أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - الجسور الثقافه والأقتصاد















المزيد.....

الجسور الثقافه والأقتصاد


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5088 - 2016 / 2 / 28 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جسور العلاقه بين الثقافه والأقتصاد
يتضح أن هناك علاقه وثيقه وصميميه بين الأقتصاد ونوعية البناء الثقافي للمجتمع . فالثقافه المجتمعيه قد تساهم في بناء أقتصاد تنموي فعال , وقد تساهم في نكبه أقتصاديه للبلد , أي أقتصاد تبعي أستهلاكي لا يصمد أمام الأزمات التي تتعرض لها البلدان بين الفينه والأخرى, بسبب الحاله المتغيره لكينونة النشاط الأقتصادي , وهي حاله متحركه تزداد تسارع مع تقدم الزمن.
الأقتصاد كغيره من العلوم في حالة تطور مستمر , بل من أكثرها تغيرآ نظرآ لأرتباطه بالفعل والسلوك الأنساني , والأنسان حاله متغيره يخضع سلوكه للكثير من العناصر, الماديه والنفسيه , لذا دخل العامل الأخلاقي والثقافي كعاملين مؤثرين , بل ومهمين في رسم النمط الأقتصادي لأي مجتمع من المجتمعات , بعدما كانا هذين العاملين لا ينظر لهما بعين الأعتبار في نظر الأقتصاديين الكبار, ولكن أثبتت التجارب أن لهما كبير الأثر في توجيه وتخطيط أي أقتصاد في العالم, وفي أي بلد مهما كان صغيرآ أم كبيرآ . نضرب مثلآ لا على سبيل الحصر ,أن الدول التي تتمتع بمؤهلات سياحيه كبيره سواء كانت سياحه دينيه أم ترفيهيه , أذا لم يتمتع الشعب بخاصيه ثقافيه وأخلاقيه عاليه تتسم مثلآ بالأريحيه والتسامح وحسن معاملة الغريب لا يمكنه أن يجذب السواح له ولا يمكن أن يغري الأخرين بالمجئ اليه.
أن الوعي الثقافي العام وتسليح الفرد بالوعي الثقافي الأقتصادي يقود الى تفهم المواطن لكل حاله ترشيد تقوم بها الدوله في وقت الأزمات , وذلك في محاوله منها لترشيد وعقلنة العمليات الأقتصاديه في محاوله منها لتجنب تدهوره ومن ثم أنهياره, وهذه محاوله تلتجأ لها الكثير من الدول لأبعاد شبح الأفلاس في خزائنها الماليه ولضمان أستمرار وتيرة البلد الأقتصاديه والأجتماعيه, وهذا لا يمكن أن يتحقق الا بالمسانده الشعبيه للدوله, لأن العكس سوف يجعل الجماهير تقف بوجه أي محاولة أصلاح أقتصادي تتقدم بها الدوله, ومنها على سبيل المثال لا الحصر هو حالة التقشف وهي محاولة للتقليل من الأنفاق الحكومي وفرض زياده في الضرائب وغيرها من الأجراءات التقشفيه المعروفه. فعدم وجود الأستعداد وتفهم المواطنين يجعل الدوله في ورطه وحرج حقيقي يكون أقصاه تعرض الدوله للأنهيار , والتي قد تكون من نتائجها تحلل وتقسيم بلد وألغاءه من الخارطه أو وقوعه تحت رحمة وتبعية دول أخرى يفقد من خلاله البلد سيادته وكرامة شعبه. هذه الصوره التي ذكرناها ليست بعيدة الحدوث بل هي في حدود الأمكان والواقع يشهد بالكثير , والسبب بسيط هو نظرآ لأرتباط الأقتصاديات الوطنيه بالأقتصاد العالمي والتأثر بتغيرات السوق العالمي ,سواء أنتعاشآ أو أنكماشآ, وهذه حقيقه لا ينكرها أحد.
أذن التغير وارد , وهذا يتطلب مرونه عاليه لدى المواطن في مجابهته للتحولات الممكنه , والا يصاب بالصدمه النفسيه والتي لها تداعيات مرعبه على الفرد والمجتمع. كما أن ففقدان الوعي الجماهيري سوف لا يعطي للمخطط الأقتصادي المرونه الكافيه والمطلوبه للعبور بالأزمه الأقتصاديه الى بر الآمان, مما يحرج الحكومه كثيرآ , بل يسبب لها أزمه عميقه قد تطيح بها. فعلى سبيل المثال في وقت الأزمات يساهم عامل الوعي الثقافي مساهمه فعاله في عبورها أو التخفيف منها , فمثلآ في وسط التنافس التجاري والصناعي الحاد يساهم الوعي الثقافي في تطوير الأنتاج الوطني وتحسينه والتشجيع على أقتناءه والترويج له مقابل سلع وخدمات تأتي من خارج البلد , مما يعطي فرصه للمنتج الوطني أن يصمد أمام المنتج الأجنبي ويساهم في منع أنهيار الجانب الصناعي في البلد وبالتالي يتجنب البلد بروز ظاهرة البطاله المتزايده في المجتمع , والتي عند ظهورها سوف تعصف بالمجتمع مشاكل يصعب تداركها ووضع الحلول لها. أذن هي سلسله من العلاقات والعمليات ينبغي على الفرد الألمام بها والمساهمه في وضع حلول لها , لأن من الخطأ ترك المسؤوليه كامله على الدوله والوقوف موقف المتفرج على تداعيات تعصف بالمجتمع , فالأمر كما يقول الحديث النبوي الشريف (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) . فلا الدوله تحتكر كل النشاطات ولا الفرد يترك الحبل على الغارب كما يقال , بل المسأله عمليه تضامنيه يتخللها عمل تضامني مشترك , يساهم فيه الجميع. كما أن من مفردات الثقافه هي القيم والعقائد المتبناة من المواطن , وهي ممن ترسم فيه الميول والنزعات في التعامل مع الأشياء , فمثلآ الشعب المسرف , هو شعب يميل للنمط الأستهلاكي , وهو سلوك سلبي يتعرض البلد من خلاله الى الكثير من الأزمات التي لا مبرر لها سوى سلوك غير واعي من قبل المواطن. فمثلآ نحن كمسلمين تؤكد القيم الأسلاميه على عدم الأسراف حتى أنه يصفهم بأخوان الشياطين. كما أن القيم الثقافيه لها كبير الأثر في ترسيخ فكرة التضامن والتكامل الأجتماعي والذي يقود الى حاله صحيه تتصف بها المجتمعات الراقيه, ولو نظرنا في ديننا الحنيف لوجدنا فيه ما يؤكد ذلك بل أعتبرها صنف من صنوف العباده, كما هناك الكثير من موروثنا الشعبي و الديني ما يعزز هذا التوجه فمثلآ مقولة ( التدبير نصف المعيشه) ومن غشنا ليس منا والكثير من النصوص التي تساهم في تشكيل وعي عام يساهم في حلحلة الكثير من الأزمات الأقتصاديه التي تعصف بالعالم اليوم , فهناك الكثير من الشعوب تجند موروثها الديني والثقافي في تشكيل وعي يساهم ويساند في عملية الصمود أمام عواصف الأزمات الأقتصاديه, فمثلآ نرى مساهمة المبادئ والمثل الكنفوشسيه من أمثال قيم الولاء والمرونه كأسباب رئيسيه للتطور في دول جنوب شرق أسيا وخاصه في الصين واليابان كما أعتبر (ماكس فيبار) ان الثقافه الدينيه البروتستانتيه عاملآ مهملآ في تكوين العقليه الرأسماليه للفرد الأوربي بما يحمله من أفكار تحارب التوكل والخنوع والقيام بواجبه نحو العالم المحيط .
أن من أيجابيات الترابط بين الأقتصاد والثقافه هو المساهمه في حفظ الأموال العامه ومنع أستغلالها او التهرب من دفع مستحقاتها من أمثال الضرائب والرسوم وأجور الخدمات وأعتبارها مسأله شبه مقدسه , فمثلآ أعتبار التهرب الضريبي وعدم دفع أجور الماء الكهرباء خيانه وطنيه وتندرج ضمن أطار السرقه بل والخيانه العامه , فعندما نصل الى هذا المستوى من الشعور الشعبي ,حينئذ نقول أننا بعيدين عن منطقة الخطر , وأن الحياة العامه بخير , وأن هناك أرضيه صالحه للتطور والتنميه الأقتصاديه والأجتماعيه لأن العكس لا سامح الله سوف تكون الحياة العامه في خطر وتعم الفوضى, لأن المواطن الذي يسرق بلده لا يحمل ذره من الوطنيه حتى أذا رفع أسمى الشعارات وأنبلها , بل سوف نعيش أشرس حاله من الفرديه والأنانيه والتي لو أستمرت تأول الى حاله قاسيه من التوحش وعندئذ يسود مبدأ الغاب وتغادرنا الحياة المدنيه والأنسانيه الى المجهول.
أنا لا أميل الى التشائم , بل هناك متسع لترتيب الأوضاع , حيث نمتلك الأساس الحضاري والثقافي للنهوض بالواقع البائس لبلدنا ومجتمعنا وبما نملكه من منظومه قيميه ساميه وواقعيه بنفس الوقت قادره على أن تصنع أنسانآ عراقيآ راقيآ وبلدآ متطورآ , لأننا كبلد ومجتمع من بين قله من البلدان في المنطقه ممن تمتلك مقومات البلد الناجح والمستقل وممن يوفر أسباب الكرامه لمواطنيه بعكس الكثير من بعض دول المنطقه التي تعيش على فتات مساعدات الغير , حيث سرعان ما تتعرض لأنتكاسه أقتصاديه عند أمتناع بعض الدول من تقديم المساعده الماليه لها , ونحن ليس ببعيدين عن ما يتعرض لبنان من أبتزاز السعوديه له وبما تفرض عليه من شروط التبعيه كشرط لتقديم المساعده الماليه اليه والأردن ومصر ليس ببعيدين عن ذلك , حيث باتت مصر تبيع مواقف سياسيه أتجاه المال السعودي , وهذا ما عرض سيادة هذه البلدان للخطر.
ختامآ ليس عيبآ أن نرجع الى الموروث الثقافي الأيجابي في تراثنا الحضاري ممزوجآ بما أحرزه الأنسان من تقدم علمي باهر لأن سيطرة مبادئ أقتصاديات السوق وما قدمته النظريه الأشتراكيه المعتمده على علاقات وسائل الأنتاج وما يترتب من تطورها على سلوك الأنسان بقادره على أسعاف ما يتعرض له بلدنا والعالم من أزمه أقتصاديه تعصف بالأنسان والطبيعه معآ . فالثقافه بما تحتويه من قيم وأخلاق هي حلقه مفقوده في النشاط الأقتصادي والذي ينبغي تداركه , وما يعيشه العالم اليوم من أزمه هو نتيجه لتلك النظريات الأقتصاديه التي رسمت للعالم نشاطه الأقتصادي وهي وحدها مسؤوله عما يحصل الآن من فوضى أقتصاديه يدفع ثمنها الأنسان.
أياد الزهيري







#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساسه الكرد ومزاد التنازلات
- العراق بين الأنكشاريه والوهابيه
- مجرد رأي فقط
- أعادة تأسيس دوله
- بين المواطن والوطن
- دول العبور


المزيد.....




- بدء موسم السفر -السري- إلى أوروبا لهذه الفئة من المسافرين
- بوتين يستقبل محمد بن زايد في الكرملين.. وهذا ما بحثه الجانبا ...
- اُتهم بمحاولة الانقلاب على أردوغان.. كل ما قد تود معرفته عن ...
- الجيش الإسرائيلي يحرق المستشفى الإندونيسي في شمال غزة (فيديو ...
- حزب الله يستهدف تجمعات للجيش الإسرائيلي عند أطراف بلدة مركبا ...
- المبادرة المصرية تطالب بالإفصاح الفوري عن مصير 6 مختفين قسري ...
- عن -المساواة والمستقبل الآمن-.. رسالة من 100 لاعبة كرة بشأن ...
- سيناتور أسترالية صارخةً أمام تشارلز: -لست ملكي-
- وول ستريت جورنال: المفاوضون العرب عرضوا على السنوار مغادرة غ ...
- تريد صحة أفضل؟ إليك ما يحدث لجسمك عند تناول بذور اليقطين يوم ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - الجسور الثقافه والأقتصاد