نبيل محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 17:38
المحور:
الادب والفن
كم كان يخاف صريرَ الأبواب
وتسلّلَ الظلام المبلّل بالأطياف
في ليالي الشتاء
وتسرّبَ الفصول من جراره المثقوبة
فوق الحشائش والأعشاب..
خلف الزجاج المضبّب
تسيل الأشياء على الأشياء
أشباح الشخوص تغيم، وتذوب حدود الساحات
فتدمع روحه ويتأوّه المشهدُ
لمْ تُوهمْه فكرةٌ ولا أضلّه معبدُ
العدم أقرب إليه من اليقين
والزمان تكّات تتساقط من الساعات
***
يا لبؤس الأجنحة
تخفق بالأشواق وتهفو إلى الطيران
صوب السماء البعيدة
يخذلها الريش الواهن والفضاء المبلّل بالهذيان..
***
كان يبحث في هسيس شَعرها
المنسدل من شرفات الليل
عن معنى اللون في الليل
ويبحث في البحيرة الهامسة
عن مغزى الصوت في الأمواج
تنزلق من بين يديه أسماك الغوايات الغامضة
والشغف يختلج في مياه نفسه الدامسة
***
أيخذل العمرُ ظلَّكَ؟
وأنت تنحني لتشمَّ اللَيْلَكَ
تجاعيد وجهك خجلى من الضياء
ويستعجل الشيبُ ليلَكَ..!
***
كم كنت تذنب من حيث لا تدري
كالحصى تلمع ذنوبك في نهرها الصافي
فكيف ترجو الغفران
وأوراق خريفك حفيف الخسران..؟!
***
حسْبك أنْ تتلمّس ألوان طيفها
وتثمل بخرير صوتها
وأن تغوص في وحشة الليل
وتتسرّب بصمتٍ في رمال الوقت
وتشهق شهقةَ اللهفة الأخيرة..
#نبيل_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟