أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابتسام يوسف الطاهر - فرشاة على الرصيف














المزيد.....

فرشاة على الرصيف


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1381 - 2005 / 11 / 17 - 12:57
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
ابتسم وهو يتذكر تعليق جاره الانكليزي (الحياة كلبة) مع انه كان يردد اغنية فريد الاطرش( الحياة حلوة), احقا انها كلبة! ربما الترجمة غير دقيقة للتعبير الانكليزي, فالكلبة معروفة بالوفاء, اما الحياة... متقلبة الاهواء, تشيح بوجهها عنك لو جعت, تركض لغيرك حين تحتاجها, اذن هي مثل بائعات الهوى.!
انتبه لسيجارته وهي تلذع اصابعه, فقد انتهت دون ان يشعر بها, راح يتامل المارة بشرود, يحاول ان ينش تلك الافكار عنه خوف ان تحرمه من التمتع بالجو الجميل والشمس الدافئة, النادرة حتى بالصيف, فربما تغير رايها وتعود لبرودتها من جديد.
بعد الحاح شديد من اصدقائه, وطول تردد اقتنع اخيرا بضرورة الخروج (للساحة) التي يكثر بها السواح "ولو بالصيف فقط" كانوا يرددون "لماذا هذا التعالي؟ هاانا ارسم مااحب وكذلك ارسم مايحبون لكي اعيش واوفر لما احب.. لااعتقد ان في ذلك ازدواجية"
انه على حق فصديقه ذاك صار له زبائن ومعارف كثير اغلبهم من الفنانين او الاغنياء المولعين بالرسم او بصورهم مرسومة.. وهاهو اليوم يتمتع ببيت فاره ومرسم كبير اغناه عن التواجد في الساحة. اما انت فصار بيتك الصغير يغص باللوحات حتى صرت حين يصعب عليك شراء خامة جديدة تقتل احدى الاعمال التي تعبت بها وعشت اياما فخور بها, لتحيي عملا جديدا, ربما سيكون مصيره مثل سابقه لو استجدت لك افكار وغازلتك الالوان من جديد, او حين لم يجد من ينقذه من ضربات فرشاتك القادمة..
هاهو بعد طول تردد ياتي للاسبوع الثاني دون ان يحظى بزبون او سائح ليرسمه, داعب جيبه وقد مسه الجوع والعطش, فاكتفى بشراء علبة شراب بارد.
شعر بتقلص في احشاءه حين فوجئ بصاحبه امامه يقف مبتسما وهو يحييه "أجاء شامتا؟ ام ليطمأن ان فكرته انتصرت؟" ابتسامة صديقه الودودة طمأنته, وحيرته عدة الرسم التي رافقته.
"جئت لاسليك, خذ الامر ببساطة, ستشعر بمتعة, صدقني, خذ اوراقك واقعد خطط ماشئت من سكيتشات او ارسم اي شئ حتى ياتي الزبون"
"ولكني قد انسجم مع الموضوع واطرد الزبون, لاتابع مابدأت به" قال مبتسما.
"ستتعود الامر سريعا , انا كنت كذلك" اجابه وهو ينحني لترتيب اشيائه ويجلس على كرسي صغير.
بعد ساعة او اكثر لاحظ ان احد السواح اتجه صوب صاحبه طالبا منه ان يرسمه. وقد راه وهو يخطط وجه ما. حيث هو اكتفى برسم دوائر لدخان سجارته لتاخذها النسائم بعيدا حتى تتلاشى.
انتبه لصاحبه ينهض وهو يحاول سحب الزبون باتجاهه, فتشاغل عنهما وهو يسمع صديقه يلح على الزبون "ان صديقي هذا بارع وسيرسمك افضل مني" فلم يعجب السائح بهذا الالحاح حتى كاد ان يغير وجهة نظره, فغمز صاحبه الذي استسلم للامر واخذ قطعة قلما فحميا وراح يرسم بشئ من الاحراج. اظهر السائح اعجابا بالرسم فساله عن المبلغ وهو يمد يده لجيبه, لكن صاحبه اصر انه لايريد شيئا, وقد خرج ليتسلى فقط ويتمتع بدفء الشمس, لكن الرجل اصر وهو يمده بصك من دفتر شيكاته, وهو يؤكد ان الرسمة تستحق اكثر من ذلك.

اتجه صاحبه نحوه ضاحكا, وكأنه يعتذر"أرأيت, لابد انه مجنون, على كل حال لولاك لما جئت اليوم, لنتقاسم المبلغ اذن" ضحك من الفكرة, وضع يده على كتف صاحبه بمودة وشكر رافضا العرض ذاك "لولا مهارتك لما ضحى ذلك الرجل بنقوده" شعر صاحبه باحراج ان يلح اكثر فجمع عدته, يصر عليه وهو يتجه لسيارته, ان ياتي لزيارته ليتعشوا معا او يقضي بضعة ايام معهم في فلته بعيدا عن ضوضاء مركز المدينة.
هز راسه موافقا, بابتسامة متعبة.. ثم لملم اشيائه في حقيبته والكرسي الصغير الذي كان هدية من صاحبه, واتجه صوب موقف الباص.
لندن 1996



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع الرشيد...ضحية الحصار ام الحروب ام الاهمال؟
- اليد التي تبني المحبة هي الابقى
- الدوائر المستطيلة
- اللغة الكردية ومايكل جاكسون
- الشعب العراقي بين الفتاوي والتهديد؟
- .......وظلم ذوي القربي
- المتعاونين مع الاحتلال
- العري السياسي والاخلاقي ازاء محنة العراق
- من يرفع الراية
- الانتخابات البريطانيةوالسؤال الاهم
- لمصلحة من، قتل العراقيين؟
- من هم اعداء الاسلام، اليوم؟
- صدي الايام
- اليسار واليمين وصراع المصالح
- الا يستحق الاعدام من خان شعبه؟
- الصمت العربي ومحنة العراق
- من وراء تفجيرات العراق?
- منطق الجريمة في تفجيرات العراق
- دروس الانتفاضة
- أغنية الموسم


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابتسام يوسف الطاهر - فرشاة على الرصيف