مهزلة الانتخابات الايرانيه -15-

صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مهزلة الانتخابات الايرانيه 15
التزوير بارقام خياليه
صافي الياسري
مهزلة الانتخابات الايرانيه مسرحية هزلية اخرجها حرس خميني وتفرج العالم عليها ساخرا ،بينما وقف الشعب الايراني مكبل اليدين تترقرق في عيونه الدموع حزنا على الملهاة التي نمثلها عليه سلطات اصحاب العمائم الجائرة ، وهي الملهاة معروفة النهاية – الملالي يفوزون على الملالي – وما محاولات اخراج هذه الملهاة على انها تنافس بين اجنحة متعددة الا اكذوبة مكشوفة فالملا رفسنجاني والملا روحاني والملا خامنئي هم بيادق ولاية الفقيه وليس على الرقعة غيرهم ،ومع ذلك لم يكتف هؤلاء البيادق باخراج هذه الملهاة بل اضافوا لها المزيد من الفلفل والبهارات والملح عبر التزوير وتفويز المطلوب تفويزهم وتنقل المعارضة الايرانية في بياناتها بهذا الخصوص حيث بدأت منذ أيام أخذت اليوم أبعاد أكبر. ان وزير الداخلية وغيره من قادة نظام الملالي أعلنوا مسبقا قبل أيام من اجراء الانتخابات أن نسبة تتراوح بين 65 و 75 بالمائة من الناس سيشاركون في الانتخابات. وانهم رتبوا جدول أعمال للتزوير واختلاق الأرقام حيث يسمونها بهندسة الانتخابات للاعلان عن هذه الأرقام. وهو اسلوب مكشوف لنظام الملالي حيث تضاعف اعداد المشاركين اضعافا مضاعفة.
وترد هنا الفتوى المثيرة للسخرية التي أصدرها خامنئي بوجوب المشاركة في الانتخابات ووصفه لها بفرض عين وحرمة القاء الصوت الأبيض قبل كل شيء ينم عن مخاوف النظام عن المقاطعة الواسعة لهذه الانتخابات.
وحسب التقارير الواردة من طهران والمحافظات كما اوردت بيانات المعارضة الايرانيه
:
• في كثير من المراكز العسكرية تم تهديد منتسبيها بأنه سيترتب على عدم المشاركة في الانتخابات عواقب خطيرة لهم.
• وفي عسلوية هددوا العمال في مرحلتي 17 و 18 بالفصل عن العمل في حال عدم الادلاء بالتصويت. في هذه المنطقة عناصر النظام يملون التصويت على العمال ويحددون خياراتهم .
• في كثير من المدن ومنها مدينة مشهد تقدم قوات الحرس قائمة من المرشحين للمشاركين لكتابة الأسماء في أوراق التصويت .
• هناك تقارير عديدة تؤكد شراء عدد كبير من بطاقات الهوية والبطاقة الوطنية من قبل عناصر النظام خاصة قوات الحرس وكمثال على ذلك في محافظة اصفهان يتم شراء كل بطاقة هوية بمبلغ 80 ألف تومان.
• في العديد من المراكز كانوا يحثون الناس الفقراء من خلال توزيع غداء مجاني أو منح مبالغ من المال على المشاركة في الانتخابات.
كما وفي الوقت نفسه يرسل نظام الملالي أعداد كبيرة الى بعض مراكز الاقتراع في مركز طهران والمدن الكبرى لغرض التصوير والتقاط الصور للادعاء أن هناك اقبالا واسعا من قبل الناس على الانتخابات خاصة أمام المراسلين الأجانب. في الشوارع والمحلات المركزية في طهران قللوا من مراكز الاقتراع لكي يكون التركيز في بقية المراكز أكثر. لكن التقارير الواردة من طهران تفيد أن كثيرا من مراكز الاقتراع كانت خالية وعدد أفراد الحرس وقوى الأمن أكثر من الناخبين.).

لقد بدأت التهيئة للتزوير واضحة بمجرد الاعلان المسبق عن اعداد المشاركين في الانتخابات وكان وزير داخلية ألنظام قال قبل يوم الإنتخابات(يوم الخميس 25شباط/فبراير) لتلفزيون النظام أن « نتائج مختلف استطلاعات الرأي تظهر مشاركة 65-70% من المواطنين في الإنتخابات غدا ونحن أيضا نتوقع مشاركة 70% من الناس».
و رغم هذه التبجحات تبين تقارير راصدي المقاومة الايرانيه من مراكز الإقتراع والتقارير الواردة من داخل نظام الملالي وكذلك تقارير المراسلين الذين تمكنوا من مراجعة بعض مراكز الإقتراع خارج سيطرة ماموري المخابرات لامبالاة كاملة من قبل المواطنين لهذه المسرحية:
-1 كان نظام الملالي بصدد اختلاق اجواء كاذبة من الزحام في مراكزالإقتراع عن طريق التصويت المتزامن لانتخابات البرلمان ومجلس الخبراء. وبناء على تقارير المقاومة من مراكز الإقتراع وكذلك بحسب تقارير المراسلين فأن عملية التصويت لكل فرد لكلي مجلسي الملالي تستغرق بين نصف الساعة الى ثلاثة أرباع الساعة. اذا عند مشاركة عدة مئات طول اليوم في مركز اقتراع باسرع ما نتوقع ينشأ طابور مزدحم ولمدة اطول وهو ما يريده مهندسو مخابرات النظام للانتخابات لتصويره وبثه على انه الاقبال الشعبي الواسع. فيما تفيد التقارير الواردة ان أغلبية المراكز في طهران ومختلف مناطق البلاد كانت خالية جدا من الناخبين ولم يتشكل فيها اي طابور.
2 - عدد مراكز الاقتراع في الانتخابات السابقة لبرلمان الملالي في عام 2012 وحيث لم يكن متزامنا مع انتخابات مجلس الخبراء كان تقريبا يساوي مراكز الاقتراع للانتخابات من هذا العام. بينما تقول الاحصائية الحكومية أن أربعة ملايين ناخب اضيفوا طيلة هذه السنوات الأربع الى عدد من تتوفر لديهم شروط المشاركة في الانتخابات. مع ذلك لم يفلح النظام في ترتيب المشهد كما كان يرغب.
- 3حاول نظام الملالي وبتقليله عدد مراكز الاقتراع في النقاط المركزية في طهران وبعض المدن الكبرى وارسال مأموريه الى مراكز الاقتراع في هذه المناطق أن يستخدم هذه المراكز لاظهارها أمام المراسلين الأجانب والتصوير في وسائل الاعلام المحلية. مراكز من أمثال حسينية ارشاد ومسجد امام حسين ومسجد النبي في طهران.
-4 الأفلام المكررة عن جمهور الناخبين الذين تم تنظيمهم في عدة مراكز محددة من أمثال حسينية ارشاد حيث بث تلفزيون النظام اليوم صباحا ( 26 – 2-2016) ، تبين بوضوح كساد هذه المسرحية.
5 - تفيد تقارير راصدي المقاومة الايرانيه من آلاف المراكز وبشهادة الأفلام التي يبثها تلفزيون النظام والمراسلون الأجانب من هذه المراكز المنتقاة أن هذه المسرحية لاقت مقاطعة من قبل الشباب بشكل غير مسبوق وفي مراكز الاقتراع قلما يلاحظ أفراد تقل أعمارهم عن 30 عاما فيما حاول النظام وبدعايات واسعة أن يجر اولئك الذين توفرت لديهم لأول مرة شروط المشاركة في الانتخابات الى صناديق الاقتراع.
6 - وفي كثير من مناطق طهران من أمثال الأحياء الجنوبية والغربية والشرقية في حيث تحتضن معظم سكان المدينة كان حجم المشاركة قليلا جدا بحيث كان حجم المشاركين في كثير من هذه المراكز طيلة اليوم لا يتجاوز عدة عشرات الأشخاص.
7 -أفاد مراسل نيويورك تايمز أن كثيرا من الناس الفقراء في طهران أبدوا احتجاجهم بالبقاء في منازلهم. وفي مدرسة بالقرب من ساحة شوش «أملى عدد قليل من الناخبين أوراق التصويت لانتخاب المجلسين». وأكد نقلا عن بائع ملابس اطفال «الناس لا يدلون بأصواتهم هنا لأنهم يشعرون أنه تم تهميشهم».
8 - أعلنت وكالة أنباء فارس التابعة لقوات الحرس أنه حتى الساعة الرابعة عصرا بتوقيت طهران أي بعد 8 ساعات من التصويت شارك مليون ونصف المليون ناخب أي حوالي 17 بالمئه ممن يحق لهم الانتخاب . ومع أن هذا الرقم تم تضخيمه عدة أضعاف الا انه يبين مدى كساد مهزلة النظام. وكان وزير الداخلية للنظام قد أعلن قبل أيام أنه في طهران فقط سيشارك 62 الى 70 بالمائة من الناخبين.
هذه هي حقيقة الانتخابات في ظل نظام ثيوقراطي لا يؤمن اساسا بالديمقراطية وثقافة صندوق الاقتراع .

#صافي_الياسري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات