أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد امين - فلاسفة دهريون ......في الاسلام ... ج/2...ابوذر الغفاري ...فيلسوف دهري من تحت كساء الجوع ...














المزيد.....


فلاسفة دهريون ......في الاسلام ... ج/2...ابوذر الغفاري ...فيلسوف دهري من تحت كساء الجوع ...


ماجد امين

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 15:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بينما كانت القبائل مشغولة بغزو احدها الاخر ..وقبيلة تسبي نساء قبيلة اخرى ..فتلك مهنة البدوي التي جبل عليها ..
فبحسامه وتحت وطأ ة الليالي الليلاء ..ينطلق جلف الصحراء بحثا عن طريدته ..وهو يلقي شعرا مجردا سيفه لافتراس مايقع امامه ..
كان جندب بن جناده ..رجل الصحراء لايختلف عن قومه ..ولعل موقفا آذاه ذات ليلة ..في احد الغزوات لقبيلته ..التي كانت تعتنق مناة ..مازالت مخيلته لاتكاد نسيان طفل رضيع يبكي وهو ملقى على الارض بعد مقتل ابيه وسبي امه ..!
تألم جندب لمنظر بكاء الطفل كثيرا وتامل وحشية القوم ..لكنها غريزة البقاء ..
كان يرقب الطفل تارة ويرقب الالهة "مناة " التي ستحضى بالنذور الكثيره ...فهي الهة ال غفار وهي طلسمهم للبقاء والنماء ..
..كم انت قاسية ياقلوب القوم ...كان ينطق ذلك بسره كي لايغضب القوم وتغضب مناة ..
لكن جندب في تاملاته للصحراء كان يشدو ماسمعه عن "قس بن ساعدة " وفلسفته الدهريه في وجود سرمدي ..يقلق الانسان ..وهو يعلم ان مناة واصنام العرب الحجريه ماهي الا تعويذات واساطير جبل عليها سلوك القبائل المتصارعة ..
كانت مناة لاتعدو الا طوطما اتخذه القوم اما بالنسبة له فالامر اوسع ...الامر لديه هي ان قيمة اباذر تفوق قيمة مناة او غيرها ..
اذا ...لابد من اله اوسع من تلك الحجارة ...كان قد سمع من الحنيفين ومن بعض مبشري اليهود والنصارى ..ان نبيا سيظهر ..
وكانت القبائل لايهمها ان يظهر نبي ام لا ..فمكة درة في الصحراء والنساء والخمور والعبيد والعقائد المختلفة امور اعتاد عليها اجلاف الصحراء ..
تذكر جندب ..دن اللبن الذي نذره لمناة ..لكن ثعلبا شربه ثم بال بالقرب منها ..نكاية بايمان الانسان بوهم ..
ضحك جندب وكما ادرك الثعلب الوهم ادرك هو ذلك ...
سمع كما سمع القوم ان نبيا من قريش قد جهر بدعوته ...تذكر جندب مناة والطفل الباكي ...وكلمات قس بن ساعدة ..
وبما ان الافكار تتلاقى ...قادته افكاره قبل قدميه الى فيلسوف دهري اخر ...لم يكن جندب يعلم ان هذا القصير هو بن عم النبي الذي سيلقاه ....انها الصدفة للقاء فلاسفة دهريين من رحم البداوة ..وقسوة الانسان على اخيه الانسان ..
كانت دار بن الارقم ..نقطة فارقة في تاريخ العقائد ...
كان بن جنادة جنديا مطيعا كرفيقه تحت كساء نبي جديد ..ولكن مابداخل نفسيهما من تاملات قس بن ساعدة لم تفارقهما ..
الحلم والتامل بالمدينة الفاضله حيث لاعبيد ..والكل احرار ..كانت تراود الرفيقين
كانت وقفات التامل كثيرة سيما بالنسبة لجندب ...ربما حدث جعل جندب الغفاري يعيد ذاكرته الى مناة ..وهو حديث للنبي محمد :
" أن أبا ذر حدثه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم عليه ثوب أبيض ثم أتيته فإذا هو نائم ثم أتيته وقد استيقظ فجلست إليه فقال ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق ثلاثا ثم قال في الرابعة على رغم أنف أبي ذر قال فخرج أبو ذر وهو يقول وإن رغم أنف أبي ذر ....
تساؤلات ابو ذر هذه ...ايقظت في ذاكرته ...صورة مناة ...ربما لم يفصح عن احتجاجاته لصدمته القاسيه ...في الفضيله ..وان ماكان يبغيه في فلسفة بن ساعدة الايادي ...قد تبخرت ...لكنه لابد ان يتجرع الحقيقة المرة ...وهي ان من يصنع الاقدار هو من يتحرك مع الاشياء وهو بلاشك سيكون الانسان مصدر الانتاج الفكري والوعي ..
على كل حال لابد للفلاسفة من جض النواجد على حقائق لاتكن غالبا في الحسبان ...مضى الرجل حاملا فلسفة الفقر وان المال هو سبب الرذيله ..وان الاكتناز داء يحطم اقتصاديات الامم ...وان الكهانه هي نفسها مرور بمناة وانتهاءا بتطويع النصوص وان القرآ حمال اوجه ..
لم لا وقد بهت كما بهت غيره من ايات الغرانيق ...وان عزازيل قد دس بانفه في القرآن بحيث اتى سهوا على لسان محمد ..
"وتلك الغرانيق العلى ...وان شفاعتهن لترتجى "...والادهى ان مناة كانت من بين تلك الغرانيق ..
ويحك ياعزازيل ...القيت بآدم في الارض وها انت اليوم تتلصص خلسة بين كلام الله وعلى لسان من هو " الا وحي يوحى لاينطق عن الهوى "
في الثالثة ...نفد صبر ابي ذر ..
فذو النورين ...الغى قوانين الاشتراكيه التي بموجبها جعل الاسلام عبيد مكة احرار ...لكن الكهنه جعلو للاسياد العبيد عبيدا وجوار ونخاسه ...وتعالت بورصات رجال الاسلام ...لتبلغ ارقاما فلكية ..هنا برز من رداء الجوع ..فيلسوف دهري ..فكما كره مناة واخفى احتجاجاته في قصة الحديث " رغم انف ابا ذر " وقصة الشيطان وهو يلقي ايات ...
فكانت عذابات الربذة ...لان صوت الجياع همد تحت وطاة رؤوس الاموال والزيف الفقهي ..وعودة المنافقين بعد خروجهم من الباب وعودتهم من الشباك ...صدح الشيوعي الاول ..جندب بنظرية الفقراء ..وان الفقر لايحتاج الى اله متعال وكهنة جدد ..
يا لهول الصرخة ...لم يكن بوداعه سوى رفيقه الاول وعقيل الذي غاب بصره وولدي رفيقبه ..انها نهاية فلسفة الجوع وثورة صعاليك من نوع اخر ...وعودة الرق والعبودية ولكن تحت راية الاسلام ...
تمنى لو عاد الى مناة ليحاكيها ويتذكر فلسفة الثعلب ودن اللبن ..والبول على اعتاب طوطم غالبا مايقدسه البلهاء املا بكسرة خبز ..
الربذة هي مقام اله لايفهمه البشر ...اله ورد في كلام قس بن ساعدة ..وتردد صداه في بكاء الطفل المفجوع بقتل ابيه وسبي امه ..
لم يكن عزازيل مخطئا حينما لم يسجد لكائن مغلول لغرائزه ...عندما يلتقي الفلاسفة الدهريون عند الربذة ...يستذكرون حكمة عزازيل ...والاله الذي اختزل كل الالهة ..بصفاته ..وانويته..ليتحول الى انسان كحال البشر تطوقه غرائز الانا ..
لاضير ان يصرخ الحلاج بان الله هو الانسان وان الانسان هو الله ...



#ماجد_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلاسفة دهريون ......في الاسلام . ج/1....-علي بن ابي طالب - ...
- الاديان حاجة القطيع ....واغلال في عقول التصوف


المزيد.....




- -لا مؤشرات على وجود حياة-.. مشاهد صادمة تلاحق الفلسطينيين مع ...
- كيف تضغط العقوبات النفطية الأمريكية على أساطيل الظل لروسيا و ...
- رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين ...
- السودان.. حميدتي يقر بخسائر قواته ويتعهد بطرد الجيش من الخرط ...
- الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي تم رصده م ...
- برلماني مصري من أمام معبر رفح: الجمعة القادمة سنصلي في تل أب ...
- السودان.. قوات الدعم السريع تتوعد بـ-طرد- الجيش من الخرطوم
- السلطات النرويجية تبلغ السفارة الروسية بعدم احتجاز طاقم السف ...
- الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تعتبر قناة بنما أصولا استرات ...
- قوات كييف تهاجم مدينة إنيرغودار مجددا حيث تقع محطة زابوروجيه ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد امين - فلاسفة دهريون ......في الاسلام ... ج/2...ابوذر الغفاري ...فيلسوف دهري من تحت كساء الجوع ...