عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 15:41
المحور:
الادب والفن
وَجْـــد
عبد الفتاح المطلبي
*
لا مُوغِلٌ فـي النوَى يَدري ولا جارُ
من حيثُ دارتْ على الآهاتِ أسوارُ
****
في ليلةٍ لمْ يَزَلْ فــي الرّوحِ عَلْقَمُها
مَرّتْ كأنّ بـــــــها الساعتِ أعمارُ
****
يومَ استبدوا ولـــــــمْ يشفعْ توسّلُنا
كأننا فــــــــي شمال الرقمِ أصفارُ
****
قد أبحروا ورياحُ الوجدِ صاخبةٌ
ياليتني فُلْكُهُمْ والقلــــــــــبَ بحّارُ
****
مرّوا سراعاً إلى اللاأين ما التفتوا
لم يبقَ مـــــن ثُلةِ العشـــــاقِ ديّارُ
****
هلْ يعلمـــــونَ بأنّ الروحَ تتبعُهمْ
مثلُ الحمامةِ ما حطّوا وما طاروا
****
تدري بأن رِمالَ البــــعدِ شاسعةٌ
ما بين خفقتها والوصــــلِ أسفارُ
****
بانوا وقـدْ تركوا مـذْ غادروا طَللَاً
ليْ فيهِ مـِــــنْ زَمنِ العُشّاقِ تذْكارُ
****
ظنّوا بأنَّ الهَوى مَـــزحٌ وحجتُهمْ
أنّ العبادَ بــــــــما يَهْوَوْنَ أحرارُ
****
لولا التباريح كنـّـــــا مثلَ سائمةٍ
بين السوامِ فـــــــــلا همٌّ ولا عارُ
****
همْ قرّبوني ولمّا بُتُ فــــــي يدهمْ
تنكبوني وللأغرابِ قــــــد ساروا
****
أذنبُتُ إذْ أننــي أدمَنْــــــتُ حبَهمُ
وحين لُذْتُ بوجــديْ فيهمو جاروا
****
قد سرّهم أنّني فــي الفخِّ مُنفردٌ
وسَرَّني أن لــــيْ مِنْ فَخّهمْ دارُ
****
شربتُ من عشقِهِمْ كأساً فأثملني
فما شعرتُ بقلبي فــــيَّ ينهارُ
****
لاينضجُ الخبــزُ والأفرانُ مُطفأةٌ
حتى تشبُّ عــــلى أعتابهِا النارُ
****
يا مـــن تُحمّلُني وزراً ببعـدِهمُ
إنّ المُلِمّـــاتِ أخطـــــــاءٌ وأقدارُ
****
فكيفَ تعذلني يا صـاحِ ليتكَ في
ما بي ْمـــن الداء لا يشفيهِ إنكارُ
****
كم غيّبَ الليل شمسا بعد مشرقها
وفي دُجاهُ تغيب اليـــــوم أقمارُ
****
غدا فؤادي نثـــاراً من قساوتهمْ
فهل تلمّ شظـــــايا القلبِ أعذارُ
****
يا صاحِ تعلمُ أن الدهـرَ ذو شجنٍ
جيش الأسى فيه مذْ قابيل جرارُ
****
فلا تلُمْني بأوهامي وقـــد نبتتْ
فيها مـن الحزنِ أدغالٌ وأشجارُ
****
كأنها غابةٌ أغصـــانها اشتبكت
على الفؤاد فكلّت فيـــهِ أبصارُ
****
لوكان عندهمــــــــومما ألم بنا
مثقالُ بأسٍ فعنــدي منهُ قِنطارُ
****
فلا تُحرّضَ قلبي كي يضحَّ أسىً
لو فاضَ سالتْ من الآهاتِ أنهارُ
****
ما هبت الريح يوما فوق باسِقةٍ
إلا وذو زغبٍ يشـــــقى وطيّارُ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟