أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الناصري - مثلك تماماً، لست ممتعصاً من دفقِ سردك














المزيد.....

مثلك تماماً، لست ممتعصاً من دفقِ سردك


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5090 - 2016 / 3 / 1 - 13:41
المحور: الادب والفن
    


صديقي العزيز ناجي:

وصلتني نسخة من كتابك الشعري " لستُ ممتعضاً من دفقِ السرد" الصادر عن دار مخطوطات، هولندا، 2016 ، ممهورة بإهداء لايصدر إلاّ عن روح رهيفة أعرف صدقها، وعشقها، وأساها. مثلك تماماً.. لست ممتعضاً من دفقِ سردك وصوت أنينك الصّاخب، بل أني أتماهى معه، نصّاً نصّا، وكأنك تكتب وتقلّب جمرات في مواقد، سيرة عثراتنا وعذاب أرواحنا.

بين ثنايا نصوصك، تسكن وجوه أصدقاء رحلوا أو تفرّقوا في هذا العالم " إلى روح صديقي رشيد عبد حسين أو القصيدة الصامتة..ص 9"، لكنهم شركاء رحلتك ورحلتي، يحرسون وحدتك ويلوّحون لك من بعيد: حاذر يا صديقي، ما العالم سوى نفق لن تخرج منه دون ضوء وأوكسجين! " ، نعم، كما تذكر، "الحياة جميلة وعظيمة رغم كل شيء، رغم كل شيء"..ص 191". أتذكرهم جميعاً، أستمع لهمس أصواتهم التي تواصل الحديث عن بشاعة ما نحن فيه. عن عشقهم المعلّق بخيوط الحرب ومتاهاتها وبمصادفات البقاء على قيدها كحياة معطّلة ومظلمة. عن رغباتهم وكتبهم وحيواتهم التي تمضي بمسارات لايمكن التنبؤ بها وكأنها صدفة عابرة!

حين أقرأ هذا الدفق المشحون، ينتابني الحنين الذي لايشعر به إلاّ من عاش لوعة الفقد والاشتياق للضياع في دروب المدينة المغبرة وشارعها، الشاهد العتيد.

"الحبّوبي ليس شارعا
بل سجلات نفوس، في زاوية الشارع قريبا من التمثال
نعرف من أتى في إجازة، من تأخر على موعد المهندسين أو نادي العمّال، من جرح، من مات، مَن،
سجلات أرواح هو ، قلب ورئة وكبد..ص 164

نصوصك الملتاعة عن الحرب التي تركت ندوبها وأوشامها على أجسادنا و أرواحنا، الجبهة، الإيفا، الجثث المتقطعة، صناديق العتاد، المشاجب، مراكز التدريب، الهروب، الإنضباط العسكري، السجن، آمر الوحدة، الأمن والسراديب، الإلتحاق فجراً ونحن نجر أذيال احتراقاتنا وثمة سؤال يخترق أرواحنا: هل سنعود في المرّة القادمة؟ تقود خطاي إلى هناك، فأتحّسس عطن الملاجيء الرطبة وصراخ القذائف العمياء التي تنقضّ على أجساد في حقيقتها هي أكداس أشلاء تنتظرلحظة الإنقضاض الحاسمة..، ويأس الجريح الذي تركناه خلفنا وهربنا ذات هجوم مرير!

" نلتقط فيلماً ملوّناً للالتحاق في الفجر ركضاً خلف الكلاب
والكلاب تركض خلفنا
لرئيس العرفاء يصرخ بي " ها إجيت"
صورة سريعة لزيان الصفر والزحف والإيفا
للحرب في شهقتها في روحي
للعطب يملأ سماء العالم
صور البارود والحرب التي لاتكفّ ..ص 120 "

ها أنت تكتب بلوعة من يحمل أعباء العمر وخيباته وخذلانه. تكتب وحدتك، ندمك، سكرك، سجائرك، قناني العرق الفارغة، وأرقك الذي يتواصل لأيام ثقيلة وقاسية فيزيد من متاعب ما أنت فيه.

" لن أنام هذي الليلة أيضا
حاولت كثيرا، شربتُ كلّ ما أخفيت عن أنف القطة، ديدان تقرض روحي..ص 27
"هل أصلح لهذا العالم؟
ما بك؟
منذ أمس وقبل قرن تفرك رأسك برأس العالم، ما بك؟
نمْ مثل إصبع ميّت
نمْ مثل بسطال سرقوه أمام عينك من قدم جثة
نمْ يا أرعن..نمْ" ص66

واصل هذا الدفق الجميل ببوحه وتحدياته لكلّ ما هو ساكن ومسكوت عنه، أنت تكتب روحك وتدفعنا للسير معك لنكون شهوداً على رحلة أساك وشغفك، وهي رحلتنا معا.

* لست ممتعضاً من دفقِ السرد.. مجموعة شعرية للشاعر ناجي رحيم..دار مخطوطات- هولندا. 2016



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خداع السلطات الحاكمة!
- عن سعادة الإمارات وتسامحها!
- قانون اللجوء الجديد: يوم أسود في الدنمارك!
- باعة الوهم!
- الطائفيّة وأتباعها!
- الاعترافات المتأخرة للحكومات الأوربية!
- ليلة الجحيم الباريسيّ: العالم في مواجهة أزماته!
- أوهام التمسك بقوى السلطة الطائفيّة
- التظاهرات: القطيعة مع السلطة، ودور الشيوعيّة واليسار
- أزمة اللاجئين: حكومة اليمين، عار الدنمارك!
- لَستُ معلماً لأحد ولن أكون!
- افتحوا الأبواب،لاتكبلوا التظاهرات بأسوار الخوف!
- مأزق الإسلام السياسيّ الحاكم في العراق
- حيدر العباديّ أبن المحاصصة ولن يخرج من سطوتها!
- بمناسبة الحديث عن 14 تموز 1958!!
- صولة مجلس محافظة ذي قار ضد العرگ والعرگجية!
- صمت العالم، مرّة اخرى!
- مرة أخرى، لنقف ضد الطائفية والمحاصصة في العراق
- حركة الخلاص الثوري: حكاية تنظيم سري!
- بهدوء...تعالوا نتماهى مع دعاة الوحدة مع إيران!!!


المزيد.....




- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الناصري - مثلك تماماً، لست ممتعصاً من دفقِ سردك