وبالفعل هناك الكثير من الأسماء النيرة السليمة روحيًا، لو كان مثقف الماضي من نوع مثقف الحاضر، لتم استبعاد العائق، وأكثر من هذا لما أصيب المثقف الكنفاني بحالة من الضُّعف تبدو في ظاهرها ليست يائسة. ما يريد كنفاني بتفسير التعارض الداخلي بين مثقف المنفى ومثقف الماضي: أن الذهنية المتخلفة هي أصل البلاء الوطني، وهذا صحيح، وأن الفكر المثالي القائم على أساس أن "كل الفلسطينيين أخوة في الدين" هو أصل البلاء الثقافي، وهذا صحيح، وأن اختيار أم سعد "الأمية" يلزم المثقف بتنوير الناس وتثويرهم (ص 310)، وهذا صحيح، لكن ما ليس صحيحًا فنيًا أن الذي من المفترض أن يكون المستفيد في هذا الطور من صيرورة التطور، والذي هو المثقف الثوري، لن يعود عليه النص بأية فائدة، فالنص يشاء بمشيئة أم سعد كبِنية لمديح مغالى فيه، لنبقى في حدود اللفظ لا الفعل الذي هو من مسئولية المثقف الجامع، هو وليس أم سعد، لكل الوسائل المزيلة للعائق، فلا يزيل العائق، وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
البديل الثاني من طبيعة اجتماعية، ومن طبيعة مختلفة عما رأينا بخصوص البديل الثقافي، هناك كان المثقف كفاعل "محايد" لا يتدخل في شيء، وهنا أم سعد كفاعل "مبادر"، من المفترض أن يؤدي مهمته على أكمل وجه، فتنتظم صيرورة التطور في السلوك –كما يقول العالم الألسني كلود بريمون- مما يفترض منطقيًا أن تنبني هذه الصيرورة من شبكة من الوسائل الغائية التي من الممكن أن تُروى بالتفصيل إلى ما لا نهاية. مع الأسف ليست هذه حالة أم سعد، كرواية وكبطلة للرواية، كرواية، صيرورة التطور أعاقتها تقنية اللوحات، وكبطلة، أفلت زمام الأمر من يدها، فلم تقم بدورها كفاعل يؤدي مهمته لصالح المنظفة اللبنانية الفقيرة، السَّلبية في فعلها، في الواقع لا فعل لها، ولهذا هي سَلبية الفعل، فتلعب أم سعد بينها وبين حارس العِمارة دور الوسيط، وهذا شيء جميل، لتبدو "الحليف" لطبقة مسحوقة،لكن الشيء الذي ليس جميلاَ نقل الوضع من سيء إلى أسوأ أعراضيا عندما أراد الحارس المدافع عن مصالح المالك أن يبث الشقاق بين المرأتين، اختارت أم سعد بدافع موقعها الطبقي التضامن مع الفقيرة اللبنانية، المسحوقة مثلها، وذلك بإعادة العمل إليها، وهي تعبر عن ذلك بهذه الكلمات: "يريدون ضربنا ببعضنا، نحن المشحرين، كي يربحوا ليرتين. تلك العمارة الكبيرة تساوي أكثر من ألف ليرة، أكثر بكثير، وهم لا يهمهم مع ذلك أن يدفعوا واحدة منا لتقطع رزق الأخرى، وانظر ماذا يفعل ذلك الناطور الكريه! إنه يستجيب لهم..." (ص 319) المشكل الاجتماعي الكبير ليس في البديل كموقف "طبقي"، كما يريد غسان أن يبلغنا، ولكن كموقف "بِنيوي"، فالعائق الكامن وراء ضُعف العلاقة "الطبقية"، ليس الحارس كفاعل مَرَضي، تواجهه أم سعد كفاعل للشفاء، لكن أم سعد كفاعل للشفاء لا يتشخص في الفاعل "الطبقي"، المرأة اللبنانية الفقيرة، التي من المفترض أن تقوم هي أيضًا بالمبادرة، وتلعب دورها كخصم للأول وكحليف للثاني. يحاول كنفاني حل هذا المشكل البِنيوي اجتماعيًا في الماضي، عندما يبرز "التعارض الطبقي" السائد في فلسطين قبل اغتصابها، وذلك عندما تتكلم أم سعد عن عبد المولى الإقطاعي من ناحية: "رجل عنده أرزاق، وشغَّل الفلاحين، ويملك زيتونًا وتبغًا يبيعه لشركة قرمان..." (ص 306)، وعندما تتكلم عن فضل المقاتل من ناحية ثانية: "فلاح من حالاتنا، لا أرض ولا مَيّ، وفي الثورة سنة 1936 طلع فضل إلى الجبل، كان حافي القدمين، وحمل مرتينة، وغاب طويلاً." (ص 306-ص 307) غير أن كنفاني اقتصر على الشخصية في وصفها وليس في فعلها، فهو لو اختار تطوير الوقائع، كما يرى اللساني الفرنسي، لسلك مسلك إيضاح طبيعة العائق القائم بين الفلاح فضل والإقطاعي عبد المولى، وبعد ذلك بِنية الوسائل التي تستخدم –عمدًا وليس بالمصادفة- لإزالة هذا العائق. إذا كانت هذه الوسائل ضعيفة كالمرتينة أو ليست موجودة كما حصل في الواقع التاريخي، كان هناك قصور ذاتي يمثل طورًا من صيرورة التقهقر، وفي هذه الحال المشكل اجتماعي يجب حله، إما عن طريق أن تحل الأشياء نفسها بنفسها، وهذا ما لم يقع، أو أن يكون الحل على يد فاعل يتصرف كحليف، كما فعلت أم سعد مع الفقيرة اللبنانية، وهذا ما لم يوجد، فانقلبت الآية بين الماضي والحاضر، ما يريد كنفاني التأكيد عليه، لكنه لم ينجح في تشخيص المستفيد السَّلبي في الحالتين اللبنانية والفلسطينية، المرأة الفقيرة في لبنان وأم سعد في فلسطين، واستفاد هو كراوٍ من المساعي العشوائية لبطلته. نقول مساعي عشوائية لأن خطابها، في آخر المطاف، تحكمه الصدفة التي تصاغ بها المعلومة: "ركبوا على ظهره (المقاتل فضل) في المعصرة وفي الجبل ثم في المعصرة، ولو جاء إلى المخيم لركبوا أيضًا على ظهره." (ص 310) ولو... ل... في الواقع، هي لا تتنبأ بدافع التجربة كما يريد النص أن يوحي بل تلقي كلامها جزافًا مسلحةً بمنطق الصدفة الذي أكثر ما تعبر عنه هذه الفقرة: "فضل مات بعد ذلك، بعضهم يقول إنه مات مسلولاً في المعصرة، وبعضهم يقول إنه مات وزلق في الوادي، وبعضهم يقول إنه قتل في حرب 48، بل إن بعضهم يقول إنه طلع من فلسطين في ال49، وعاد إليها، فقتلوه في الطريق..." (ص 309) سنمر مرور الكرام على مسألة "المصداقية" التي يسعى كنفاني إلى طرحها من خلال عدم الجزم، فما يهمنا المسعى العشوائي لبطلته كحليف هنا يقوم بدور متأخر جدًا في صيرورة التطور، من هنا يأتي تفسير عدم اهتمام كنفاني كراوٍ بما يروي، فهو يوضح في رأينا الذي هو رأي كلود بريمون ما يريد إيضاحه بواسطة دوافع لا علاقة لها بالمستفيد "فضل" بل بالحليف "أم سعد"، عن طريق تلاقٍ عَرَضي بين قصتها وقصة فضل، فيكون التطوير من صنع الصدفة.
أما البديل الثالث الذي على أم سعد اختياره فهو ذو بعد سياسي: دعم المقاتل ضد التحالف العربي الغربي الإسرائيلي. لقد اختارت أم سعد الكفاح المسلح ممثَّلاً بابنها الفدائي، ومن جوه صيرورة التطور سيواجه سعد العدو الداخلي، رجل المخابرات، كذلك العدو الخارجي، الجندي الإسرائيلي. هناك ما يبرر هذا التدبير، ونقصد هنا الاختيار السياسي لأم سعد، عندما تتدخل كحليف لصالح المستفيد، سعد، لأن سعدًا كمستفيدٍ غيرِ سَلبيّ يستحقُ ذلك. إن لبندقية سعد أهمية كبرى، بفضلها استطاع أن يشير إلى من هم وراء العلاقات القائمة بإصبع الاتهام، وأن يدينهم سعيًا وراء تبديل هذه العلاقات. لقد مثل رجل المباحث نفس السلطة التي عرفتها أم سعد في فلسطين، والتي كما عملت في الماضي، تعمل في الحاضر على قهر الثورة، من جوه صيرورة التقهقر. لهذا كانت المساعدة المتبادلة بين سعد وأمه تقوم على التضحية عن طيب خاطر في إطار تبادل الخدمات، كما نرى رؤية اللساني الفرنسي، وكان هذا التبادل في المساعدة يكتسي بثلاثة أشكال: 1) مساعدة مقابل مساعدة (أم سعد تترك ابنها ينضم إلى المقاومة فيهديها سيارة عسكرية يفجرها ص 273) هنا يتضامن الاثنان في سبيل ما يشتركان فيه من مصلحة. 2) مساعدة مقابل خدمة ماضية (المقاتل القديم فضل بفضله المقاتل الجديد سعد ص 304) هنا يتصرف سعد كمن يسدي معروفًا أو يرد دينًا. 3) مساعدة بانتظار مساعدة (انسحاب رجل المباحث من المخيم بفضل "حفنة الفدائيين" ليكون فيما بعد وقوف كل المخيم معهم ص335). هناك إذن ثلاثة أنواع من الأفعال، تواقتية وتعاقبية وتسببية، تتكون منها بِنية البديل السياسي، وهناك ثلاثة أنواع من البدائل، ثقافية واجتماعية وسياسية، تتكون منها ثلاث بِنى مختلفة: الأولى تنغلق في أفقها على المثقف، الثانية تنغلق في أفقها على العامل، الثالثة تنفتح في أفقها على المقاتل.
يتبع 5 – بِنية الازدهار
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 33
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 31
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 30
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 29
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 28
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 27
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 26
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 25
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 24
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 23
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 22
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 21
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 20
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 19
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 18
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 17
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 16
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 15
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 14
-
الحداثة الزرقاء دراسة في أدب غسان كنفاني 13
المزيد.....
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|