أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رضا محافظي - رسالة العقاد و رسالتهم














المزيد.....

رسالة العقاد و رسالتهم


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1380 - 2005 / 11 / 16 - 12:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شاءت الأقدار أن يكون من بين ضحايا الانفجارات الأخيرة التي هزت مناطق من الأردن أن يكون من بين الضحايا المخرج العالمي السوري مصطفى العقاد و ابنته التي كانت برفقته . الصدفة مليئة بالعديد من المعاني لأن الشخص ليس عاديا و قد كان صاحب رسالة حضارية كرسها في أغلب انتاجه الفني .

الرجل هو صاحب فيلم الرسالة العتيق الذي أراد من خلاله أن يرسم للعالم من خلاله – منذ ما يقرب من ثلالثين سنة أو يزيد – كيف أتى الاسلام الى هذا العالم بروح سمحة و بعمق علمي لا يود في غيره . هو الفيلم الذي ركز المخرج المرحوم في احدى لقطاته وصف احدى الصحابة لأبي طلب – عم الرسول عليه الصلاة و السلام - للحظة التي نزل فيها الوحي مبتدءا بالآية القرآنية " اقرأ باسم ربك الذي خلق" . هو الفيلم الذي يعكس معاني التآخي بين المسلمين من شرق الأرض و غربها و يرسم الأخلاق العالية لأشخاص نبلاء الروح تشردوا من جراء الظلم لكن وقفوا على أرجلهم من جديد و عادوا الى وطنهم برسالة حب فاتحين غير حاقدين و لا متزمتين ، اختتمت مسيرتهم بخطبة الوداع التي لا تزال الى اليوم تهز الكيان البشري لما تحويه من معاني و وصايا راقية للبشرية .

الرجل أيضا هو صاحب فيلم عمر المختار المعروف الذي أراد من خلاله أن يعكس صورة الرجل المسلم الصادق الذي يحارب من أجل تحرير وطنه بروح من التضحية عالية لا يكسرها مرور السنين و لا يشينها ظلم الظالمين . فيلم يبسط على الواقع نبل الرجل عمر المختار و نبل زملائه و أخلاقهم العالية سواء كانوا خاسرين في الحرب أو رابحين .

هاذان الفيلمان لم يكونا ليكفيا كموح الرجل و رغبته في ايصال رسالته الى العالم العربي و العالم الغربي على حد سواء فكان أن هام على وجهه لأكثر من عشرين سنة يبحث عمن يمول له فيلما آخر عن صلاح الدين الأيوبي يبعث به رسالة الى العالم عن أخلاق المسلمين العالية أثناء السلم و أثناء الحرب . تلك الأخلاق التي جعلت أن المسيحيين يحاربون جنبا الى جنب مع المسلمين بقيادة صلاح الدين في وقت نحن نرى فيح التطاحن يمزق الكيان الواحد للمسلمين و الحديث عن صراح الحضارات يمزق سكون الكون و هدوءه . و كأني بالرجل يقوم بهجرة معنوية مثل تلك التي أخرجها في فيلم الرسالة . هجرة من عالم لا يؤمن برسالته الى عالم يؤمن برسالته حتى و لو كان ذلك في الغرب .

لكن تشاء الأقدار أن يتصادف وجود الرجل مع ابنته في الأردن يوم أن قدر لهذا الأخير أن يواجه الهمجية العمياء التي لا تفرق بين عدو و لا صديق ، بين ظالم و مظلوم ، فيسقط ضحية أعداء رسالته أنفسهم . أشخاص آلوا على أنفسهم أن يتخيروا من القرآن و السنة فقط ما يبرر لهم عنفهم و همجيتهم ضاربين عرض الحائط ما يعارض ذلك . أناس شعار رسالتهم بناء دولة على أركان من الأشلاء و الجماجم مطلية بدم الأبرياء من الأطفال و النساء و المدنيين و بغية مناهم توقيف البشرية و الرجوع بها الى قرون مضت في محاولة لاعادة صياغة تاريخ ولى و لن يعود . قوم أرادوا أن يريحوا الغرب من العمل ضدنا فحلوا محله حاملين معاول الهدم و التدمير مشوهين صورة دينهم و حضارتهم بأيديهم واضعين على الواقع احسن أمثلة لأسوء ما أنتجته سينما هوليود .



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تزال النفس العربية رخيصة
- لويزات ايغيل أحريز و شرف الجزائريات
- اعتراف فرنسا بالذنب ؟؟؟
- اعتراف فرنسا بالذنب ؟
- الرقابة على الكتاب ، هل هي الحل ؟
- دول لا تحمي زعماءها !!!
- قمة عالمية أم عرس لإسرائيل ؟
- لغة الجزائري
- التكنولوجيا و الفساد
- كاترينا ، أوفيليا و الدرس
- المغلوب و الغالب
- أين هم بنوا آدم الحقيقيون ؟
- - رقان - في الذاكرة
- وداعا .......لالة مغنية
- البعد البشري للوجود الفرنسي بالجزائر :درس فرنسا لأحفادها من ...
- عصرنة الادارة أم عصرنة الاداريين ؟


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رضا محافظي - رسالة العقاد و رسالتهم