أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي سعد زيني - فوبيا التغيير !














المزيد.....

فوبيا التغيير !


علي سعد زيني

الحوار المتمدن-العدد: 5088 - 2016 / 2 / 28 - 00:27
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يمكن أن يكون للأشياء التي تنتمي الى عالم المادة بعداً معنوياً يتجذر في النفس البشرية إذا خُلقت لها قيمة إفتراضية عبر التقادم الزمني ، فجوهر هذه العبارة يتجسد لدى البعض منا فيمكن لشئ لا يمثل قيمة مادية تذكر أن يكون ذا بعد معنوي غاية في الاهمية اذا لامسته مسحة من الزمن ، كأن يكون نسخة من صحيفة ، أو ورقة مسودة مر عليها ردحاً من الزمن ، أو كتاب مُصفرة أوراقه من جراء تقلبات الزمن عليه ، أو أبنية وأماكن محتفظة برونقها الموغل بالقدم ، أو ركن أركان من المنزل لا زال محافظاً على شكله الذي تعودت عليه العين ....الخ .
فالانسان بفطرته لا يعترف ولا يريد أن يعترف بأن الزمن يتقادم ويسرع ويتغير فالبعض يجسد هذا الإعتراف على أرض الوقع كما هو حال كاتب هذه السطور ، والبعض الآخر يكابر وفق حجة " التغيير مطلوب في كل زمان ومكان " فبهذه العبارة يريد أن ينتصر لنفسه من تقدم الزمن عليه فهذه القولة دائما ما تثيرني فانا من دعاة عدم التغيير أريد الاشياء ساكنة لا تتغير ، مريداُ من بقاء كل الاشياء المادية التي من حولي أن توقف عجلة الزمن فاذا ماتم التغيير وانا مرغم عليه أشعر بشعور مرير بأن الشي الذي تم تغييره مدة وجوده قد سقطت من ذاكرة العمر فمن الصعب أن أتأقلم مع واقع مصطنع يفرضه الشي الجديد الذي أقحم مكان الشي القديم ، لا أعلم ربما البعض قد يسخر من هذه السطور ، لكن هذا ما أشعر به طوال سني حياتي ، أريد كل شيئا ثابتا في مكانه ، أعشق الروتين الذي يمل منه كل الناس بالرغم من كونه يصقل أفكارا ذات بعد ابداعي في النفس البشرية وفق منظوري المتواضع ، أحب أن أسير بنفس الطرقات التي اعتاد أن اسير بها كل يوم ، وعلاقتي الاجتماعية ضمن نطاق ضيق و محدود للغاية ، تتجلى تلك الصورة عندما يخطف الموت عزيزا على قلوبنا لا نتألم لفقده المادي وإنما نحزن لموت الحيز الزمني الذي كان يشغله بمعيتنا !
فيمكن أن أثبت صحة ذلك الطرح السالف الذكر من خلال الحكام الديكتاتوريين الذين يهتمون ببناء الصروح والمباني ذات التصميم الابداعي من الناحية المعمارية او النصب والجداريات وأسماء الأماكن والشوارع والشعارات الرنّانة ليس حبا بتلكم الاشياء وما تمثلها من رمزية او مُثل وغايات انما طبيعة هؤلاء الديكتاتوريون لديهم ولعاً جنونياً بالبقاء والخلود في أذهان المحكومين ، فنرى ان كل حاكم جديد يحاول أن يُقصي من الواقع تَركات النظام الذي يسبقه ، فبات كل فرد منا لا يهتم بالموروث التاريخي والحضاري للحقب والأزمنة السابقة ولا يعي أهميته التاريخية من جرّاء جنون التغيير والاهمال والتهديم أوالترميم العشوائي غير المدروس .فيمكن عدها مؤامرة محاكة بدقة وإتقان شديدين وفق مخططات مدروسة تريد ان تمحو كل ماهو أصيل وقديم لتحل محله شيئا ليس له أي قيمة تذكر ، والامثلة والشواهد كثيرا لا نريد أن نخوض في تفاصيلها لأن كل الجهات السياسية والحزبية والاتجاهات الدينية وجميع والايديولوجيات التي حكمت وسادت الشارع العراقي توجه اليها أصابع الاتهام في تدمير المعالم والشواهد التاريخية ، والعبث بالإرث الثقافي او التقليل من شانه أو محاولة التعتيم عليه والضلوع بهذه المؤامرة التي تحاول النيل من الذاكرة الجمعية للعراقيين بمختلف مكوناتهم وأطيافهم ، فالويل والثبور لنا اذا لم نعي حقيقية ما يجري ويدور لأنهم يتآمرون على وجودنا ،، انهم يـتآمرون على الذاكرة !
بـــقــلم الكــاتب : علـــي زيـــنـــــي
* المقال منشور في جريدة دليل النجف بتاريخ 29 /2 / 2016 العدد (107)






#علي_سعد_زيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بين الماضي التليد والواقع الوئيد
- ذكريات من غياهب الزمن المر !
- اللامنطق هو منطق زماننا !
- لسان دَلالَة !
- خليها سكتة يا لفتة !!
- الإنسانية بين مطرقة التأسلم وسندان الإلحاد !
- في أروقة العالم الكحلي !
- ماذا لو ؟
- العودة الى المعقل الأخير
- دايخ بزمن بايخ - توليفة عراقية -
- وداعا مقبرة الأحلام ...
- الحرب على الأبواب !
- متيمة بالعراق !
- مليكة المساء
- جاسمية المصيبة صاحبة الخلطة العجيبة !
- وللشتاء فصولا لاتحكى !
- رحلة في كوكب اللامكان
- ثيروقراطية أم ديموقراطية ؟


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي سعد زيني - فوبيا التغيير !