أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - مدينة الديوانية وعلاقتها الإدارية والاقتصادية بمدينة الحلة















المزيد.....


مدينة الديوانية وعلاقتها الإدارية والاقتصادية بمدينة الحلة


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 10:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مدينة الديوانية وعلاقتها الإدارية والاقتصادية بمدينة الحلة
نبيل عبد الأمير الربيعي
ضمن برنامج جمعية الرواد الثقافية المستقلة في بابل, كانت محاضرتي (مدينة الديوانية وعلاقتها الإدارية والاقتصادية بمدينة الحلة يوم الجمعة المصادف 26/2/2016, أدار الندوة الدكتور عبد الرضا عوض ...وكان المكان على قاعة البيت الثقافي الجديد في فندق بابل.
تميزت الديوانية بعطائها الثّرّ للحضارة العراقية والعربية والإسلامية لما لها من تاريخ عريق , فما زالت أطلال (نفر) وتلول(إيسن وبسمايا في قضاء آل بدير ) وآثار (ونة وسادوم في ناحية السنية) و (إيشان في غماس) و(أبو الصلابيخ في ناحية سومر) و(الزبلية) والدهيمية) شواهد شاخصة ومعالم واضحة لحضارة أصيلة, وعلى أرضها وقعت معركة القادسية عام 636م في صحراء الشنافية بمحاذاة نهر الفرات إلى الجنوب الغربي من الحيرة, وخلال السيطرة العثمانية كانت تسمى بـ(الرماحية), وهي اليوم من المدن المندرسة(1).
وتاريخ تمصير مدينة الديوانية غير مؤكد بسبب عدم توافر الوثائق لتأريخ المدينة, إلا إنها قديماً كانت أحد سناجق (الألوية) الدولة العثمانية الثمانية عشر (سنجق الرماحية), واستمرت المدينة على هذا الحال إلى سنة 1701م-1113هـ عندما فاض الفرات فيضاناً غير مألوف وقبل ذلك فُتح نهر ذياب (نهر الديوانية حالياً) سنة 1688م-1100هـ مما أثر على سنجق الرماحية والتي ظلت تصارع الدهر قرناً كاملاً قبل أن تندرس بشكل نهائي وينتقل عنها سكنتها, ونتيجة لتغيير مجرى نهر ذياب عام 1688م قلَّت أهمية الرماحية (2) بسبب موت الأراضي الزراعية فيها وهجرة سكانها إلى منطقتي الحَسَكة ولملوم(3) الواقعتين في سقي المجرى الجديد لنهر الفرات, ولملوم يرجع تأريخها إلى أنها من البلدان التي تأسست بعد خراب الكوفة وأصبح فيها العمران وأتخذها أمراء الخزاعل قاعدة لأمارتهم(4), ولهذا نقل والي بغداد مصطفى باشا (1699-1702م) مركز اللواء من الرماحية إلى الحَسَكة عام 1701م(5), وأحسن الأدوار التي مرت بها المدينة هي سنة 1100 هـ - 1135 هـ أي من 1688م – 1722م وذلك لما كانت مياه الفرات تتدفق على أراضيها عند فتح نهر ذياب, فتزرع أنواع الحبوب, وخاصة الشلب (الرز) بأنواعه, و يذكر صاحب (حديقة الزوراء في سيرة الوزراء للسويدي) إذ يقول :(وجاء إلى الحَسَكة , وهي أحسن ضياع العراق, وأنفع القرى على الاتفاق وذلك سنة 1117هـ -1670م), وبعد هذا التاريخ أخذ نهر الفرات (نهر ذياب) يتقدم إلى الجنوب كثيراً حتى سنة 1135هـ -1688م, شرع يدخل أهوار لملوم المنخفضة كثيراً, ثم أنساب إليها متدفقاً, وبذلك نزلت المياه وانخفضت عن مستوى الأراضي التي تحيط بالحَسَكة فغادر الكثير منها بذلك التاريخ (1135هـ -1688م) فدبَّ الخراب بالحَسَكة لانتقال الكثير من أهاليها إلى لملوم واستولى عليها الخراب سنة 1139هـ -1692م, ويدلّك على ذلك ما قاله الرحالة (مصطفى الصديقي الدمشقي) في رحلته(6), كان السبب في نزوحهم إلى لملوم هو ثروتها الزراعية وكثرة خيراتها في ذلك العصر, حتى صار الجانب الأيسر الشرقي من الحَسَكة مهجوراً, أو شبيهاً بالمهجور, وذلك حوالي سنة 1160 هـ -1713م وتغلب الجانب الغربي , وهو موقع ديوان خزاعة, فغناه اتسع كثيراً بسبب ما يغدقه زعماء خزاعة على إتباعهم من كرم حاتمي, لإظهار عزهم وقوة شوكتهم في أعين الحكومة من جهة, وأعين أعدائهم من القبائل المناوئة لهم من جهة أخرى(7).
ذكر بعض مؤرخي الدولة الإيلخانية في العراق ورواه التستري صاحب (مجالس المؤمنين) , أن بعض العشارين كان يقيم في الرماحية على عهد السيد عبد الكريم بن طاووس المتوفى (693هـ-1294م) , أي أن الوفاة حصلت بعد 36 سنة من سقوط بغداد على يد المغول , وبمعنى فأن الرماحية كانت موجودة أثناء العصر العباسي الأخير , أي أن إنشاءها تم خلال النصف الأول من القرن السابع الهجري واستمرت خلال سنوات الاحتلال المغولي والإيلخاني ودولتي الخروف الأبيض والخروف الأسود ثم الدولة الصفوية , حيث كانت بدرجة لواء , وقام طهماسب الشاه (طهماسب الأول) الصفوي بمنح هذا اللواء إلى أحد ضباطه المخلصين المسمى (صالح سلطان), واستمرت المدينة على هذا الحال إلى سنة 1113هـ - 1701م عندما فاض الفرات فيضاناً غير مألوف وقبل ذلك تَمّ فتح نهر ذياب سنة1100هـ - 1688م من فم نهر فرات الرماحية , مما أثر تأثيراً مباشراً على نهر المدينة وانقطاع الماء عنها والتي ظلت تصارع الدهر قرناً كاملاً قبل أن تندرس بشكل نهائي سنة1800م(8) .
وتدلنا الأخبار التاريخية أنها ظلت مدة تربو على خمسة قرون مدينة معروفة مرموقة ذات مركز إداري وتجاري واضح , وهناك أشارة تدل على أن تاريخ أنشأها يرتقي إلى القرن الرابع عشر الميلادي .
وذكر لونكريك في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق) أن حاكم بغداد سار في سنة 962هـ -1554م إلى شهر زور , ترك وراءه (سهيل بك) حاكم سنجق الرماحية قائممقاماً في بغداد(8). مما يشير إلى أهمية المدينة , وعلوّ منزلة حاكمها فهو ينوب عن حاكم بغداد في غيابه . وهناك أكثر من واحد من مشايخ الخزاعل حكموا هذا اللواء في أزمنة متفرقة(9).
وقد زار الرماحية الرحالة (نيپور) بعد تحول مجرى الفرات عنها بما يزيد عن نصف قرن , وذكر أنها قبل أن يتحول عنها من أمهات المدن الفراتية وقال :" والرماحية مدينة مشيدة على نطاق واسع , وهي مؤلفة من حوالي أربعمائة بيت , ومحاطة بسور عالٍ إلاّ أنه كسوّر البصرة والقرنة ؟ يتألف فقط من طابوق غير مفخور , وهو بالإضافة إلى ذلك ضعيف والعناية به مهملة , بحيث يستطيع المرء أن ينفذ من خلاله , وهناك جامع مهم , وحمام, وأغلب الدور مشيدة بالطابوق ويعتمد السكان على الزراعة "(10) .
أما بلدة لملوم فقد تم تمصير هذه المدينة خلال الفترة 1500م حيث بناها السيد موسى بن إبراهيم الحسكي بن علي خان الجد الحادي عشر لأسرة السادة آل مگوطر الرضوية , والذي هاجر من الحجاز إلى العراق , وقد برزت المدينة في القرن الثامن عشر الميلادي , وامتدت إليها يد العمران بعد أن غير نهر الفرات مجراه القديم عام 1688م , الذي كان يمر بالرماحية إلى مجرى نهر ذياب (نهر الديوانية الحالي) الذي تقع عليه بلدة لملوم نفسها , حين ذاك نزحت إليها أعداد من مدينتي الرماحية والحسكة للإفادة من ثرواتها الزراعية وكثرة خيراتها , فضلاً عن أنها أصبحت فيما بعد مقراً للخزاعل في عهد الشيخ حمود بن حمد بن عباس (1160هـ-1192هـ/ 1747م– 1778م) وولده حمد أل حمود من سنة 1778م-1799م , فازدهرت في عهدهما وارتادها مجموعة من رجال العلم والأدب أمثال حميد نصار الشيباني اللملومي 1225هـ-1810م والشيخ مهدي الفتوني المتوفي 1217هـ-1802م والشيخ حسن الملك وقبلهم الشيخ أحمد نصار الشيباني اللملومي والشيخ عبد الرسول العبساوي طبيب المدينة , ونتيجة لذلك توسعت رقعتها الإدارية وشملت عدداً من المدن في بعض الأحيان بينهما السماوة و الديوانية و الحسكة وبلدة مصاعة ناحية بني مالك , الرماحية, الشواك, ناحية الفوار .. كما ساهمت لملوم في التصدي للغارات الوهابية على العراق في معركة الأبيض (الرميثة حالياً).. وأخيراً هجرها زعماء الخزاعل سنة 1827م(11) .
أما مدينة الحسكة فقد كانت قائمة سنة 1500م ,يؤكد الباحث فيصل غازي الميالي إذ قال: "مما يعني إنها موجودة قبل هذا التاريخ بمدة لا نستطيع تحديدها , وإن تمصيرها غير مؤكد وليس هناك من المصادر أو الوثائق ما يؤكد ذلك "(12), إذ سكتت أغلب المصادر عن ذكر هذه الناحية عدا ما جاء بكتاب لونكريك (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث) إذ قال : " أن الفرات يمر من العرجة والسماوة ولملوم والحسكة", والظاهر أنها كانت قرية خاملة الذكر ويعزى ذلك إلى أن هذه القرية لم يكن يمر بها مجرى نهر عام إلا أن فتح نهر ذياب عام1100هـ-1688م , قد ساعد على نموها فضلاً عن ذكرها في رحلات وسياحات الأجانب لمنطقة الحسكة والديوانية بعد سنة 1600م . ورد اسم الحسكة في النصوص العثمانية مستقلاً تارةً ومرتبطاً بواقع ومراكز إدارية تارة أخرى(13) .
أن اقدم اشادة إلى الحَسَكَة (وردت من السالنامة العثمانية في احداث عام 1112هـ/1700م , وعنها نُقلت مجلة (لغة العرب) للأب انستاس ماري الكرملي ذلك دون الاشارة إلى المصدر , كان بصدد احداث هذا العام وطغيان نهر الفرات (السيل) الذي تستقي الحَسَكَة من نهرين متفرعين منه هما نهرا (ابو صايف) في الشمال ونهر (اليوسفية) في الجنوب(14).فقد سيطر زعيم الخزاعل الشيخ سلمان بن عباس على مقاطعات الرماحية وخالد كبشة والحَسَكَة وبني مالك , كما غمرت الفيضانات منطقة الفرات الجنوبي وعزلتها عن المناطق الأخرى , غير نهر الفرات مجراه القديم عام 1113هـ-1701م الذي كان يمر بالرماحية والذي تقع عليه بلدة الحسكة نفسها , وأصبحت موقعاً إدارياً وعشائرياً كبيراً(15).
أن أحسن الأدوار التي مرت بها الحسكة هي المدة من1100هـ-1688م إلى سنة 1135هـ-1722م وذلك لما كانت مياه الفرات تتدفق على أراضيها فتزرع أنواع الحبوب والشلب بأنواعه, وبعد أن خضعت الحسكة للحكم العثماني المباشر , نقل والي بغداد مصطفى باشا (دلتبان) سنة 1111هـ-1114هـ /1699م-1702م مركز اللواء (السنجق) من الرماحية إلى الحسكة أوائل ذي القعدة 1113هـ-1701م التي كانت ناحية تابعة لها(16) .
أما مكانة الحَسَكَة العلمية , فقد بلغت شأناً كبيراً في العلم والأدب وارتادها جماعة من العلماء والأدباء منهم : الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن نهاد بن نصار الشيباني اللملومي وهو من اعلام القرن الثامن عشر في منطقة الفرات الأوسط والأديب الفاضل الشيخ حمود بن إسماعيل السلامي وولده الشيخ راضي السلامي أحد شعراء الحسكة والشيخ محمد مهدي بن بهاء الدين النباطي العاملي الفتوني الملقب (الصالح الغروي) , والشيخ محمد يونس ابن الحاج راضي الشويهي الظويهري الحميد الربيعي النسب والأصل والنجفي والحسكي المولد والانتساب, كان عالماً جمع بين الأدب والشعر, وفقيهاً اصولياً وصابراً محتسباً, يكتب ويؤلف في شتى العلوم والمنطق والرياضيات وغيرها من العلوم التي لا يحسنها فقهاء عصره , وبلغت تأليف هذا العالم (الحسكي النجفي) 24 كتاباً في الفقه والمنطق والأصول وعلم الرجال واللغة وغيرها(17).
أما اسم مدينة الديوانية فقد ظهر منذ نهاية النصف الأول من القرن الثامن عشر للميلاد(18), ذكر المحامي حسين علي الحاج حسن :" أن اسم الديوانية ظل لصيقاً باسم الحَسَكَة من كل العهود , فمن الباحثين من يرى أن الديوانية هي ابنة الحَسَكَة الشرعية التي نمت في رحمها وقامت على انقاضها , وانها اسمان لموضع واحد تداولتها الألسن للدلالة على هذه البقعة الشريفة التي نسكنها اليوم , ويبدو المؤرخ الحاج وداي العطية الحميداوي اول المنادين بهذا الرأي في كتابه ذي الاهمية عن تاريخ الديوانية, غير أن هذا الرأي يعارضه أن الأشارة التاريخية الأولى إلى الحَسَكَة قد وردت مجردة من ذكر الديوانية , وانها سابقة على الأشارات التي جاء فيها ذكر الديوانية بحوالي نصف قرن ,فأقدم اشارة إلى الحَسَكَة في المصادر التاريخية التي وصلتنا تعود إلى عام 1117هـ-1705م, وهي ما أورده السويدي في كتابه (حديقة الزوراء في تاريخ الوزراء) , ثم تلاحقت بعد ذلك الاشارات اليها , أمّا أقدم اشارة إلى الديوانية فقد كانت تلك التي اوردها الرحالة ادوارد آيفز في رحلته إلى هذه الربوع التي نمت في عام 1754م, حين وصف المدن والبلدات الواقعة على طريقه من البصرة إلى بغداد وكان من بينها السماوة والملوم والديوانية"(19).
الديوانية هو المضيف أو القلعة التي أمر ببنائها على فرع نهر الحلة الشيخ (حمود آل حمد آل عباس) رئيس عشيرة الخزاعل عام1160هـ - 1747م, كان ذلك بسبب الصراع القائم بين قبيلتي الخزاعل بزعامة حمد أل حمود آل عباس والأ گرع بزعامة محمد آل حمد آل كروش وابنه شبيب(20), إذ كانت الأگرع تقيم على الجانب الأيمن لنهر الفرات, وقد اضطرت إلى بناء قلعة لها في الشمال الغربي من المدينة(21),تمَّ بناء المضيف من مادة الطين في الجانب الغربي من المدينة بواسطة الفلاحين لاستقبال الضيوف, وبالعُرّف العشائري يطلق على هذا المكان الديوانية, لأن المضيف آنذاك لا يبنى من الآجر وإنما من القصب فقط , وقد سميت تلك الدار بديوانية الخزاعل وبمرور الزمن غلبت عليها تسمية الديوانية(22).
وفي عام 1274هـ / 1857م عدَّت البلدة مركزاً لقضاء تابع للواء (سنجق)(23) الحلة , وأخذ القائمقاميون يتوالون على إدارتها , حتى سنة 1300هـ , إذ تحول مركز اللواء إليها , وصارت الحلة قضاء تابعاً لها , واستمر الوضع على هذا النحو حتى نهاية العصر العثماني , وكان يتبع قضاء الديوانية نواحي عدة منها : الدغارة, عفك, آل بدير, الفوار, الشافعية , شوفة المليحة(24) أي (السنية) .
لكن عهد اندحار وانحطاط عشيرة خزاعة وعظمتها كان ذلك بعد القرن الثاني عشر الهجري كما ذكرها السيد الحسني, أي في عهد (كريدي آل ذرب) أحد زعماء خزاعة المتأخرين الذي دامت زعامته بعد وفاة أبيه في محرم عام 1267 هـ لعدة سنوات ثم مات في محرم سنة 1277هـ, كان أكثر خزاعة تسير تحت ركاب (وادي الشفلح) رئيس زبيدة كشبانة, تدفع لهم رواتب شهرية ما عدا (كريدي آل ذرب) وذويه في الشامية , فإنهم كانوا في نزاع دائم مستمر مع وادي الشفلح في الشامية والأنحاء الأخرى, إلا في فترة قصيرة من أيام (مطلق آل كريدي)(25).
وقد اشتهرت مدينة الديوانية في العهود السابقة بمصطلح الحَسَكَه (الحسچـة) أي بمعنى (كلام عراقى يعتمد التلميح دون التصريح), وهذا الذي نراه مستنداً إلى أقوال المؤلفين من عرب ومستشرقين(26).
أول من ذكر مدينة الديوانية الشيخ رسول الكركوكلي من مؤرخي عهد المماليك في العراق (1749-1831م), فقد أشار في حوادث عام 1781م حينما جهز والي بغداد المملوكي سليمان باشا الكبير (1780-1803م) حملَّة عسكرية ضد قبيلة الخزاعل, وعندما وصلت قواته العسكرية إلى المدينة عسكر فيها لأراحة جنوده(27), وقد ذكر الرحالة البريطاني ايفز : الديوانية, كانت في عام 1758م عاصمة لحكومة الحَسَكة , إذ يقيم فيها نائب للوالي مهمته الإشراف على جمع الضرائب في المنطقة الممتدة من الحلة حتى البصرة, فضلاً عن مراقبته المشددة لمشيخة الخزاعل هناك(28).
عام 1274هـ -1857م تنفس أبناء الديوانية الصعداء بعد أن دبَّ الأمن في جانبي نهر الفرات, بعد التشكيلات الحكومية الجديدة واصبح في المدينة شبه استقرار أمني, عند تعيين شبلي باشا قائممقاماً للديوانية سنة 1275 هـ -1858م, فانتعشت النفوس للأمن السائد في ربوعها , ثم انتعشت الحياة بأكثر من قبل عندما نقل مركز اللواء من الحلة إلى الديوانية سنة 1310هـ (1893م)(29), وأعيد بناء القلاع والمنشآت الحكومية على الجانب الغربي من المدينة, حتى احتلال بغداد من قبل القوات البريطانية في 11 آذار 1917, حيث عين الحاكم السياسي البريطاني في الديوانية في أيار 1917م (30).
مدن المحافظة
جاء في دليل الجمهورية العراقية الصادر عام1960م للدكتور محمد فهمي وأحمد سوسة, الديوانية كانت تضم وحتى سبعينات القرن الماضي(6) أقضية و(17) ناحية, وهي كالآتي: مركز الديوانية يتبعها النواحي(الشافعية, الحمزة,المليحة - السنية-),قضاء عفك (الدغارة,آل بدير), وقضاء السماوة (الرميثة ,الخضر), قضاء الشامية (الصلاحية, غماس, الشنافية, العباسية), قضاء أبو صخير (الحيرة, القادسية, الفيصلية- المشخاب حالياً -), وقضاء السلمان (البصية,الشبكة). أما الآن بعد أن أصبحت المدينة محافظة فتتألف من الوحدات الإدارية التالية :
قضاء الشامية وتتبع له نواحي الصلاحية والمهناوية وغماس.
قضاء الديوانية وتتبع له نواحي الشافعية والدغارة وسومر والسنية (الجدول).
قضاء عفك و تتبع له نواحي نفّر وآلبدير.
قضاء الحمزة وتتبع له نواحي الشنافية والسدير .


المصادر
1- الشباني.حسين.موسوعة أعلام الديوانية.ج1. 2009.مطبعة قتيبة الجبوري.ص9.
2- الساعدي.حمودي – مدينة الرماحية, مجلة البلاغ ,السنة الثالثة,العدد الأول ,الكاظمية 1976,ص13.
3- الملوم :الحمزة الشرقي حالياً بعد القرن الثالث عشر الهجري, أخذت بالانحطاط والتسافل لتناقص المياه عنها تدريجياً حتى منتصف القرن الثالث عشر الهجري, حيث وصلت مرحلتها النهائية من الانحطاط بعد أن ارتحل السكان عنها وبقيت ارضها بلاقع ومرتعاً للغزلان عدا بويتات لا تتجاوز أصابع اليد عداً لخدام قبر السيد احمد الغريفي المقتول من قبل الجبور والمعروف اليوم بـ(الحمزة الشرقي). الساعدي.حمودي. بحوث عن العراق وعشائره. دار الندلس للطباعة والنشر والتوزيع,النجف 1990 .ص140.
4- الشيخ جفات.عزيز – مدن عراقية على ضفاف الفرات – ج2, دار الصادق , بابل 2011 , ص222.
5- المنصوري.د.سامي ناظم حسين – الديوانية في العهد العثماني الأخير 1851-1917. دار المدينة الفاضلة, بغداد 2012 – ص22.
6- العطية. وداي.مصدر سابق. ص28.
7- العطية.مصدر سابق . ص29.
8- الميالي.فيصل غازي. شذرات وسوانح عن السياح الذين مرو بسنجق (لواء) الرماحية وبلداته الثلاث (لملوم والحسكة والديوانية) ,ج1. ط1. 2008م .مطبعة شركة المارد العالمية. النجف . ص15/16.
9- لونكريك. اربعة قرون من تاريخ العراق .ترجمة جعفر الخياط , الطبعة السادسة, مطبعة المعارف , بغداد 1985 . ص62.
10- مجلة البلاغ العدد الأول من السنة السادسة لسنة 1976 .ص19.
11- رحلة نيبور,سنة 1765, ترجمة سعاد العمري.م دار المعارف,بغداد 1955م , ص73/74.
12- الميالي.فيصل غازي. شذرات وسوانح عن السياح . ص17/18.
13- الميالي.فيصل غازي. شذرات وسوانح عن السياح . ص19.
14- الميالي.فيصل غازي. شذرات وسوانح عن السياح .ص19.
15- محاضرة المحامي حسين علي الحاج حسن عن تاريخ الديوانية في امسية اتحاد الادباء فرع القادسية يوم 1/10/1999 , حصلت على مسودة المحاضرة من الناقد الأدبي ثامر الحاج امين.
16- الميالي.فيصل غازي. مصدر سابق.ص19.
17- الميالي.فيصل غازي. مصدر سابق.ص20.
18- المنصوري .د.سامي ناظم حسين. مصدر سابق ,ص22.
19- محاضرة الاستاذ المحامي حسين علي الحاج حسن عن تاريخ الديوانية في امسية اتحاد الادباء فرع القادسية يوم 1/10/1999.
20- في لقاء مع المهندس الزراعي قيس جعفر كاظم الشيخ أحمد الشيخ ثامر يوم 8/8/2015 في دار الدكتور أحمد ثامر , ذكر لي أن جدهم ملّة ويس ابن روضان والد الشيخ ثامر كان أحد الكتاب والمحاسبين لمضيف حمد آل حمود في الديوانية في زمن الشيخ حمد آل حمود عام 1780م تقريباً, فضلاً عن أن الشيخ علي ثامر هو من مدينة النجف وكانت لهم شراكة في الأراضي في غماس مع آل إبراهيم ومن أبناء الشيخ علي ثامر الدطتور أحمد ثامر والدكتور محمود ثامر الدكتور والاقتصادي حسن ثامر رحمهم الله .
21- الحَسَكة:بفتح الحاء والسين, لغة: العداوة والحقد كالحُسيكة والحُساكة, بضم الحاء. والحسكة واحدة الحسك بفتحتين, وهو نبات شائك معروف تعلق ثمرته بصوف الغنم.
22- العطية. وداي .مصدر سابق . ص15 .
23- السنجق لفظة فارسية/تركية تعني العلم أو الراية ,لكن في العهد العثماني تعني إدارياً المنطقة التي يحكمونها, وهي اكبر وحدة ادارية, ثم حلت محلها كلمة لواء .
24- رؤوف.عماد عبد السلام. الأسر الحاكمة ورجال الإدارة والقضاة في العراق. بغداد.جامعة بغداد.كلية التربية الأولى 1992. ص310 , سميت بشوفة المليحة نسبة إلى أراضي السيد رحمن السيد محمد رهمة المسماة بالمليحة, وفي عام 1954 تغير اسمها إلى السنية لأنها كانت جزءاً من مقاطعة الشافعية, الواقعة ضمن الأملاك السنية للسلطان عبد الحميد الثاني, الدليل الإداري للجمهورية العراقية ص195, و الديوانية في العهد العثماني الأخير .د.سامي ناظم المنصوري.
25- رؤوف . عماد عبد السلام . مصدر سابق . ص26/27.
26- العطية. وداي .مصدر سابق. ص26.
27- الكركوكلي , رسول – دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد ,ط1 , مشورات الشريف الرضي , مطبعة الأمير قم 1413هـ , ص174.
28- E.lves,A voyage from England to India,(London-;-1760) p252
29- العطية. وداي .مصدر سابق ص30.
30- بيل. المس غيرترود – فصول من تاريخ العراق القريب, ترجمة جعفر الخياط ,ط2,بيروت, مطبعة دار الكتب ,ص112.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الموسيقى في تربية النفس
- الفنانة تفاحة إبراهيم والقبلة القاتلة
- صدور كتابي الموسوم (تاريخ مدينة الديوانية السياسية والاقتصاد ...
- الجمهور الممغنط
- خضير فليح الزيدي وروايته المصورة.. أطلس عزران البغدادي
- مجلة أوراق فراتية توقد شمعتها السابعة
- مذكرات الصحفية العراقية ميادة العسكري
- يونس بحري .. أسطورة الإعلام العراقي
- شر البلية ما يضحك في بلاد الرافدين
- أضواء على كتاب الرثاثة في العراق..أطلالُ دولة.. رمادُ مجتمع ...
- مقدمة كتابي الموسوم (لمحات من تاريخ يهود العراق) بجزأين
- إلى القضاء العراقي ... الحرية لعقيل الربيعي
- ذكرى رحيل العراقي البروفسور نعيم دنكور
- أضواء على كتاب .. يهود العراق والمواطنة المنتزعة للدكتور كاظ ...
- ضواء على كتاب المسألة الشيعية..رؤية فرنسية . للكاتب د. جواد ...
- الجذور التاريخية لمسيحيي العراق
- رائد المسرح الديواني المناضل جبار عبد الكريم الأصفر
- حنا بطاطو ونهجه في تفسير تاريخ العراق المعاصر
- الباحث والمؤرخ وداي العطية
- الحركة الأنصارية ودور تنظيم محلية الديوانية للحزب الشيوعي ال ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - مدينة الديوانية وعلاقتها الإدارية والاقتصادية بمدينة الحلة