أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بازغ عبد الصمد - قراءة في كتاب عالم داعش للباحث هشام الهاشمي















المزيد.....

قراءة في كتاب عالم داعش للباحث هشام الهاشمي


بازغ عبد الصمد

الحوار المتمدن-العدد: 5082 - 2016 / 2 / 22 - 04:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


صدر كتاب عالم داعش من النشأة إلى إعلان الخلافة للكاتب هشام الهاشمي مؤرخ و باحث عراقي في الشؤون الأمنية و الإستراتيجية عن دار الحكمة بلندن و دار بابل ببغداد في طبعته الأولى سنة 2015. و يتكون من ثلاث فصول و حوالي 313 صفحة، بحيث خصص الكاتب الفصل الأول للحديث عن تنظيم القاعدة منذ عام 2003 إلى 2010 بينما اتخذ للفصل الثاني عنوان تنظيم الدولة الإسلامية، أما الفصل الثالث و الأخير فجاء بعنوان توصيات لمكافحة إرهاب داعش.
و إستهل الهاشمي مؤلفه بمقدمة أكد من خلالها على أن الإسلام ينبذ الإيديولوجيات العنصرية و المبنية على العنف على غرار منهج القاعدة، و أن هذه الإيديولوجيات هي ناشئة في أصلها عن قلة علم شرعي و انحراف فكري و انعكاس في حد ذاتها للإرهاب الدولي. و برأيه فالجماعات التي تعمل بمنطق التكفير عادت بقوة نتيجة سوء تعامل الدول الغربية مع ما يسمى بالربيع العربي، و أن السنوات المقبلة حسب رأيه ستكون عصيبة على أمن تلك الدول.
و بالانتقال إلى مضمون الكتاب تحدث بداية الهاشمي في الفصل الأول، عن ما سماها مشتركات بين الفصائل الجهادية من أهمها المظلومية و الوعد بالنصر و الشهادة ثم الإيمان بالجماعة لا الرموز، و التأثر بالفكر الجهادي القطبي- الإخواني؛ من حيث تبني قضايا الحاكمية و الخلافة و التغيير بالعنف و السلاح. ثم انتقل للحديث عن القاعدة فبدأ بتجربة أفغنستان الجهادية و رواج فكرة الجهاد عند العائدين (العرب الأفغان) التي استحال إعادة جمعها منهم فتلاحقت شرارة السبب مع وقود الفكرة بعد غزو العراق. لكنه لم يغفل الإشارة إلى أن هناك فرقا جليا بين الجهاديين في أفغانستان و نظرائهم بالعراق من حيث الخبرات الإضافية و الترسانة العسكرية و من حيث التمويل و رقعة الانتشار.
و يمضي الهاشمي في الحديث عن القاعدة من خلال تناوله إستراتيجية التجنيد عند التنظيم الذي تعتبر الخطابات و الصوتيات و الأناشيد و الفتاوى و الرسائل الخطوط الكبرى لهذه الإستراتيجية، و استغلال ما يسمى بالخطر الصفوي و فتح باب الإنخراط أمام من (تاب) من البعث و الأجهزة الأمنية. و تطرق إلى فترة الزرقاوي 2003-2004 و ظهور قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين للمرة الأولى في 2004 عقب بيعة الزرقاوي لابن لادن. و تناول الكاتب أيضا في هذا الجزء الفرق بين شخصيتي الزرقاوي و عمر البغدادي (حامد داوود الزاوي) الذي استلم زعامة الجهاد في العراق ما بين الفترة الممتدة من 2006 إلى 2010، و الذي أعلن دولة العراق الإسلامية في 15/10/2006، و الفرق حسب الكاتب تمثل في تفاقم مظاهر التشدد و العنف و التي تمثلت في قتل شيوخ العشائر المخالفين و استهداف علماء الدين السنة و نشطاء المقاومة ضد الاحتلال و المعارضة السياسية السنية و استحلال دماء المخالفين و لو كانوا دعاة و مقاتلين.
و خصص الكاتب لصفحات مهمة في هذا الجزء من الكتاب لتقنيات العمل الإعلامي للتنظيم مع استعراضه في نهاية الفصل لمجموعة من المنتديات و المواقع التي كانت تعمل حسب رأيه مع تنظيم دولة العراق الاسلامية في هذه الفترة، كما أعاد التأكيد على دور الفصائل السنية المعتدلة و مجلس الصحوات الذي تأسس في 2007 على يد الجنرال الأمريكي بترايوس في مواجهة هذا التنظيم.
أما الفصل الثاني الذي خصصه الهاشمي للحديث عن تنظيم الدولة الاسلامية منذ 2010، و الذي قتل مؤسسه أبو عمر البغدادي في 15 أكتوبر 2010 في عملية وثبة الأسد بعدها تمت مبايعة أبو بكر البغدادي (إبراهيم عواد البدري السامرائي) أميرا للتنظيم في العراق، و برأي المؤلف أن بدأ عناصر التنظيم القتال ضد الجيش السوري في حادثة جسر الشغور الشهيرة دفعت البغدادي لاختيار منطقة الشرق السوري التي تعتبر محصنة و مشابهة لجغرافية الموصل مما ساهم على الصمود و مسك الأرض.
و من ذلك الوقت يرى الهاشمي أن داعش اعتمد على إستراتيجية تتلخص في ركائز أساسية، هي فرض البيعة للبغدادي بقوة السلاح و جعل تنظيمه ظاهرة دولية و حركة دينية، و التمويل الذاتي عن طريق السيطرة على أبار النفط في الشرق و تهريب الأثار السورية. هذه الإستراتيجية جعلت من داعش أغنى تنظيم إرهابي في التاريخ المعاصر كما يقول الهاشمي. و عقب هزيمة الموصل في العاشر من حزيران 2014 نجح التنظيم في استقطاب مقاتلين عرب و أجانب من قرابة 21 دولة.
لكن الهاشمي وصل الى حقيقة مفادها أن أهم أسباب قوة داعش هي هزيمة سنة العراق سياسيا و حكوميا و تتمتع إيران بنفوذ كبير في العراق برأيه، لذلك يتركز خطاب الدولة البغدادي كما يرى للتأسيس لثقافة المخلص و المنقذ لأهل السنة من العدو الصفوي من أجل الهيمنة على قلوب الشباب لتقرير الخلافة للبغدادي، لذلك يعتقد الكاتب أن الروح الوطنية هي وحدها من يستطيع مواجهة مشروعه و هي قضية مشتركة لكل العراقيين.
الهاشمي تناول هنا أيضا مصادر تمويل داعش و أضاف إلى ما تم الحديث عنه في هذا الشأن بفقرات سابقة في الكتاب، أخد الإتاوات عنوة من التجار و الشاحنات على الطريق الدولي، و عائدات النفط اليومية من مصفاة بيجي التي تقدر ب 30 ألف دولار و حقل الثورة بالرقة السورية و من حقول الحبسة الذين يدر كل واحد منهما على التنظيم مليون دولار يوميا...، بالإضافة الى الحبوب و القطن وفديات الصحافيين و الأجانب و حتى المدنيين.
ثم يرجع الكاتب بعد ذلك للحديث عن سنة العراق و هذه المرة من جانب دور الإفتاء السني في مواجهة داعش، الذي لم يستطع مواجهة هذا الوضع نظرا لما تعرض له من تهميش من طرف نظام البعث منذ عهد الرئيس أحمد حسن البكر، كما أن معظم شيوخ الهيئة العليا للدعوة و الإرشاد بالعراق انشغلوا بقتال الأمريكان و انقسموا في موضوع العمل السياسي بالعراق و الدخول للحكومة و البرلمان. بعد ذلك استعرض الكاتب مجموعة من الأسماء البعثية السابقة السياسية و العسكرية الذين أصبحوا قادة في التنظيم، و يرى أنه لا داعش و لا البعث يؤمنون يبعضهما و لكن تجمعهم مصالح مشتركة فالبعث يدعم داعش لوجستيا و اعلاميا للقتال نيابة عنه. و هنا أراد الهاشمي أن يحلل شخصية جيل البغدادي و قادة داعش الذين حسب رأيه يختلفون عن الأجيال السابقة في درجات التشدد العالية و العزلة عن المجتمع، لذلك فالتنظيم ذو بنية قهرية تستعصي على محاولات الفصائل الأخرى القضاء عليه بشكل جذري لذلك هناك طريق واحدة برأيه و هي اغتيال البغدادي رغم أنه في موقع سابق من الفصل جزم بأن هذا النوع من التنظيمات لا يرتكز على شخصية الزعيم بل الفكرة.
بانتقال الهاشمي للحديث عن إستراتيجية التنظيم على الجبهة السورية، أشار إلى أنه منذ أيلول 2013 اتبعت الفصائل السورية إستراتيجية الصحوات العراقية و بدعم خليجي تركي أردني في قتال التنظيم، فخسر الكثير من أوراقه و مقاتليه و الكثير من الأراضي. و هنا تحدث الهاشمي عن أبو محمد الجولاني (عدنان الحاج علي) مؤسس النصرة الذي ذهب إلى سوريا بعد خروجه من السجن بالعراق كداعية لبيعة البغدادي، لكن تمرد عليه بعد أن تمرد البغدادي على بيعة الظواهري. كما أشار إلى أن الخلاف بين النصرة و داعش يتعلق بأولوية إقامة الدولة الاسلامية على قتال الأسد، و النصرة حريصة برأيه على عدم فتح جبهات ضد الجيش الحر و النصارى على خلاف داعش، كما أن النصرة الأغلبية الساحقة من مقاتليها هم سوريون عكس داعش و العشائر السورية هي أقرب حسب رأيه للنصرة من داعش.
بعد ذلك خصص الكاتب حيزا مهما من الفصل الثالث للحديث عن محافظة الأنبار العراقية و معاركها، و توصل إلى أن الطريقة التي تعاملت معها الحكومة العراقية في فض إعتصامات الأنبار في 2013 ساعدت داعش في تجنيد العديد من الأتباع الناقمين على الحكومة العراقية.
في نهاية الكتاب أورد الهاشمي ما سماها توصيات للتحالف ضد داعش و لمكافحة الإرهاب، أكد خلالها على وجوب إعادة ضبط مصطلح جهادي الذي يطلق على من يتبع الجماعات المسلحة التكفيرية و هو مصطلح لا يعرفه التاريخ الفقهي الإسلامي. و الابتعاد عن تسويق المراجعات القديمة التي تخص جماعات الجهاد المصرية و المرجعات الشامية الخاصة بالمقدسي و الطرطوسي فهي لن تجدي نفعا مع مقاتلي داعش برأيه لأنها منتهية الصلاحية، و جعل الأولية للسيطرة على تمويل الإرهاب و مكافحة غسيل الأموال و التحكم في منظمات المجتمع المدني و الجمعيات الخيرية و مراقبة حساباتها البنكية، و العمل على إيجاد مشروع نموذجي لتحقيق الأمن الفكري المرتكز على وسطية الإسلام و توجيه الشباب، و العمل على شق صف قيادات القاعدة و متابعة بؤر التجنيد و مكافحة البطالة و الدعوة إلى مصالحة وطنية و تعزيز التعاون الإستخباراتي مع دول الجوار. إلا أن الملاحظ هو توجيه اغلب التوصيات توجيه للداخل العراقي و ليس التحالف الدولي كما أشار سابقا الكاتب.





#بازغ_عبد_الصمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن الوطني: المفهوم، المقومات و المهددات
- العرب في مواجهة مشروع الهيمنة الإيراني
- مقدمة في الإندماج الإقليمي العربي
- صندوق النقد الدولي
- منظمة التجارة العالمية
- المجلس الإقتصادي و الإجتماعي للأمم المتحدة
- القوة الناعمة لأوروبا الشرقية - النموذج الأوكراني
- دور الموظف الدولي في نزاع الصحراء
- تقييد السيادة المغربية من خلال مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906
- العقوبات الإقتصادية الدولية
- بنية الفاعلين في التحول بعد الحرب الباردة
- معاهدة إنشاء إتحاد المغرب العربي- مناقصها و نواقصها-
- ورقة تعريفية بمنظمة العفو الدولية
- النزاعات المسلحة غير الدولية - ماستر العلاقات الدولية و القا ...


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بازغ عبد الصمد - قراءة في كتاب عالم داعش للباحث هشام الهاشمي