أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - دوائر زمان الفلتان














المزيد.....


دوائر زمان الفلتان


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 16:55
المحور: كتابات ساخرة
    


البطاقه الذكيه (كي كارد) تطبيق حضاري جميل يعمل على تسهيل مهمة المصارف المتخصصه بصرف مستحقات المتقاعدين وتسهيل انسيابية صرف الراتب التقاعدي لمن أفنوا زهرة الشباب في خدمة البلد وبلغوا من العمر ما يجعلهم بحاجه الى الرعايه وألأحترام , ولا أعرف إن كان ماواجهته من أجل الحصول على هذه الخدمة عاما كابده سواي أم أني كنت إستثناء ؟ .
قبل 4 أيام حملت أوراقي وذهبت قاصدا دائرة البطاقه الذكيه , كانت كل أوراقي الثبوتيه المطلوبه مستنسخه بورقه حسب تعليمات الدائره وكما نفذها صاحب مكتب ألأستنساخ , قدمتها للموظفه المسؤوله وقلبتها وطلبت مني ألأوراق ألأصليه وبعد ألأطلاع عليها قالت :
- (جنسيتك لازم تبدلها وماتراجعني بنفس اليوم لازم يمر عليها يوم بعد إصدارها)
-(شنه السبب جنيستي هاي انه مشتغل بيها عدة معاملات وبيها فسفوره ليش متمشي هالمره ) ؟
توجَهت نحوموظف أخر يجلس خلف جهازحاسوب وهي تحمل هوية ألأحوال المدنيه ثم عادت وسلمتني أياها قائلة :
-(عمو جنسيتك رقمها مو واضح )!!!.
إستنجدت بالموظف المعني وسألته عن معنى ذلك فالرقم واضح بالصوره المستنسخه والأصليه فما كان منه إلا أن يتوجه لرجل أمي على مايبدو وسأله :
-حجي هذا الرقم واضح ؟
لم يردالمسكين وتطوع زميلي الحاج صباح فأخذ الهويه منه وبين له انها صحيحه وارقامها واضحه لكنه لم يعبأ بذلك وعاد الى كرسيه , ...غادرت الدائره وغيرت هويتي في اليوم الثاني وإلتزاما بتوجيهات الموظفه تركت يوما على إصدارها وذهبت منذ الصباح الباكر هذا اليوم متوجها الى حلم الحصول على بطاقتي الذكيه وسلمت الورقه الجديده للموظفه المعنيه ذاتها , ألقت نظره على المعامله الجديده فلاحظت اني نفذت المطلوب ووضعت ورقتي امامها دون اي إعتراض أو ملاحظه ... تنفست الصعداء وتصورت إن حلمي قاب قوسين أوأدنى وتيقنت ان مرادي على وشك التحقق . وقفت طويلا في تلك الدائره وأنا أُلاحظ إن العديد ممن جاءوا بعدي قد إستلموا بطاقاتهم دون أن أسمع من ينادي بأسمي فدنوت من الست الفاضله وسألتها بهدوء :
-(عمو شو تأخرت معاملتي ) ؟
-(ايه عمو انت مو اللي رجعتك ذاك اليوم على مود الجنسيه ) ؟
-(بلي عموبس اليوم شو تأخرت) .
-لاجواب .
عدت الى وضع الوقوف المجهد لرجل بعمري بأنتظار عطف الست الفاضله لتشنف سمعي بنداء بأسمي لكن دون جدوى ... جاء أحد أفراد الشرطه من حرس باب الدائره مستصحبا معه شاب بسن ابني طالبا منها انجازمعاملة (ميثم) وبعدها جاء الموظف الذي بدا لي هو المسؤول عن الدائره ليُسلمها أوراق ثلاثة أشخاص رجلين بعمري وسيدة ثم جاء بمعاملة إمرأه بدت عليها معالم المرض والشيخوخه طالبا منها إنجاز معاملتها , حينها قررت أن أعيد السؤال عليها :
-(عموالله يخليج اليوم تكمل معاملتي أنتظر لو أروح)؟ ... بادرني المسؤول بالرد :
-المعاملات بالسره حجي .
-(بس انه قبل3 أيام رجعتوني وهسه اشوف ناس أجت وراي وكملت معاملاتهم شنه السبب ) ؟
-(رجعوك لأن الجهاز الكتروني وهو رفض جنسيتك قابل هم اثنينهم مايعرفون ) ؟
-(والله ما أدري )
-(شتكول يعني مايعرفون ) ؟
-(لاتُقولني مالم أقل ..أنا قلت ما أدري )
كان ينظر لي شزرا ويكلمني بصفاقه ... ثم تحرك نحو جهة أخرى , حينها طلبت من موظفة أخرى أن تبحث لي عن ورقتي فوجدتها في أخر ألأوراق رغم اني من أوائل المراجعين ورغم كل ما أنجز من معاملات (المعارف وألأصدقاء) مازالت متأخره إنتابني شعور بالغيظ وسحبت ورقتي وحدثت نفسي بشكوى أتقدم بها لجهة ما ...لكني إستدركت متساءلا :
من ذا الذي يُشتكى عنده ؟ ... فلوكان هناك من يحرص على كرامة الناس لما امتهنها هذا المراهق الصفيق وكان ردي الوحيد هو ان أمزق تلك الورقه وأرميها خارج الدائره رفضا لمن لم يحترم شيبتي وخدمتي التربويه التي قاربت عقود أربع خرجت منها بنظافة يد ونقاء ضمير وأقل جزائها أن أُحترم .



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَتَبٌ في غير مَحَلِهْ
- وجهة نظر ....
- أي نظام هذا ...؟؟؟
- نسيج الناس ومنسوجاتهم :
- إلى متى ؟؟؟
- إسطنبول وليس باريس
- ..أليدري ما يدري وعدس ماكو
- آل صافي
- من هو القاتل ومن هو القتيل ؟؟
- ألمشيخه بين الضروره ألأجتماعيه وألأنتحال
- نحن ... والعالم
- ميزانية (زنوبه)
- صالح (أخوك) أحسن
- ألشيخ النمر قضية شهيد
- نفط آشور بانيبال
- يشمون رائحة المال
- أمنا العراق
- ألناس بالناس و...
- دخلوها فأفسدوها
- مشروع دويلات الطوائف


المزيد.....




- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - دوائر زمان الفلتان