مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 5088 - 2016 / 2 / 28 - 00:45
المحور:
الادب والفن
(المجنون)
مراد سليمان علو
المجنون هو الذي يضحك علينا، وعلى الدنيا وما فيها، وله في ذلك بعض العزاء.
المجنون هو الذي يسخر مني ومنك، وعزاؤه لا أحد منا يجيد طريقته في السخرية.
ومن يتأبط الكتب والأوراق والأقلام في هذا الزمان ليقرأ ويكتب مجنون، وعزاؤه الوحيد أنه يتألم عندما يكتب، ويتألم عندما لا يكتب.
المجنون يرى إن النوم يقظة فيهجر النوم وعزاؤه في نهاية حياته ليبقى يقظا للأبد.
المجنون مقدّس، وعزاؤه إن المتصوفة يفضّلون الجنون على العقل.
المجنون يفتخر بجنونه وعزاؤه إن العقل هو منبع الأوهام .
المجنون من يعجز المدح والذم عن بلوغ شعوره وعزاؤه إن كلاهما كلام فارغ.
المجنون سوريالي بامتياز يحاول الهروب من فكره الهارب من عقله الهارب من المنطق.
المجنون على موعد مع الحرية وينتظر دوره في قافلة الدهشة .
ليس المجنون من لا يجد الراحة إلا بعيدا عن مواطن الراحة بل هو الذي لا يرتاح عند مواطن الراحة .
جمال الجنون يكمن في عدم ملاحظة المجنون جنونه، فلا تحاول تشويه هذا الجمال.
يقال بين العاقل والمجنون شعرة، وكان الأجدر بنا أن نقول بين العاقل المجنون، والمجنون العاقل شعرة؛ لأن بين العاقل والمجنون أنواع عديدة من الرؤوس الفارغة المشعرة.
ومن يدرينا ، فربما الجنون هو عشق عاصف بأوجه عدّة .
ومن أكون يا صديقي لأريك الطريق..
ومن أكون لأنقل أشواقك..
وأشاركك أحلامك..
نعم، بوسعي إطعامك الليلة..
والرقص على أنغامك..
ولكنني لا أستطيع إيقاف دمعتك..
لست ثريا ولا أملك المجد..
ولكنني سأطلب لك الحبّ..
سأهديك بعضا من حروفي المزركشة..
وكل جدائلي المسربلة..
سأعيرك مزماري الفارغ من الألحان.
فأملأ جوفه بأنفاسك، ورغباتك..
وليكن قناعا للعبتك..
لجنونك. أوج جنونك..
فهذا ما يهمني فيك.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟