أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر الدلوي - - سراب بري - رواية من نمط الواقعية الإشتراكية















المزيد.....

- سراب بري - رواية من نمط الواقعية الإشتراكية


عامر الدلوي

الحوار المتمدن-العدد: 5089 - 2016 / 2 / 29 - 19:39
المحور: الادب والفن
    


أعادتني صرخة " حررريييييه " التي أطلقها الممثل العالمي "ميل جبسون " في نهاية فيلمه الرائع " القلب الشجاع " والمعبرة عن شموخ الثائر الأسكتلندي الباسل الرافض لتقديم الولاء لملك ظالم مضحيا ً بحياته من أجل إنتصار قضية شعبه ... و كلمات الشيخ الجليل " جمال الدين الأفغاني " المتساقطة على رؤوس الطغاة كالصواريخ .. : ملعون في دين الله ...!!!! من يسجن شعبا ً .. من يخنق فكرا ً .. من يرفع سوطا ً .. من يسكت رأيا ً .. من يبني سجنا ً .. من يرفع رايات الطغيان .. ملعون في كل الأديان .. من يهدر حق الأنسان .. حتى لو صلى أو زكى .. أو قضى العمر مع القرآن " , أعادتني إلى الوراء ثمانية وأربعين عاما ً , يومها وبالضبط في العام 1968 وفي الأشهر الأولى لأنقلاب البعث العسكري الثاني في 17 تموز منه , كنت طالبا ً في الخامس الإعدادي في ثانوية مدينتي الصغيرة الواقعة على مبعدة مائة وثمانية كيلومترات شمال شرقي بغداد و التي تغفو على ضفاف نهر صغير يتفرع من نهر ديالى ويسمى " شاخة شهربان " .. وشهربان هو أسم مدينتي بالمناسبة ... وكانت تعرف بتسمية أخرى هي " موسكو الصغرى " قبل العام 1963 و إنقلاب البعث الأول المشؤوم في 8 شباط منه .. كانت معي في المدرسة شرذمة من أبناء البعثيين و الذين أرادوا تأسيس إتحادهم الطلابي المعروف بأسم " الإتحاد الوطني لطلبة العراق " .. و ارادوني أن أكون ضمن المؤسسين للجنته القيادية ... وافقت مشترطا ً أن يكون أختيار بقية الأعضاء من حقي أنا مقترحا ً في نفس الوقت أسماء بعينها .. لكنها رفضت جميعا ً لكونهم من عوائل عليها صبغة الشيوعية ... وقال المكلف بضمي أن لديهم قائمة من ستة أسماء و أكون أنا سابعهم .. عندما رأيت القائمة التي كان يحملها معه ... أنفجرت ضاحكا ً ..أستشاط غضبا متسائلا ً علام الضحك .. قلت أوليس أربعة منهم من قبض عليهم متلبسين بجريمة اللواط مع فلان في بستان ( ........ ) .. هل تريدني أن أكون معهم مفرطا ً بسمعتي وسمعة عائلتي , ثم هل أنكم عجزتم عن مسح فكرة الناس عنكم و وجدتم البديل لتحسينها عبر مثل هذه النماذج . من يومها كنت زبونا ً دائما ً لدى دائرة الأمن , بين يوم و آخر أسحب من المدرسة لآخذ المقسوم من شتى وسائلهم الدنيئة في التعذيب .. ربطة الأسير .. الفلقة .. مختلف قياسات الكيبلات الكهربائية ... لتتم إعادتي للمدرسة مع نهاية الدوام .
الغرض كان واضحا ً كالشمس .. تفويت فرصة التفوق الدراسي علي و ملاقاة الفشل .. لكن القرار كان حازما ً من قبل الوالد .. إنتقالي وحيدا ً لبغداد للخلاص من جور السفلة الذي وصل حد التهديد بالقتل من قبل أحدهم و الحصول على فرصة أفضل في الدراسة .
يومها كنت مغرماً بالفكر الماركسي و بالشيوعية كنبراس عمل لكنني لم أكن قد تعمقت في الأدب الشيوعي و تراثه , ولم أكن قد سمعت بأسماء لأشخاص أجترحوا مآثر كانت لا تقل عن مآثرة ذاك الثائر الأسكتلندي الذي جسد قصته و سيرة حياته " ميل جبسون " .. أشخاص من أمثال الشاعر البلغاري " فابتزاروف " و التتاري " موسى جليل " و الصحفي الجيكي " يوليوس فوتشيك " .. و ما نقلته مؤلفاتهم " قصائد من سجن موابيت " و " تحت أعواد المشنقة " و التي أطلعت عليها في سنوات السبعينات من القرن المنصرم , من مواقف نضالية تشعر الأنسان بالفخر و تزيده حقدا ً و كراهية لكل صنوف الحكام الذين عناهم " جمال الدين الأفغاني " بكلماته الرائعة تلك .
اليوم و بعد خمسة عقود وقبل شهر ونصف بالضبط وصلتني هدية جميلة من صديقة عزيزة هي عبارة عن رواية جديدة تحت مسمى " سراب بري " للكاتب السوري " عبد الرحمن مطر " , هي ليست بالرواية العادية بقدر ماهي محيط متلاطم الأمواج عندما تقرر أن تمخر عباب شطآنه العشرين لابد من سلاح قوي يكون تحت يدك متمثلا ً بكل صنوف أدوية معالجة إرتفاع ضغط الدم و السكري حتى تحافظ على أتزانك أمام سيل الهموم و المصائب التي يشهدها بطل الرواية الكاتب والأديب و الصحفي " عامر عبد الله " سواء في بلده الأصلي " سوريا " أو في " نكتة العصر " بلده العربي الثاني الذي لجأ إليه هربا ً من بطش نظام البعث الفاجر في شام العروبة وقلبها النابض و أقصد به " ليبيا " صاحبة ثورة الفاتح من أيلول و كتاب معمر الأخضر .
و مع كل وصول لشاطئ عليك أن تأخذ أستراحة قصيرة تنشط بها خلايا دماغك .. تستعيد ذكرياتك و ما خزنته تلك الخلايا من أحداث و مآثر لأفراد خلدوا أسمائهم بطيب الفعال و بالصبر و قوة التحمل للمعاناة التي كابدوها خلال مدد سجنهم الطويلة , من أمثال غاندي , مانديلا , و غيرهم بالآلاف و خصوصا ً أولئك المغيبين في أقبية المخابرات العسكرية السورية منذ آماد طويلة للحد الذي أنقطعت فيه أخبارهم و لم يعد أحد يعرف عن مصائرهم شيئا ً و في مقدمتهم رفيقنا و صديقنا شاكر الدجيلي .
إن لغة السرد والوصف التي أستعملها " عبد الرحمن مطر " في روايته ترتقي لمستويات رائعة تقترب بل تتساوي مع لغة و وصف " طاهر عبد الحكيم " في تحفته " الأقدام العارية " التي سجلت ما تعرض له الشيوعيون المصريون من تعذيب تشيب له الولدان على مدى خمسة سنوات أيام الحكم الوطني المتمثل بحكم " جمال عبد الناصر " .
" سراب بري " سمفونية رائعة يستمتع بها هواة القراءة بما تفيض به من موسيقى وظفها وكان قائد الأوركسترا فيها " عبد الرحمن مطر " من خلال كلمات بسيطة مبسطة تصل لذهن القارئ مهما كان مستواه الثقافي لتدفع لتلافيف دماغه شحنات كهرومغناطيسية تملأه غضبا ً و حقدا ً على كل الأنظمة الفاشية في بلاد العرب .
هي حبل الناقوس في " كنيسة المهد " الذي يجب أن يتبرك بسحبه كل من يريد الإستزادة من تلك الشحنات حتى لا ينسى يوما ً ظلم الحكام وعبيدهم من الذين قست قلوبهم و جفت ضمائرهم ليتحولوا إلى آلات لا هم لها سوى إرضاء النزوات .
هي مسند الميكرفون الذي يجب أن يمسك به كل من يريد أن يؤذن في الناس ليأتون رجالا ً و على كل ضامر يأتيك من كل فج عميق ليحج لمحجة الأمل ... كعبة الثورة والثوار في ساحة التحرير .. قلب بغداد النابض .. و ساحة المرجة قلب دمشق الباسم رغم ما سببه النظام من جروح على وجهها و آلام .
هي المطرقة الجبارة التي نهوي بها على الأدمغة العفنة للظلاميين و وعاظ السلاطين من أئمة النفاق عبيد السلطة من أجل تحطيم كل الأسوار و القيود التي وضعوها و ما زالوا حول أدمغة الفقراء و المحرومين من شرائح المجتمع الكادحة لتظل أسيرة رغبات سادتهم بتوفير كل ما تنتجه مزارعهم من أفيون وبكلمات منمقة حول الفوز الكبير الأخير ... الفوز بجنة عرضها السموات والأرض .. تسرح وتمرح فيها حسب أوامرهم حوريات و ولدان مخلدون ... ينهوك في هذه الدنيا عن السعي وراء الفوز بمتطلبات الحياة الحرة الكريمة ... مقابل الإستئثار و الإنغماس في لذات تشمل كل ما يحرمونه عليك في هذه الدنيا من خمر ونساء وغلمان .
لمن يريد خوض عباب المحيط المتلاطم الأمواج .. محيط النضال المستمر من أجل حرية الأوطان وسعادة الإنسان .. ويصل الشاطئ آمنا سالما ً محصنا ً فكريا ً .. عليه بـ " سفينة " عبد الرحمن مطر العصية على كل ترهات الأفيون .



#عامر_الدلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخامس و العشرين من شباط 2011 الذكريات و الدروس و العبر
- بيان تجمع - كفى -
- في ذكرى ليلة المجد
- عندما تعمي الطائفية المقيتة البصر والإبصار
- في الذكرى السادسة والستين لإعدام قادة حزبنا الأبطال يتجدد ال ...
- الذكرى الثانية والخمسين لإغتيال وطن
- في ذكرى يوم المرأة العالمي
- ماذا جرى و يجري في محافظة لحج من جمهورية موزمبيق يا مالكي ؟
- أي دولة قانون هذه يا مالكي ؟
- على هدى الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
- إنتخاباتهم و ديمقراطيتنا ... نموذج للمقارنة
- أستهداف الكفاءات العراقية مرة أخرى .......!!!!
- السادس عشر من أيلول 1986
- هل من مزيد من السكوت و المجاملة ياقيادتي حشك وحشع
- المجد للذكرى العطرة لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة
- سلام خذ لهيبة جيش و دولة الحجي
- ليبرتي وروح الإنتقام الفارسية القائمة
- مرة أخرى معك يا موسى الكاظم في حوار مفتوح
- بين المركز والأقليم .. كيف تبنى مؤسسات الدولة ؟
- خدمات ما بعد البيع


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر الدلوي - - سراب بري - رواية من نمط الواقعية الإشتراكية