بهجت العبيدي البيبة
الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 12:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استطاعت روسيا بعد ضربات جوية قوية في سوريا، أن تعيد صياغة المشهد السوري، بعدما عرت الأدوار الداعمة للإرهاب في سوريا التي تلعبها عدة قوى إقليمية ودولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تجد بدا من الموافقة على وقف إطلاق النار في سوريا ذلك الذي بدأ سريانه منذ ساعات، بعد موافقة كاملة لأعضاء مجلس الأمن الدولي للاتفاق الأمريكي الروسي على وقف إطلاق النار في سوريا باستثناء الضربات الموجهة للإرهاب المتمثل في داعش وجبهة النصرة.
المتابع للموقف يدرك أن هناك ضغطا من كل من روسيا والولايات على أطراف الصراع في سوريا والذي يكنى له بالنظام والمعارضة، وأية معارضة تلك التي تحمل سلاحا، بذريعة الدفاع عن الشعب، ذلك الذي تم قتله كما تشريده على وقع طلقات الرصاص الحي التي تم تزويد المعارضة بها من أطراف خارجية، وإلا فليخبرونا من أين يأتون بالأموال لشراء السلاح.
ذلك الضغط لكل من روسيا وأمريكا أشك أنه على نفس القوة من الجانبين، كما أرتاب في أن هناك مخططا لعدم سريان تلك الخطة الهادفة لوقف إطلاق النار في سوريا، ذلك الارتياب الذي يؤكده ظهور مبكر لبعض رموز المعارضة !! السورية المسلحة لتعلن أنه خلال الثمان ساعات الأولى من سريان وقف إطلاق النار قد قامت قوات النظام السوري بقصف عدة مواقع منها المدنية!! حيث قصف حسب زعم تلك المعارضة مستشفى شمال سوريا، في محاولة استباقية لتحميل النظام السوري مسؤولية انتهاك وقف إطلاق النار في إطار تلك المحاولات المستميتة لإبقاء الوضع في سوريا على ما هو عليه من قتل وتقتيل ودمار وخراب وتشريد لأبناء شعبنا العربي السوري.
إن المؤكد لدينا أنه لو حسنت النوايا لدى تلك الأطراف المتنازعة والمتصارعة والتي يلجأ كل طرف فيها إلى الاستقواء بقوة إقليمية أو دولية، لو خلصت نوايا هؤلاء، ووضعت نصب أعينها الشعب السوري ومصلحته ولا شيء سواه، لعملوا جميعا على الحفاظ على هذه الهدنة وهذه الفرصة بكل ما يملكون من قوة، واستثمارها للوصول إلى تسوية سلمية بات العالم جميعه الآن مهيئا لها، بعدما دفع الشعب السوري من دماء أبنائه الزكي، تلك الدماء التي تصرخ محملة العالم كله وعلى وجه الخصوص هؤلاء الذين يسكبون الزيت على النار مسؤولية ما يحدث على أرض سوريا الحبيبة.
ومن هنا فإننا نأمل أن تكون المعارضة السورية على قدر المسؤولية، وأن تختفي من الإعلام تلك الوجوه التي تسعى إلى إعادة عجلة القتل والدمار، والتي لم ير الشعب السوري خيرا منذ أن فتحت لهم وسائل الإعلام شاشاتها وصفحاتها، في محاولة لصنع بدائل ما نجحت في احتواء الأزمة بقدر ما زادتها تعقيدا.
#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟