أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - احمد جميل برهان - جنس لوجه الله














المزيد.....


جنس لوجه الله


احمد جميل برهان

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 12:14
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


اليوم الموعد الشهري لتوزيع المساعدات الغذائية والمالية القليلة نسبياً على النساء اللواتي طُلقن لأسباب مختلفة , وتأرملن بسبب , سبابة ومحبرة بنفسجية اللون في يوم تُفض فيه بكارة الوطن , الوطن الذي تحمل حماقاتنا كثيراً حتى بات عاجزاً عن درء المصائب لاننا نحن من نأتي بها , ولا نكتفي بهذا القدر كوننا نطمح للمزيد , نطمح لأن نكون بالمرتبة الاولى عالمياً من حيث نسب الارامل والايتام .
ارتدى " جبتهُ " الدينية ووضع " عمامته " على رأسه ذلك الشيخ الوقور ذو اللحية المرسومة على وجهه ووجنتاه المتوردتان وكأنه في عقده الثاني وليس في منتصف العقد الرابع , خرج من منزله الفخم ليجد سيارة فارهة تنتظره , لتقله لذلك المكان الذي يحمل اسم " مؤسسة .......... , لرعاية الارامل والايتام " .

استقل تلك السيارة وتفحص حاجياته من " مسبحة طينية , خاتمان عقيق وفيروزج , قلم جاف , محفظة ومسدس ! " , سارت به السيارة حيث مقر المؤسسة , توقفت السيارة في باب المؤسسة , فُتحت باب السيارة من قبل عنصر الحماية الذي كان يحدق في شاشة هاتفه النقال تارةً وتارةً اخرى يزيغ بناظريه على النساء اللواتي يدخلن ويخرجن من المؤسسة , ترجل رجل الدين من السيارة استقبله عنصر الحماية قبله قُبلتين الاولى على خده والاخرى على متنه وبدأ بأزحة الناس ليشق الشيخ طريقه الى الداخل .

كما هو معلوم أن أغلب المؤسسات هي تابعة لاحزاب وكتل دينية سياسية , ويوم توزيع المساعدات التي يزعمون بأنها " لوجه الله " , فرصة للتثقيف للحزب الذي يرعى تلك المؤسسة حتى تستطيع أن يُضمن لها استمراريتها بـــ " طيحان حظ العراق " , كما أن المؤسسة وجميع العاملين فيها يرون " الارامل والمُطلقات " كاصوات في صندوق الاقتراع ولا أكثر من ذلك .

دخل الشيخ قاعة كبيرة مملؤة بنساء وأطفال من بعدما أختلى بمدير المؤسسة في مكتبه , بدأ يُرحب وشرع بألقاء محاضرة " دينية سياسية " , ثم أضاف بضعة أسطر مشكوك في صدقها عن أهتمامهم بالارملة واليتيم , وعيناه تتفحص الوجوه التي تستمع اليه , أنتهى من خطبته وأعلن عن بدء توزيع المساعدات .

جلس على كرسي ووقفن الارامل بطابور طويل يُلقين عليه التحية وهو يُسلمهن المساعدات , وصل الدور لأرملة عمرها لا يتجاوز الخامسة والعشرون تمسك بيديها طفلين لا يتعدى عمر أكبرهما السبعة أعوام , أخبرته بأنها زوجة شهيد لم يستلمون حقوقه الى الان , فكان كريم أكثر مما كان متوقع كونه أعطاها رقم هاتفه الشخصي وأخبرها بأن تتصل به ليُحيط علماً بقضيتها .

أتصلت به وأخبرها بأنه سوف يُساعدها بأن تستلم جميع حقوق زوجها الشهيد بحكم علاقاته السياسية لا بل كان أكثر من ذلك كرماً ....

- الله يحفظك يا شيخ , والله تفضل علية وعلى جهالي لان ماعدنا مصدر رزق غير هالشي .
- مو بس هيج , وأتكفل بيچ وبجهالچ .
- كثر الله من أمثالك شيخنا والله ما اعرف شكولك الله يوفقك .
- بس عندي موضوع شخصي أكثر .
- اي تفضل .
- انتي بعدچ صغيرة , والمرأة تحتاج الحنان وتحتاج يكون اكو رجل بحياته وزوجچ الله يرحمه صارلة سنة ونصف من استشهد .
- ما اعرف شگولك .
- لا تگولين شي , أريد اتزوجچ على سنة الله ورسوله حتى اتكفل بيچ وبجهالچ .
- خليني افكر .
- ماشي باچر أتصل بيچ .

كم هو شهم وغيور هذا رجل الدين سوف يتزوج من أرملة في سبيل أن يُعيلها وأطفالها , أتصل بها في اليوم التالي كما أخبرها سلفاً , وأخبرتها بأنها موافقة على عرضه الذي لا يخلو من الايثار والشهامة .

- متعة ! , لا شيخنا الله يخليك مو هيچ , أسفة ما اگدر , مع السلامة .
- أني أريد اتزوجچ لوجه الله .

طوط ... طوط ... طوط ...



#احمد_جميل_برهان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجينة الغبية
- مجاملة عشائرية


المزيد.....




- -معاوية-.. خالد صلاح كاتب المسلسل يوضح الغاية منه
- وزير الدفاع الأمريكي يرد على هيلاري كلينتون بصورة لها مع لاف ...
- ممثل شهير يعلق شعار -فلسطين حرة- على صدره خلال حفل -أوسكار- ...
- زيلينسكي يرد بحدة على سيناتور جمهوري طالبه بالاستقالة
- ستارمر يرفض إلغاء الدعوة الموجهة لترامب لزيارة بريطانيا
- بعد المشادة مع ترامب ونائبه.. زيلينسكي يُعلق على موقف أوكران ...
- ابتكار بخاخ أنفي لمساعدة المصابين بإصابات دماغية رضية
- رئيس وزراء اليابان حول المشادة بين ترامب وزيلينسكي: لا ننوي ...
- مسؤول إسرائيلي: المفاوضات ستبدأ بمجرد موافقة -حماس- على مقتر ...
- أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - احمد جميل برهان - جنس لوجه الله