محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 12:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يتخاصمان على تفائِه الأمور، أشياء بسيطة قد يتفهمها صبي ذو الست سنوات، مثلا: لون الصالون، نسيان السخرة، موقع التلفاز، موضع الطماطم في الثلاجة !
إنه الواقع بعينيه الشاخصتين، إنه واقع الأزواج في بلادنا التعيسة، لكن ما هو سبب المعضلة؟
عندما يحتدُّ التوتر في العلاقة الزوجية، وتتناسل المشاكل كل يوم وليلة، فإن الأمر يعزى (في كل الأحوال) إلى العلاقة الحميمية !
الزوجة في بلادنا المتخلفة، غالبا ما لا تكشف عن الأسباب الحقيقية لغضبها، لا تبدي رغبتها في زوجها بفعل العرف والعقلية الذكورية، وأحيانا كثيرة، المرأة نفسها لا تدرك أسباب هياجها المتكرر، فقط تكتفي بالانصياع لأوامر العقل الباطني الذي تحكمه الغريزة !
نسبة مهولة من نساء البلدان المتدينة مصابات بالعُصاب، وذلك يعزو بشكل مباشر إلى ثقافة العيب و"حشومة" التي تحيط بمفهوم الجنس كلما اقترن بالمرأة، فيبدين الحشمة والعفاف والترفع حتى في عش الزوجية، ويصطبرن أو يتقنصن الخيانة في أحسن الأحوال !
إليكم واقعة لها شيء من الارتباط بما قيل:
تزوجت فتاة بأحد الأثرياء، لا ينقصه شيء، إلا –وربما كل شيء- أنه كان يعاني من العجز الجنسي، وبذلك ساد علاقتهما جو من السواد والتوتر الحاد، ولشجاعتها المطلقة، كانت كل عشرة أيام تقريبا تحمل أغراضها وتعود إلى بيت أبيها لتخبرهم برغبتها في الطلاق لأسباب لا تخفيها عليهم، فكانت أمها تسألها الصبر حتى يأمر الله بالفرج، ثم تعود مرة أخرى إلى بيت زوجها...
وقد حدث ذات مرة أن غلبها الدهر ولم تعد تقدر على الاحتمال، فأصيبت بشلل جزئي وانهيار عصبي حاد لم ينفع معه علاج، طلقها زوجها وعادت أدراجها نحو بيت أبيها، بعد أسبوع تقريبا، تعافت من المرض وكأن لم يكن بها شيء...
بحثت لنفسها عن عمل فأصابته، ثم صادقت أحد العمال المياومين فتزوجته، أنجبت منه ثلاثا، و وهي اليوم في ذروة السعادة والنشاط...
الجنس عنصر أساسي في استقرار أو انعاش الحياة النفسية، والطابو الذي يلحقه في بلداننا جعل منه بعبعا مرعبا ومغويا في الآن ذات، الكل يتعطش إليه ويتلهفه، لكن المتعقل والمتزن فيهم هو ذاك الذي يواري رغبته فيه، يواريها ويضمرها، وإن شاء، فليرتكبها في الخفاء !
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟