أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - خواطر 14 / قل ضميرقراطية ... ولا تقل تكنوقراطية














المزيد.....


خواطر 14 / قل ضميرقراطية ... ولا تقل تكنوقراطية


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 5089 - 2016 / 2 / 29 - 07:40
المحور: كتابات ساخرة
    


أستميح عُذراً العلامة الجليل المرحوم الدكتور مصطفى جواد الذي عُرف بباعه الطويل في اللغة العربية وقواعدها ومفرداتها من إستخدام عنوان برنامجه الإذاعي الشهير ( قل ولا تقل ) الذي كان يذاع من إذاعة بغداد أيام زمان ، وكذلك إستميح عذراً رسام الكاريكاتير الرائع الفنان (سلمان عبد ) صاحب البوستر الجميل الذي ذكر فيه ولأول مرة تسمية ( ضميرقراطية ) .
لقد كثرت التفسيرات حول مفهوم ( التكنوقراطية ) ، ورغم أنها حسب المفهوم اليوناني القديم تعني ( فني تقني + سلطة وحكم ) وبعبارة أوضح ( حكومة التكنوقراط ) ، إلا أنها هذه الأيام أخذت تُفَصَل بمقاسات خاصة لغرض تطويعها وتفريغها من محتواها الرئيسي وقلبها من حكومة كفاءات علمية وفنية إلى حكومة حزبية بحته .
وخلال سعي الأحزاب السياسية في العراق للحفاظ على مكتسباتها التي حصلت عليها دون وجه حق ، يجري العمل من أجل إيجاد الصيغ والمخارج للورطة التي هم فيها الآن بعد أن وصل البلد إلى حافة الإنهيار ، وبعد أن قالت الجماهير كلمتها مطالبة ( بالإصلاح والتغيير الجذري للعملية السياسية ) .
وعلى ضوء ما يجري من تضاد بين قطبي الرحى ( الفوقية والتحتية ) ، نرى إصطفافات جديدة لكلا القطبين ، الأول يحاول أن يُلملم صفوفه ويعمل المستحيل من أجل الحفاظ على قسمته من ( الكيكة ) المحشية بالجوز واللوز وأنواع المُقَبِلات الأخرى ، والقطب الثاني من الرحى الذي تُسحق فوقه تطلعات الجماهير في الحياة الحرة الكريمة ، حياة العز والرفاهية والرخاء الذي كانت تتأمله بعد التغيير عام 2003 الذي أطاح بأقسى نظام ديكتاتوري عرفه التأريخ .
ولكي لا نضيع في تفسيرات دهاقنة السياسة وخبثهم في لي الحقائق علينا سماع إحدى الطرائف الشعبية عن حصر علوم المعرفة والثقافة بخاصة من الناس ، والآخرين البسطاء لا يفقهوا منها شيئاً . 
-;-ففي إحدى المرات , أراد شخص أن يعبر نهر دجلة بواسطة ( البَلّم ) مــن صوب إلى صوب آخر ، فإختار أحد الأبلام ، وكان يحمل معه مجموعة من الكتب الثخينة ، صعد يترنح بكرشه ونظارته الطبية السميكة ، وخلال العبور تطفل ( البلام ) وسأل زبونه الذي يبدو عليه أنه من أصحاب العلم والمعرفة ، فقال له 
-;-عمي انت شنو تشتغل !؟ 
-;-فأجابه : آني دكتور .
فقال له البَلام : والله دكتور الله جابك .
آني مريض وعظامي كلها توجعني , والشمس تضرب براسي , وعيوني ما أشوف بيها , الله يخليك بلكي تكتبلي دوه يساعدني .
-;-قال له الزبون : ياجاهل آني دكتور مو طبيب .
فأجاب البلاّم : دكتور ما إفتهمت !؟ 
-;-فقال له : آني أفهمك .
أنت تعرف مايكروبيولوجي !؟ 
-;-أجابه البلام : لا والله 
-;-فقال له الدكتور : روح عُمرك خسارة !!
وسأله ثانية , تعرف فزيولوجي 
-;-فرَدَّ عليه البلام : لا والله 
-;-فقال له الدكتور , روح عمرك خسارة 
-;-وسأله ثالثاً : تعرف سسيولوجي !؟ 
-;-فأجابه البلام : عمري ماسمعت بيها 
-;-فقال له الدكتور : روح عُمرك خسارة 
-;-وبينما هُما يسترسلان في الحديث تغَيّر الموج وإنقلب البلّم
-;-وراح الدكتور يغط ويطلع في الماء , وتناثرت كتبه , وطارت نظارته بعيدة عنه ولم يَعُد يرى شيئاً , إلا أنه سمع البَلام يناديه :
-;-دكتور تعرف سبح يولوجي !؟
-;-فأجابه الدكتور : لا وألله
فقال له البَلاّم : روح عُمرك خســــــــــــــــــــارة .
يتبين لنا الآن أن الشهادات التي نحملها لم تعد كافية لإنقاذ أنفسنا من الغرق
-;-دون معرفة السباحة في وسط هذه الأمواج المتلاطمة عرض المحيط , وسيكون مدى رؤيتنا قصير لايسمح لنا بألإبتعاد عن المخاطر , وعن الأسماك القاتلة كسمكة ( القرش ) , والحيوانات المائية الأخرى ، وأن الكتب الثخينة التي نحملها والشهادات العليا والنياشين التي نضعها على صدورنا , وعلوم ( المايكروبيولوجي , والفزيولوجي , والسسيولوجي ... الخ ) , سوف لا تشفع لنا حين يرتفع منسوب المياه , ويَقلب ( الأبلام ) ، ويضيع كل شيء .
المهم في الموضوع هو أن يكون أصحاب الكفاءات أصحاب ضمائر تحاسبهم وتراقبهم ليل نهار .



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر 13 / مقياس ريختر ومقياس العبادي
- خواطر 12 / حكومة التكنوقراط الموعودة !!
- خواطر - 11 / لكي لا ننسى يوم 8 / شباط الأسود 1963
- خواطر - 10 / مستمرون ... حتى تحقيق مطالب المتظاهرين
- خواطر - 9 ... في ذكرى تأسيس الجيش العراقي الباسل
- خواطر - 8 ... أمنياتنا لأعياد الميلاد والعام الجديد 2016
- خواطر - 7 ... العزف على القانون
- خواطر - 6 ... الدولة والحكومة وما بينهما
- خواطر - 5 ... لعبة حرق الأعلام
- خواطر - 3 ... V علامة النصر
- خواطر - 4 ... الأسلاك الشائكة
- خواطر - 2 - وين الوعد يعبادي
- خواطر - 1 أيام المزبن كضن ...
- قُدسية ساحة التحرير ونصب الحرية وجسر الشهداء عند العراقيين .
- بعض أشكال النضال السلمي اللاعنفي
- ريبوراج عن الوقفة التضامنية لمنظمات المجتمع المدني العراقية ...
- الشعراء ومساهمتهم في الإجتماع التضامني لمنظمات المجتمع المدن ...
- رسالة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى الس ...
- دعوة من منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلندا إلى جالي ...
- دعوة لتشكيل لجنة جماهيرية لقيادة التظاهرات ومتابعة مطالبهم


المزيد.....




- الجزء الثاني من الفيلم الناجح -Freakier Friday- أصبح جاهزاً ...
- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - خواطر 14 / قل ضميرقراطية ... ولا تقل تكنوقراطية