آخِرُ الطَّريْق

علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 5086 - 2016 / 2 / 26 - 19:26
المحور: الادب والفن
    

آخِرُ الطَّريْق

علم الدين بدرية

عَلىَ شَاطِئِ الرَّحِيْلِ
صَقِيْعٌ وَبَقَايَا أَثِيْرٍ آفِلٍ
وَمَرْكِبٌ شِرَاعيٌّ وَحِيْدٌ
تُمَزِّقْهُ الأعَاصِيْرُ
تَجْتَاحُهُ الأَمْوَاجْ
يَمْتَدُّ السَّرَابُ ..
يّنْتَشِرُ عَلىَ تُخُومِ الصَّحْرَاءِ
يُبَعْثِرُ رِمَالِهَا المُتَرَاميَّة ..
كُثْبَانَ فَوْقَ السَّحَابْ
يَعْبُرُ الْحُدُودَ ،يَنْثُرُ الضَّبَابَ
يَلْتَحِفُ جَبَلِي
يَجْعَلُ مِنَ الرُّؤيَّةِ مَحْدُودَةً
وَمِنَ الإِصْغَاءِ سُدًى
الأَمَانِيَ الْمُمْدَّدَةُ عَلىَ قَارِعَةِ الطَّرِيْقِ
لَمْ تَعُدْ تَتَّسِعُ لَهَا مَدَائِنُ
وَلا يَخْفِقُ لَهَا وَجِيْبٌ مِنَ الأَعْمَاقْ
تَبْقَى أَحْلامًا عَلىَ وَاجِهَاتِ الْمَغِيْبِ
تُعَاقِرُ الْلَّيْلَ وَتَهْرُبُ مِن بُزُوغٍ جَدِيْدٍ
فإذَا آنَ الأَوَانُ
وَحَانَ وَقْتُ الْخُرُوجِ
قُرِعَتْ نَوَاقِيْسُ الْخِتَامِ
وسّقَطَتْ عَلىَ أَبْوَابِ الْمَدَافِنِ
وَهْمًا يَعْصَى عَلىِ الزَّمَنِ وَأُسْطُورَةِ الْمَكَانْ!!
******
******
هَذَا الْعُمْرُ يَمْضِي
وّنَوَافِذُ الْوَقْتِ سَتُغْلَقُ عَمّا قَريْبٍ
رُبَّمَا كَتَبْتُ الْقَلِيْلَ مِنَ الشِّعْرِ
وأَسْقَطْتُ الْكَثِيْرَ مِنَ الْمُعَلَّقَاتْ
وَقَلِيْلاً مِنَ الْفَرَحِ رَسَمْتُ
قَبْلَ أنْ تَأْخُذَ أرْيَاشيَ
الطُّيُورُ الْمُهَاجِرَةُ
فِي رِحْلَةِ الْبَعْثِ وَالإِيَابْ
عَلىَ شُرُفَاتِ الْمَنْزِلِ زَرَعْتُ اِلْحَبَقَ والرَّيَاحَيْنَ
وَبَعْضُ الذِّكْرَيَاتِ
لَكِنَّنِي مُنْذُ الْوِلاَدَةِ أَنْتَظِرُ
سَاعَةَ الْغُرُوبِ ، لَحْظَةَ الْغِيَابْ
هَلْ يَسْتَقْبِلُنِي أَحَدٌ هُنَاكَ
هَلْ النَّوَارِسُ عَلىَ الضِفَّةِ الأُخْرَى
تَسْتَعِدُّ لِلِّقَاءْ ؟!
يَتَمَوْسَقُ الْحُزْنُ الْجَاثِمُ عَلىَ أَوْتَارِ الْوَدَاعْ
فِي تَمَامِ الضُّوءِ ، فِي فَجْرٍ آخَر
سَتَكُونُ وِلاَدَةُ الْكَلِمَةِ فِي لَهَبِ الْفَضَاءْ
تُفْتَحُ نَافِذَة الْلاَّمَكَانْ
مِنْ الأَرْضِ الْبَارِدَةِ سَيَتَحَرَّرُ الإنْسَانُ
ذَاكَ السَّجِيْنُ فِي جَسَدِ الْعَذَابْ
سَقَطَتْ آخِرُ قُيُودِ الْلَّعَنَاتْ
لَمْ تَبْقَ سُوىَ خُيُوطُ الصَّدَى
تُهَدْهِدُ الأَرْجَاءْ
يَا لِهَذَا الْهَذَيَانُ يَا لِهَذَا الضَّبَابْ
أَهْرُبُ مِنِ اِغْتِرَابٍ إلى اِغْتِرَابْ!!

#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات