أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - في شبكة الحورية














المزيد.....

في شبكة الحورية


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 20:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في شبكة الحورية
يتطرق هذا المقال الى الحورية ثقافيا و لغويا

اولا الحورية ثقافيا
طبعا الحورية بيضاء. هل يعقل ان تكون الحورية عربية او هندية او صينية او سوداء افريقية بنظرة العقلية الشرقية الرجالية بمثقفيها و شيوخها؟ طبعا لا - نعم الجمال مسألة شخصية او نسبية و لكنها ايضا مسألة ثقافية. ما فائدة العيون الوسيعة بقرنية (كلمة دخيلة cornea) بيضاء ناصعة و بؤبؤة سوداء داكنة و رموش مكحلة كما تتغنى بها بعض الاغاني الشرقية دون بشرة اوربية على الاقل (رومية) بيضاء؟ الا يعني هذا ان البنت الشرقية مهما تزينت و زيدت من مساحيق تبيض البشرة لا تستطيع ان تدخل الجنة كحورية بجمالها لان الحورية السماوية الملائكية بيضاء لا غبار و غيوم عليها؟ و ثم كيف يرضى المؤمن الذي يتعب في الاولى باداء فرائض الدين المزعجة الكثيرة ان يكون ثوابه في الجنة سمراء (من قوم عيسى) كما يغنيها المطرب العراقي القديم ناظم الغزالي؟ اليست الملائكة ارامية بيضاء و اذا اعتنقت الاوربية البيضاء الاسلام فان لاعتناقها قيمة اعلى من اعتناق فتاة افريقة سوداء - اليس كذلك؟ و عندما تتحدث الاوربية البيضاء عن كرم الضيافة الشرقية لا تعلم ان الكرم الشرقي يقتصر فقط على البشرة البيضاء.

الحورية لغويا
هناك محاولات كثيرة بائسة لتحديد اصل و معنى الثلاثي (حور) الذي تحول الى كلمة عالمية بفضل الاسلام. اولا يجب اهمال تفسيرات الاستاذ Christoph Luxemberg (اسم مستعار) في كتابه (قراءة ارامية سريانية للقرآن) بان مفهوم الحور اتى من الكرم (العنب) كرمز فردوسي شرقي و تعبير عن الثراء و الكوثر خاصة و ان المصادر العلمية اللغوية و الدينية و الثقافية الغربية جميعها ترفض بشدة هذه الاستنتاجات و تصفها بانها لا تصلح الا للاستهلاك الشعبي العام و لا علاقة لها مع مفهوم الحور و لكن طبعا لا يمكن رفض استنتاجات الاستاذ المذكور كليا و هناك اليوم من يريد ان يعيد له على الاقل جزء بسيط من الاعتبار.

اذا كان االثلاثي (حوَر) بفتحة الياء (حار - يحور) فانه يشير الى الرجوع (الى نقطة الانطلاق) حاوره في الكلام اي جاوبه او راجعه: كلمته فما احار اليّ جوابا) اي يشير الى الحركة و التغير ( حتى التمرض) و الحوار (كالحوار المتمدن) و الحيرة و التحوير و المحور هذا يعني ان كلمة (الحواريون) التي وردت في القرآن في النصوص المدنية المتاخرة تعني (تابع او مريد المسيح او المعاون الذي نقصده لاجل المساعدة) و هي استعارة من الاثيوبية (حواريا) اي الرسول الذي يسير و يعتقد ان محمد لربما تعلمها من العائدين من الحبشة و لكن و من المحتمل بان الكلمة كانت معروفة في الجزيرة العربية و يذكر السيوطي بانه يقصد بالحواريين الغسالون و هناك ايضا صيغة اخرى (هوّاري) تجعلك تعتقد بان اسم الرئيس الجزائري السابق هواري بوميدين من نفس الاصل.

و لكن اذا كان الثلاثي حوِر بكسرة الواو فانه يعتبر استعارة من الارامية وان المعنى لا يشير فقط الى بياض العين الناصع او تبيض الملابس او الملابس البيضاء المقدسة (الابيض كرمز للنقاوة و الصفاء) بل الى بياض البشرة و الى النقاوة الروحية ايضا. حور العيون الجميلة لها نقاوة و بياض ناصع لـقرنية العين و الاسود الدامغ لـلبؤبؤة كنوع من (تباين الاسود و الابيض). المشكلة التى اراها هنا هي ان اللغات السامية تستعمل كلمتين للاشارة الى لون الابيض و هما الثلاثي (لبن) الذي تحول في العربية الى مشتقات الحليب بسبب اللون الابيض (راجع ايضا مقالي السابق عن اسم لبنان) و الابيض لذا السؤال هنا هو: كيف يعني حور العين بياض القرنية و بشرة بيضاء في نفس الوقت؟

يشير حور عين في القرآن الى جميلات الجنة كزوجات طاهرات للمؤمنين. الحور جمع حوراء من (حوِر) اي البيضاء و تشير (عين) جمع (اعين) الى العين الوسيعة اي ان العبارة تعنى: وسيعة العين و بيضاء البشرة (ليست هناك: سمرة وسيعة عين كما يغنيها المطرب العراقي القديم - الكردي الفيلي رضا علي). يتفق الخبراء بان مفهوم الحورية يشير الى العين و البشرة معا و بانه استعارة اجنبية. ليست هناك حوراء بدون بشرة بيضاء و الدليل على هذا المعنى هو الشعر الجاهلي اي ان الكلمة كانت تشير ايضا الى البشرة البيضاء قارن الابيات الاتية:
و اوانس مثل الدمى - حور العيون قد استبينا
هيّج الداء في فؤادك حور - ناعمات بجانب الملطاط
و في الخدور لوان الدار جامعة - حور اوانس في اصواتها غنن

هناك ايضا من يحاول ارجاع مفهوم حوريات الجنة (جنات الفردوس) ايضا الى الفارسية (حوراني بهشتي) . كلمة الفردوس هي تعريب من الايرانية (به هه شت) بعد تحويل الـ p الى الفاء العربية كالعادة في الاستعارات القديمة و ان فكرة الحوريات القرآنية تتفق مع الزردشتية في تعليم الاحكام Daena التي تحولت الى الدين في العربية - رغم ذلك من الصعب الاقتناع بان حور من اصل ايراني من humat الفكر الجيد قارن السنسكريت huxt الكلام الطيب (خوش) او huvarish عمل الخير و هناك من يعتقد ان حور لها علاقة مع (خور) شمس الايرانية و البهلوية x-var-و الافستية havara قارن الكردية هاوار (التعجب). يعتقد Arthur Jeffery بان البهلويةhurust التي تشير الى جميلة الجنة (بيضاء بلمعان الوجه و نهود بارزة) مقنعة و يعتقد Sprenger بان الكلمة اتت من الارامية تحت تاثير الايرانية.

هذا و ان الكلمة العبريةhiwer تشير الى الوجه الشاحب من الخجل و الى ملابس رجال الدين البيضاء و يعتقد Bernard Carra de Vaux بان صورة محمد عن حوريات الجنة تعود الى سوء فهم ملائكة الجنة في النمنمات (رسم المصغرات) المسيحية. طبعا ليست هناك علاقة بين (حور) و الانجليزية whore او الالمانية Hure عاهرة رغم تقارب اللفظ. و اخيرا نلاحظ بان الابواب لاتزال مفتوحة لتحديد اصل و معنى الكلمة. تحولت الى اسير الحورية.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبغى المؤمنين
- كل كلماتك - نزار قباني
- دق المسمار بالباب
- السرقة الذكية
- و علّم العرب الاسماء..
- الضائع
- عقدة االمصطفى
- عقدة المصطفى
- ولع العرب بالنوادر
- قسمة الطيز Endowment Effect
- يتساوى مع الحشرات
- يموت اليسار في اوربا
- بانتظار ولادة اسرائيلات جديدة
- يعتقد العربي...
- بيع الامال
- تتدهور قبل ان تتحسن
- الحنين الى الحانوت..
- علم السائق
- ملابس سندس!
- ألم اقل لك؟


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - في شبكة الحورية