سليمان الهواري
الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 21:01
المحور:
الادب والفن
رُوَيْدَكِ يَا أَصِيلَة
************
بِحُرْمَةِ الشِّفَاهِ
حِينَ الْتَفَّتِ العَنَاقِيدُ
بِصَهِيلِ الجُمُوح
أَقْسَمْتُ
أَنَّ القَلْبَ لَا يَتَّسِعُ لِسِوَاك
يَا بَاذِخَةَ العَطَاء
فَلِمَ تَغِيبِين
تَغِيبِينَ
فَيَجْتَاحُنِي حُضُورُك
أَيَّتُهَا السَّاكِنَةُ مَمْلَكَةَ الرُّوح
رُوَيْدَكِ يَا سَيِّدَةَ المَسَافَات
ضُلُوعِي أَضْنَاهَا الشَّوْق
اشْتَعَلَ القَلْبُ حَنِينًا
فَعَطِّرِي نَهَارَاتِي وَصْلًا
هَذِهِ النَّارُ
لَا يُطْفِؤُهَا إِلَّا زَمْزَمُ عَيْنَيْكِ
ارْوِينِي بِكِ
لِيَزْدَادَ عَطَشِي
آهٍ
مَنْ يُسْكِتُ لَهِيبَ هَذَا الظَّمَأ
ضَرَبْتُ اللُّغَاتِ بِبَعْضِهَا
فَامْتَشَقَ القَلْبُ حُرُوفًا مِنْ نُور
أَ عْ شَ قُ كِ
ضَرَبْتُ الأَسْمَاءَ بِبَعْضِهَا
فَامْتَشَقَ القَلْبُ نُورَ القَمَر
آلَاءٌ وَ قَدَر
يَسْتَدْرِجُنِي بُخُورُكِ
وَ مَتَاهَاتُ الغِلَالِ
إِلَى جِنَانٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ
ثَانِي اثْنَيْنِ
إِذْ هُمَا بِالوَادِي المُقَدَّسِ
قَصِيدَةُ مُجُونٍ أَنْتِ
يَا أَجْمَلَ الضَّلَالَاتِ
ِاسْقِنِي بِدَاءِ الأَنِين
اشْتَقْتُ السَّفَرَ فِيك
مُعَتَّقُ المُدَامِ
يُلْهِبُنِي شَعْرَةً شَعْرَةً
أَحْتَسِيهِ مِنْ سَوَاقِيكِ حَتَّى الغَرَق
رُحْمَاكِ سَيِّدَتِي
مَا عَشِقْتُ الغَرَقَ إِلَّا فِيكِ
جَدَائِلُكِ تَغْزُونِي صَبَابَةً
أَكْرَعُهَا كُؤُوسَ نَبِيذٍ
عَلَى قَارِعَةِ الأَحْلَامِ
عُيُونُكِ الوَحْشِيةُ قَاتِلَتِي
فَلَا تُوغِلِي فِي أَكْثَر
ضُلُوعِي
أَبْلَاها وَقْعُ النَّصْلِ عَلى النَّصْلِ
مُعَتَّقُ البَوْحِ حَبِيبَتي
لَا أُشْهِرُهُ إِلَّا سُيوفًا
تُرَاوِدُ غَابَاتِ التَّمَنُّعِ
فِي جَحِيمِ الجَسَدِ
أَطِيحِي قِلاعِي يَا أَصِيلَة
مِنَ النَّهْرِ إِلى النَّهْرِ
حَانَ وَقْتُ التَّسْبِيحِ فِي عَيْنَيْكِ
سَيِّدَتِي
إِنِّي اخْتَرْتُكِ وَطَنًا نِهَائِيا
عُنْوانٌ لِي أَنْتِ
وَ هَوِيَّة
#سليمان_الهواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟