حنا عطاالله
الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 10:36
المحور:
الادب والفن
- 1 -
كثيرة هي الأسئلة التي تختلج وجدان المثقف العربي عن ماهية وضع الكتاب في عصرنا الحالي والحالة التي وصل إليها ضمن زحمة عالم تكنولوجيا المعلومات وثورة الإتصالات ورحابة الفضاء الإعلامي , وذلك لجهة الإقبال على الإقتناء كأحد أشكال التبرج من جهة وصعوبة الحصول عليه من ناحية غلاء السعر أو ضعف الترويج أو نوعية المادة الثقافية المقدّمة للقاريء ومدى تواصلها مع حاجته ورغباته وحتى حجبه لدواعي سياسية بإختلافها مع إيديولوجيا أو نهج النظام في بعض البلدان , فيما يصل البعض إلى ماهو أبعد من ذلك بتحول الجيل الجديد إلى الحالة الإلكترونية في القراءة هذا إن وجدت أصلا".
- 2 -
وعليه فإن مجموعة عوامل حالت وتحول دون إتصال المتلقي بالكتاب كأحد أنواع الغنى الثقافي إلى جانب السينما والفنون والمسرح والموسيقا أو الإعلام على إختلاف أشكاله المقروء والمسموع والمرئي , وإذا كان الجيل القديم يتمسك بمقولة الكتاب خير جليس في الأنام وأن لاغنى عنه كالخبز اليومي وأو كسير الحياة وأنه أحد أهم أعمدة التوثيق كذاكرة وأن لكل وسيلة من وسائل الإتصال والثقافة والإعلام مهمتها ودورها وحتى مكانتها في قلب المثقف حتى أن البعض يطرب وينتشي لرائحة ورق الكتاب وحبر الطباعة , إلا أن الجيل الجديد يجد في الكتاب حالة من الإلتزام الروتيني المحصور في الواجب المدرسي ضمن المنهاج التعليمي الذي غالبا" ما يلجأ فيه الطالب إلى البحث عن وسائل مختلفة للترفيه والخروج عن الإطار التعليمي التلقيني.
- 3 -
ومن هنا ستبقى إشكالية مكانة الكتاب في الحالة الثقافية التي نعيشها قائمة في ظل زحمة العناوين والأسماء والمضامين ودور النشر وأساليب التسويق وتعدد وسائل الإتصال والعولمة والغزو الثقافي وقد تحل هذه الإشكالية حالة الإصطفاء الطبيعي والوعي الذي يفرّق بين الغث والسمين وربما مسألة العرض والطلب في المفهوم الإقتصادي.
· المهندس حنا عطاالله
#حنا_عطاالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟