أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - خطايا حميد عثمان -الثانية/4 - 10















المزيد.....


خطايا حميد عثمان -الثانية/4 - 10


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 5084 - 2016 / 2 / 24 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطاياحميدعثمان- الثانية/4-10
(أحياناً لا يريد الناس سماع الحقيقة لأنهم لا يريدوا رؤية أوهامهم تتحطم) دستويفسكي
ذكرنا في الحلقة 4-8 بأن حميد، بعد إنتقاله الى اربيل، دخل مخاض تجربة العيش في فضائين مختلفين، وفي ظل ثقافتين مختلفتين لم تجمع بينهما إلا مشتركات قليلة، وبعد سنوات من هذه الإزدواجية يتمرد حميد مرة اخرى، فجأة وبدون تردد، عن أجواء الجامع وحلقات الذكر(1)، والخشوع لمرجع واحد وهو (الشيخ)، لكي يتفاعل كلياً مع ما كانت تقدمها المدرسة من علوم و فكر، وحتى السياسة بأشكال مختلفة تعتمد على أفكار ومزاج كل مُعلم لذاته، سنتطرق لأبرزهم في حينها. لربما كان الدافع الرئيسي لهذا الإنفصال ما كان مخزوناً في ذاكرته عن ما رأه في القرية من قهر وظلم، ظهر الى السطح فجأة، وهيمن على وعيه ليُنهي الإزدواجية، عندما رأى بأم عينيه كيفية إستقبال الشيخ لزائر إنگليزي تحت قبة الجامع التي دخلها الزائر كانه يدخل أىّ مكانٍ عام، بدون مراعاة مشاعر المسلمين الموجودين وقت الزيارة، وأجلسه الشيخ الى جانبه، في المحراب الذي كان على أمثال حميد أن يصلوه زحفاً على رُكَبهم وعيونهم تحدق نحو الأرض عندما ينون التبرك بتقبيل يد الشيخ . كان هذا المشهد الحي تُناقض تماماً مع الصور التي كانت تدور في مخيلته، لكثرة ما كان يسمعه عن مساوئ الاحتلال والإستعمار من أحد معلميه في المدرسة على الأقل.
أنهى هذا التمرد(الثاني) الازدواجية التي كانت تتأرجح في ظلها أناه العليا(الجامع والمدرسة)، لربما كان هذا الحسم ضرورياً لإنهاء صراع داخلي، ليكون مدخلاً لصراع اكثر تعقيداً و ضراوة مع العالم الخارجي، صراعاً لمواجهة إشكالية أخرى، وكانت اشكالية الصراع من أجل الهوية في مدينة كانت سياسة التمييز العرقي الممنهج بين المواطنين لها جذورها العميقة منذ العهد التركي، والذي جدد قوته وزخمه في ظل الحكم الملكي.
أعتمد في ما يلي على مصدرين يطلان على ما كان يجري من زاويتين مختلفتين، يقاربان للقارئ الظروف التي مرّ بها حميد عثمان في تلك الفترة :
أولاً- المشاهد التي وردت في مقال السيد ياووز نورالدين صابر أغا أوغلو المعنون "مدينة اربيل توأمة مدينة كركوك كما عرفتها بين السنين 1952- 1954" (1) وهو تركماني من كركوك وفيه يروي عن ذكرياته السعيدة في أربيل عندما انتقل مع والده، الذي كان معاون الشعبة الخاصة- الأمن، الى أربيل عام 1952-1954.
ثانياً- الأرقام والتحليلات التي وردت في كتاب الباحث الإجتماعي الأمريكي الجنسية حنا بطاطو عن العراق(أربعة أجزاء) حيث يقول:
( واذا كانت الانقسامات الدينية والطبقية قد تطابقت في جنوب العراق الى حدّ ما، فقد كان التمييز بين الطبقات في الشمال، في مناطق مختلطة إثنياً( عرقياً)، يقوم في احيان كثيرة بشكل ملازم للتمييز بين الأصول العرقية. وهكذا فإن منطقة اربيل كانت تضم 65 قرية يسكنها الأكراد، ولكن لا أقل من 45 من تلك القرى كانت مملوكة لواحد أو أخر من أعيان أربيل، الذين كانوا في معظمهم من أصل تركماني من ناحية العرق. وفي مدينة أربيل كان التركمان ينتمون بالتأكيد الى الشريحة الثرية، وكانت مقرّات سكنهم تقوم على قمة رابية مستديرة ترتفع حوالي 150 قدماً (حوالي 50 متراً)، بينما كان الأكراد، الذين كانوا يشكلون ثلاثة أرباع السكان ويشكلون- كقاعدة - القسم الأفقر من السكان، يعيشون بشكل عام في منازل تحيط بسفح الرابية من شرقها وجنوبها. ولكن كان هنالك بالطبع تركمان أيضاً ليسوا في أحسن حال يقطنون، هم أيضاً، هذا الجزء من المدينة. وأيضاً، كان ملاّك الأراضي الكركوكّيون، الذين كان اكثرهم ثراء من التركمان أو الأكراد الذين يصنفون انفسهم تركماناً، يملكون الكثير من الأراضي الزراعية في منطقة المالحة، على إمتداد الزاب الصغير، وفي الضواحي الغربية لكركوك، ولكن العرب هم الذين كانوا يعنون بأراضيهم المزروعة وأغنامهم. وفي الموصل كان أسياد الأرض الكبار من العرب المسلمين بشكل رئيسي، بينما كان عدد غير قليل من فلاحيهم في القرى المحيطة من الأراميين المسيحيين.) (3).
لقد ورد في سياق ذكريات السيد ياووز المضايف الذي كان والده معاون الشعبة الخاصة(الأمن) نورالدين يتردد عليها، ومن بينها مضيف خضر أحمد پاشا (كان وقتئذ نائباً في البرلمان - خسرو)، ومن قبيل الصدف يروى حنا بطاطو عن والد هذا النائب ما يلي:
"وكان أحمد باشا، رئيس عشيرة دزه ئي الكردية، الذي كانت عائلته تمتلك 18 قرية في العام 1918 في منطقة قوش تَّپة، فصار لديها في العام 1958 حقوق شرعية في 52350 دونماً من الأرض في لواء أربيل، قد كدس ثروته بطرق يأنف منها عادة زعماء العشائر. وقد كتب مسؤول سياسي بريطاني في اربيل في العام 1919 يقول:
وفي سنواته الأولى، لم يكن أحمد باشا يملك فلساً وكان يحتال على العيش بإدارته لطاولات اللعب في مقاهي أربيل. ذات يوم سرق بغلين وذهب بهما الى كنديناوة حيث بدأ يزرع. وتدبر أمر الحصول على سلفة زراعية من الحكومية التركية بالتملق، وبهذه السلفة بدأ حياته مرابياً. وهو يملك الأن أكثر خمسين ألف ليرة تركية. قيد التشغيل بفائدة سنوية قدرها 33% ويقال بأنه يملك 200ألف ليرة تركية ذهباً في بيته. أما اعماله الزراعية فقد إزدهرت وكان غاصب أرض ناجحاً" (4)
عند مقارنة التركيبة السكانية للعراق، التي وردت في كتاب حنا بطاطو، بالخلفية الإجتماعية لمعظم شاغلي الوظائف الحكومية الرئيسية في اربيل حسب التفاصيل التي ذكرها السيد ياووز في مقاله يتبين بانها كانت محصورة تقريباً عند مكون واحد من المكونات، تدلنا الى الاسباب التي كانت وراء هيمنة لغة واحدة، في مدينة متعددة الأعراق، على التعامل اليومي في مختلف مرافق الحياة.
يُظهر الزمن، عادة، سحره ودهاءه عندما يأتي بظروف جديدة، بعد كل هزة سياسية، لتُزيل العديد من الأسوار البالية، غير المتناغمة مع الطبيعة، والتي تجعل المدينة في حالة شلل تمنعها من إشعاع نورها الى محيطها القريب الغارق في المظالم والظلمات، وتجعلها غير حصينة بوجه ما يمكن تسميته ب "لعنة الريف" :
المسلمون: عرب شيعة 51,4٪-;-‏, عرب سنّة 19,7%, أكراد سنّة 18,4%، فارسيون شيعة 1,2، تركمان سنّة 1,1%، تركمان شيعة 0,9، أكراد شيعة فيلية 0,6.
غير المسلمين: مسيحيون 3,1%، يهود 2,6%، يزيديون و شبكيون 8,1٪-;-‏، صابئة 0,2٪-;-‏.(5)


(1) http://youtu.be/4WbUrpI8_sM
(2)http://www.alturkmani.com/new/index.php?option=com_content&view=article&id=250:-1952-1954&catid=35:archive&Itemid=55
(3) العراق/ الكتاب الأول: الطبقات الإجتماعية والحركات الثورية في العهد العثماني حتى قيام الجمهورية. تأليف حنا بطاطو، ترجمة عفيف الرزاز ص 66.
(4) المصدر السابق ص 141. إعتمد مؤلف الكتاب( حنا بطاطو) في روايته عن أحمد پاشا على :
Great Britain, Administration Report of the Arbil Division for 1919,P.5
(5) المصدر السابق ص 60 : مقتبس من الجدول رقم (3-1) التكوين الديني والإثني (العرقي) لسكان العراق في سنة 1947 ( بإستثناء رجال القبائل الرحل المقدر عددهم في 1947 ب 170 ألف نسمة ومعظمهم من المسلمين).



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحثوا.... وماذاكانت النتيجة؟
- على هامش المقال المعنون - ملاحظات مختصرة على مقال ...-
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-9
- ملاحظات مختصرة على مقال فاضل عباس البدراوي المطوَلْ
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-8
- خطايا حميد عثمان - الثانية /4-7
- خطايا حميد عثمان- الثانية/4-6
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-5
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-4
- خطايا حميد عثمان - الثانية / 4-3
- خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /4-1
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية -4
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3-1
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /3
- - خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية /2
- -خطايا حميد عثمان - الخطيئة الثانية
- - خطايا حميد عثمان - 1
- اللي بيزمر ما بيخبيش دقنة


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - خطايا حميد عثمان -الثانية/4 - 10