أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي الابراهيم - البقع الحمراء والطريق الى الضلوعية ( الدماء ام الورود )














المزيد.....

البقع الحمراء والطريق الى الضلوعية ( الدماء ام الورود )


سعدي الابراهيم
(Saaide Alabrahem)


الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 23:36
المحور: الادب والفن
    


لم تكن السترة الصفراء مجهزة بما فيه الكفاية لكي يرتديها الاستاذ حسين الشنجل وهو يسافر الى قرية الضلوعية ، ولكنه استجاب للدعوة التي وجهت اليه من قبل الدكتور نيكل ، فضلا عن اصرار الدكتور اياد على الذهاب .
على كل حال ، قال الاستاذ ايثر سواء اكانت ملابسكم انيقة بما يكفي ام لم تكن كذلك لابد لنا من التوجه الى السيارة فورا ، مد الدكتور اياد قدمه اليمنى ثم اتبعها باليسرى ثم غلق الباب خلفه ، وكذلك فعل استاذ حسين ، فكثرت عبارات الله بالخير ، التي بدأها الاستاذ ابراهيم الجاسم ، وكررها الدكتور نيكل ورد عليها الاستاذ ايثر وحسين والدكتور اياد .
انطلقت السيارة السوداء اللون من نوع مارسيدس ، تحمل لوحات ارقام بغداد ، لتقطع المسافة الواصلة ما بين مركز قضاء بلد وقرية الضلوعية .
كان الطريق طويلا جدا مع انه ليس بالطويل فهو لا يتجاوز الخمسة دقائق كما قال دكتور نيكل او الربع ساعة بحسب الاستاذ ابراهيم ، ولكن طوله جاء من الجدال الذي دار حول ذلك اللون الاحمر الذي ينتشر بين حقول الحنطة والشعير ، ففي الوقت الذي يصر فيه الاستاذ ابراهيم الجاسم على انه بقايا من قطرات دم الشهداء التي سالت دفاعا عن العراق بشكل عام وقرية الضلوعية بشكل خاص . فهو وكما يقول يعرفهم بالأسماء و وقف على جثامين الكثير منهم .فأن الدكتور نيكل رفض هذه الفكرة وقال : الشهداء على رؤوسنا ، ولكن يا استاذ ابراهيم هذه البقع الحمراء هي ورود الربيع ، والشهداء لهم الجنة .
اعترض الاستاذ ايثر على هذا الحوار الدائر ما بين الاستاذ ابراهيم والدكتور نيكل وقال : لقد ازعجنا الضيوف ، ويقصد الاستاذ حسين والدكتور اياد بهذا الحوار العقيم ، اقترح ان ننتقل الى موضوع اخر . الا ان الدكتور اياد رفض الخروج من الموضوع واصر ان يعرف ما هي هذه البقع الحمراء . الاستاذ حسين مل من هذه المحاورة والتزم الصمت ، ولكن الحوار تطور وبدأت الاصوات تعلوا شيئا فشيئا : هذه ورود وكفى قال دكتور نيكل ، وصاح الاستاذ ابراهيم في وجهه : لا لا هذه قطرات دم الشهداء ، الاستاذ ايثر اوقف السيارة وعبر عن اسفه وامتعاضه من هذا اليوم الذي لم يسير كما يريد .
الاصوات العالية والنقاش الحاد كانت قد جمعت الناس حول السيارة ، وهم يتساءلون : خير هل هناك شيء ؟ فأخبرهم الاستاذ حسين بالقصة ، قصة الحيرة والعناد الذي دب في السيارة ، حول ايهما الاصح هل ان البقع الحمراء المنتشرة على طول طريق الضلوعية هي قطرات من دم الشهداء ام هي الورود ؟
هذا الكلام اثار الضحك والنكات بين الناس الذين اجتمعوا حول السيارة ، فقال شيخ كبير السن يحمل اداة للزراعة في يده اليسرى وسيجارة في يده اليمنى : يابه لا داعي للعناد والنقاش ، انزلوا من السيارة وانا سأخذكم الى تلك البقع الحمراء وساخبركم بحقيقة امرها .. لم يتأخر الاساتذة الكرام ونزلوا يتمشون خلف الرجل الكبير السن ، حتى وصلوا الى تلك البقع الحمراء ، فوجدوا بأنها ورود ، فصاح الدكتور نيكل غلبتك يا استاذ ابراهيم ، ولكن الشيخ طلب منه التريث ، والنظر الى اسفل كل وردة ، وتفاجئ الجميع عندما وجدوا بان تحت كل وردة حمراء يوجد قبر لشهيد ، وهنا انهى الشيخ النقاش وقال : يا اخوان كلاكما كلامه صحيح : البقع الحمراء هي ورود نبتت على قبور الشهداء ... بمعنى ان الاستاذ ابراهيم والدكتور نيكل قد تعادلا ...



#سعدي_الابراهيم (هاشتاغ)       Saaide_Alabrahem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضيافة الضلوعية
- مرضي الشيخ
- عقوق الدولة
- الأقاليم الجديدة في العراق بين الحق الدستوري والظرف الصعب
- التحليل النفسي والسياسي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
- العراق يتسول
- كيفية كتابة البحث العلمي
- الولايات المتحدة الخليجية
- القومية العربية والمشروع الامريكي الجديد في المنطقة
- التحليل السياسي
- العراق علامات غير رسمية في مواقع رسمية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدي الابراهيم - البقع الحمراء والطريق الى الضلوعية ( الدماء ام الورود )