تشير الدلائل و المؤشرات إلى أن مسيرة عقد المؤتمر الثالث عشر للإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي الذي عقد في بيروت في الفترة من 29 نوفمبر-1 ديسمبر 2002، والذي شاركت فيه أكثر من 41 بلداً من العالم و بدعوة من المركز الإقليمي العربي للإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، تقول بأنها مؤشرات ناجحة بالمعايير التقليدية.
كما تشير الدلائل إلى خطورة الظروف التي عقد فيها هذا المؤتمر، فهناك تنامي و تفاقم لتداعيات إمبراطورية العولمة و الليبرالية المتوحشة، وهناك القوة العسكرية المتزايدة ضد الشعوب، و حروب الهوية و الأقليات الإثنية، و التناحر بين عوالم الاقتصاد و السياسية و انتشار أسلحة الدمار و تزايد الحروب و تفاقم حالات الفقر و العوز، و هناك القوة و العتاد السري الأميركي المنتشر في أرجاء العالم و التغلغل الصهيوني في المجتمع الأمريكي و إدارته لسياستها الخارجية و العسكرية. كل ذلك يعطي مؤشر لحجم القوة و السيطرة الأمريكية و ذراعها الصهيونية و حلفاءها في بسط الهيمنة و السيطرة على الشعوب و التدخل السافر و نهب الثروات..أين نحن من هذا؟ و من نحن في كل هذا؟
يقول أحد المحللين السياسيين: إننا اليوم أمام معادلة مغلقة..يصعب التكهن بها. فبعد أحداث 11 سبتمبر التي راح ضحيتها 3000 مواطن أمريكي، و خلفت وراءها آلاف الضحايا و الشهداء في أفغانستان و فلسطين و القادم أعظم، لقد تحولت أمريكا من سياسية الاحتواء و الردع و إدارة توازن القوى و العولمة و ربط الإقليمي بالدولي و حرية رؤوس الأموال و إرساء الإصلاح السياسي و نشر الديمقراطية.. بعد هذه الاستراتيجية تتحول الآن إلى استراتيجية شمولية تعيد فيها تشكيل العالم بقوة عظمي إمبريالية أحادية القطب و تقسم العالم لمحور شر و خير و تروج لفكرة صراع الحضارات. كما تتجاوز مفهوم السيادة بالتهديد و التدمير بحجة القضاء على الإرهاب ضمن إعادة صياغة لمضامين المفاهيم التي تسمي التمرد و الثورة و الانتفاضة إرهاب. أنها أمريكا التي تستخف بالمعاهدات و الشراكات الأمنية الدولية و لا تتمسك بمبدأ الاستقرار الدولي، و تقود إلى عالم أشد عدوانية و ظلم. و السؤال مرة أخرى .. أين نحن من هذا؟
على مدى الثلاث أيام عقد المؤتمر رافعاً شعار: "مناضلات ضد العولمة النيوليبرالية، من أجل سلام عادل و مساواة في الحقوق". و حتى لا نشارك في مؤتمر نسوى عالمي كان أو إقليمي أشبه بالقمم العربية، براقة الشعارات كثيرة الجعجعة و الأعلام، يكسوها الحماس منذ اليوم الأول و تطلق فيها المواقف الملتهبة و الشرارات التي تطفأ على موائد الجلسات الختامية في صورة بلاغات و بيانات ختامية تكون مادة للصحافة و الأعلام، و ذكريات جميلة لمن حضروا و شاركوا في تلك المؤتمرات، وتحفظ على إثرها الدراسات و الوثائق التي تم تناولها لتتكدس في أرفف القائمين على تلك المؤتمرات. نقول حتى لا تتكرر هذه المواقف كان لابد لنا من وقفة نستقرئ فيها شعار المؤتمر و فعاليته، نقيم ماهية مشاركتنا، موقفنا من هذه الحركة، و أين نلتقي معها و كيف نحقق أهدافها و أهدافنا المشتركة؟
فعلى الصعيد العالمي تميز شعار المؤتمر بعالمية الطموح و ذكرنا خطاب المشاركات بصوت النساء الأمميات في مرحلة السبعينات، تلك المرحلة التي كثرت فيها شعارات الدعم لحركات السلام العالمي و الدعوة لتحرر الشعوب عبر النضالات السلمية و الشعارات الخيرية، لكن هل أثبتت تلك الشعارات و النضالات جدواها في تحقيق السلام لشعوب العالم؟ لابد من وقفة .. حتى لا يضيع وقت الجميع و تجتر أحاديث الماضي في خطابات جديدة.
على أية حال.. شهد المؤتمر نشاط ورشياً محموماً تفاعلت فيها النقاشات التي تناولت العولمة، و شهدت تلك الورش نضالاً نسوياً ضدها، و امتزجت فيها أصوات النساء من دول العالم تشكي الفقر و الظلم و تعبر عن المآسي من تأثير سياسيات العولمة على الطفولة و ازدياد حالات الفقر و التدمير للبيئة، كما تعالت فيها الأصوات لوضع حداً إلى اللامساواة في السلطة و صنع القرار، ففي ورشة العولمة أبدت السيدة عايدة الحلواني و هي عضو في لجنة المتابعة للتجمع الأهلي لمناهضة العولمة في لبنان رأيها بأنه لابد أن يتم التركيز على عولمة قضايا المرأة بسبب تأثير سياسيات العولمة و النيوليبرالية المتوحشة، التي تؤثر بعمومية و شمولية على الفئات المهمشة من أطفال و شيوخ و معوقين و على المرأة خاصة، فالإحصائيات العالمية تشير إلى أن النساء يزددن فقراً و تتفاقم البطالة في أوساطهن و أصبحن في ظل العولمة سلعة، فبعد توسع الشركات قل أجر النساء العاملات و زادت ساعات عملهن، في الوقت الذي تتخلى فيه الدول عن أدوارها الرعائية، و تقل الضمانات الاجتماعية بسبب تقلص الخدمات التي توفرها الدولة للفقراء كما تفرض رسوم لا تستطيع المرأة أو الفقراء الإيفاء بسدادها. إضافة إلى سياسات الخصخصة التي أدت إلى خفض الأجور و تسريح العاملين و المرأة بالطبع أول الفاقدين للوظيفة، فضلاً عن التدمير البيئي بسبب احتقار القوانين الطبيعية و هيمنة منطق الربح. و تضيف السيدة عايدة: إنه بسبب ذلك فقد تنامى عدد التنظيمات النسائية ضد العولمة رغم كونها نخبوية. و حسب ما نراه أن واقع الحال يدل على أن نوعية و مستوى أداء بعض هذه التنظيمات متردياً بسبب المنافسة و عقلية (الشخصنة) التي تديرها، و تسود فيها الظواهر الدكاكينية النسائية، خاصة و أن البعض يصر في المحافظة على وجوده كواجهة لتنظيمات و أحزاب سياسية تقليدية تستمد قوتها و تعليماتها و شعاراتها من تلك الأحزاب.
أن دور المرأة ضروري في الأنخراط في الحركة العالمية المناهضة للعولمة مثل مؤتمر "دربن"، هذا الدور الذي يتطلب الحشد و التنظيم خاصة إذا أدركنا أن أبرز شعاراته هو القضاء على الفقر و إنقاذ البيئة، و هذا يستدعي من الحشود أن تطور مفاهيمها النضالية بعمل نوعي بعيد عن ظاهرة الشعارات و أن تتواصل مع المجتمعات المحلية و الإقليمية و العالمية، و من خلال مؤسسات المجتمع المدني المستقل عن هيمنة و سياسيات الحكومات و ذلك لتحقيق الدعم في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية و البشرية و القضاء على الظواهر السلبية للعولمة. أن المزيد من التضامن العالمي لقضايا المرأة و الإنسانية يتطلب النضال الحثيث في الضغط على الحكومات المحلية لإيفاء الديون و التصدي للاتفاقيات المجحفة التي تعقدها تلك الحكومات مع صندوق النقد الدولي أو منظمة التجارة العالمية. و المطلوب من هذه المجموعات و الهيئات الضغط عبر الأحزاب أو النقابات، و أن تبلور خطاباً جاد الفعل و القول، فهل تكون المنظمات النسائية المجتمعات على مدى الثلاث أيام في مدينة بيروت في مستوى تلك التحديات؟ هذا ما نفترض الحصول على إجابته في المؤتمر القادم.
أما على الصعيد العربي فقد غابت عن هذا المؤتمر الدراسات و الأرقام لواقع المرأة العربية و تعريف العالم لحالها، فلا نسب و أرقام عن أعداد حالات الفقيرات أو العاطلات و حالات البطالة، و حجم معاناتهن من العنف المجتمعي و الأسري و حالات الطلاق و أسبابها، و لا دراسات تعكس واقع القصور في القوانين و التشريعات التي تمس النساء مباشرة أو بشكل غير مباشر و لا وجودها في المسيرة الديمقراطية أو في العمل السياسي الرسمي أو ضمن القوي السياسية و المجتمعية و نسب مشاركتها أو انعدامها في عملية صنع القرار الرسمية و المدنية ضمن مؤسسات المجتمع المدني، لقد غابت النساء الخليجيات عن هذا المؤتمر رغم خطورة واقع هذه المنطقة من الناحية الاقتصادية و السياسية و رغم تردي واقع المرأة فيها، اللهم إلا الوفد النسائي البحريني الذي حرص على الحضور ليقرع أجراس الإنذار عن واقع يتصارع ليثبت وجوده بكلمة لم تكن مدرجة حتى على جدول أعمال ذلك المؤتمر، لقد كان حرص النساء العربيات كبيراً من الناحية الدعائية و الإعلامية بنشر الإصدارات و الأدبيات التي أحضرتها المشاركات معهن، فهي رغم أهميتها لم تكن لتغني عن الدراسات و البحوث و مناقشتها و عرضها في المؤتمر العالمي، لقد كان التنافس واضح لإبراز تلك المؤسسات التي يمثلنها، و هذا ليس عيباً إنما كنا نتطلع لعمل أكثر جدية و فاعلية.
إن ما يفرح في هذا المؤتمر هو ما نالته القضية الفلسطينية من دعم و اهتمام، فقد فرضت حضورها و ساهمت نساء منظماتها و قيادات حركتها النسائية في التعبير الصادق على امتزاج قضية المرأة الفلسطينية بقضية تحرر الوطن من الاغتصاب الصهيوني، لقد كان تعاطف و تجاوب الحضور العالمي عظيماً مع قضيتنا الأم، و أستند على شعار حق الشعوب بالمقاومة و بحل نزاعاتها بالوسائل السلمية التي يثبت العدو الصهيوني كل يوم استحالة المقاومة الفلسطينية دون تقديم الشهداء و الأبطال و دون التأكيد و المطالبة على حق الاستقلال و السيادة على الأرض الفلسطينية، وعلى حق العودة إلى الديار و التصدي لكافة السياسيات الأمريكية و الصهيونية في مخططاتها الهادفة إلى إثبات أن أرض فلسطين هي أرض بلا شعب و أن الأرض العربية كفيلة بإيواء الفلسطينيين. كان نشاط النساء الفلسطينيات متميزاً بين وفود المؤتمر، و كان دعم النساء العربيات معهن لا محدود و عبر بصوت واضح و صريح و مدوي ضد الجرائم الإسرائيلية و أدان واستنكر السياسية الصهيونية الهادفة على ابادة الشعب الفلسطيني و تصفية الانتفاضة الباسلة و من هنا رفضت نساء العالم التهديدات الأمريكية بشن حرب ضد العراق و فك الحصار عنه، و أكدن على ضرورة دعم مقاومة الاحتلال و الحصار و الدكتاتورية و الحروب و دعم لا محدود لنضالات النساء إلى جانب شعوبهن. قالت لندا مطر: في فلسطين تترجم السياسية الأمريكية في التأييد المطلق لسياسية الاحتلال الإسرائيلي وفق سياسية القوة و السيطرة.
و مما يفرح القلب أيضاً هو تلك المحاكمة الرمزية التي أقامتها النساء العالميات لرئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون حيث حاكمنهن كسفاح و مجرم، و تم الاستماع إلى شهادات نحو 25 امرأة من ضحايا صبرا و شاتيلا و جنوب لبنان و معتقل الخيام، و مخيم جنين في فلسطين المحتلة، و ذلك بتسليط الضوء على الجرائم، و حجم الدمار الذي خلفه، و كان الحكم عليه بأنه مجرم و لا يمكن لأي مرجعية قانونية و إنسانية أن تنفي ذلك. لقد أوضحت القيادية الفلسطينية ميادة عباسي بأن نساء العالم قد عانين الأميريين ليس من المجازر و التضحيات إنما من اللامساءلة و اللاعقاب الذي يتمتع به مرتكبوا تلك المجاز، لقد أسهب الضحايا في الحديث عن ما مخلفات الجرائم من الشهداء و المعاقين و الجروح النفسية للاطفاك و الشيوخ و عن المجاز و تدمير خزانات المياه و تجويع الأطفال و حرق و هدم المنازل و كانت شهادة ماريان أريكسون نائب رئيسة لجنة حقوق المرأة في البرلمان الأوربي، حاسمة و واضحة حينما قالت: اتهم شارون بفرض أبشع ألوان الذل و ألوانه و ارتكاب أفضع المجازر، أندد بصفتي نائب في البرلمان البرتغالي بالغطرسة و العنجهية الإسرائيلية. كل ذلك يدعونا إلى إدانة شارون و أدعو الأسرة الدولية على حمل الأمم المتحدة على توجيه رسالة واضحة في هذا السياق. و دعت النساء العربيات جميع الدول العربية للتوقيع على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية. لقد هدفت هذا المحاكمة حسب قول ليندا مطر إلى إعادة الحقوق للفلسطينيين و إخراج حالتهم و قضيتهم من حالة الصمت للحد من تكرار جرائم الحرب. و انتهزت الفلسطينيات الفرصة لعرض تقرير حول اللاجئين الفلسطينيين الـ 000ر400 ألف في لبنان حيث يعاني ما نسبته 40% من البطالة و من وضع صحي و تعليمي و قانوني صعب خاصة بعد أن منظمة الأنروا قد قلصت من خدماتها الصحية و التعليمية. و طالب الجميع بحق الشعوب في السيادة و الالتزام بحقوق الإنسان و المواثيق و الشرعية الدولية التي تجرم التعذيب و الأسر و الحصار و الاغتصاب و الاختطاف و إرهاب الدولة و أن ترسل قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني و مطالبة الأمم المتحدة بتطبيق قرارات نزع أسلحة الدمار الشامل لإسرائيل و التأكيد على احترام إرادة الشعوب بإزالة القواعد العسكرية و أن يكون للمرأة دور في المشاركة في مفاوضات السلام و إطلاق سراح المعتقلات من السجون الإسرائيلية.
و عن مستوى المشاركة لوفد البحرين نقول أن مشاركة الجمعيات النسائية الأربع (جمعية نهضة فتاة البحرين و أوال النسائية و فتاة الريف و جمعية المرأة البحرينية) يعد انطلاقة إيجابية في الاستقلال الذاتي عن المؤسسة الرسمية و في إثبات الحضور المتميز دون اعتماد الأداء عبر أدوار مرسومة سلفاً من قبل الجهاز الرسمي الذي من الواضح أنه لم يدرك بعد حجم و أهمية دور القطاع النسائي البحريني الأهلي، خاصة بعد بروز العراقيل و التلكؤ في إشهار الإتحاد النسائي البحريني، نقول ذلك و نحن نناقش بكامل الشفافية و الديمقراطية بعض الظواهر التي صاحبت هذه المشاركة. فقد انعدم التنسيق المسبق بين أعضاء الوفد لكي يظهر بصورة متماسكة و يتحدث بصوت مشترك حول قضايا المرأة و الوطن لقد سادت و بشكل خجول عقلية (الأنا)، و هذا باعتقادي لا يصلح لعمل نسائي الجميع مقبل عليه في المرحلة القادمة حيث سنكون مدعوين لنتحدث باسم الاتحاد و ليس باسم مؤسساتنا النسائية، و رغم الوضع المرتجل فقد حقق الوفد إلقاء كلمة مشتركة في اليوم الثاني عبر فيها عن النضج و التفاعل مع قضايا الساحة البحرينية، تلك الكلمة التي تطرقت على استحقاقات مرحلة الإصلاح السياسي و المكتسبات و الحقوق التي تحققت على مستوي سياسي و دستوري للشعب و للمرأة البحرينية، مع التأكيد على التراجعات الدستورية، و أدانت الكلمة عودة فليفل و قانون 56 الذي يحمي مرتكبي الجرائم و الانتهاكات الإنسانية، و دعت نساء الإتحاد الديمقراطي العالمي إلى دعم نضال النساء البحرينيات لإشهار الاتحاد النسائي البحريني كمنظمة أهلية تدافع عن حقوق و مكتسبات المرأة، و ذلك وفق ما تتوافق عليه الجهات النسائية البحرينية و وزارة العمل حسب القوانين و المبادئ التي تتواءم مع المواثيق الديمقراطية المحلية و العالمية، و كان مفرحاً أن يتوافق الوفد على ترأس البحرين (جمعية نهضة فتاة البحرين) قيادة المكتب الإقليمي الذي استحدث مؤخراً.
لقد كان واضحاً أن شعارات المؤتمر و مواضيع الورش جميعها تتعلق بقضايا شعوب العالم و تأثيرات العولمة السيئة على الطفولة و الفقر و التدمير البيئي و الجانب الحقوقي و واقع النساء مع العنف و انتهاكات حقوق الإنسان و سبل مواجهتها و المساواة في الوظيفة و حق التعليم و الصحة و المشاركة في صنع القرار، أما من الناحية السياسية فكان السلام العادل الذي ناقش حق الشعوب في المقاومة و حل النزاعات سلمياً و مواجهة التعصب و الأصولية و اليمين المتطرف و إرهاب الدولة... الخ، كل هذه الشعارات تثير لدينا أسئلة عديدة منها..هل تريد جمعياتنا النسائية المشاركة في هكذا مؤتمرات على مستوى الخارج و التنصل من القضايا السياسية و المواقف المتعلقة بهذه الشعارات محلياً؟ هل قررت الجمعيات مراجعة طبيعة أهدافها التي وضعتها قبل ما يقارب من 50 أو 20 سنة الماضية حسب قوانين تمر الآن بحالة حراك و تغيير؟ أم قررت إعمال التفكير و التدبير لتحديد مواقعها الجديدة؟ إذن ما هي أدوار الجمعيات النسائية في المرحلة القادمة؟ هل تستطيع الجمعيات المشاركة مستقبلا في مؤتمرات كهذه دون التنسيق فيما بينها و تحديد الاولويات؟ و دون الارتقاء بطبيعة المشاركة عبر تقديم دراسات بحثية و أوراق عمل تحليلية تعكس الواقع و تعرف العالم على ما يدور حولنا؟ هل ستكتفي الجمعيات بالحضور الشكلي و الأرتجال و الإصرار على التمثيل دون التقدم بمقترحات و برامج عمل لمساعدة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي لتحقيق أهدافه و بلورتها على أرض الواقع عبر مقاومة العولمة و النيوليبرالية؟ أسئلة كثيرة و ربما محرجة آن الأوان لها.. أعتقد أن الساحة بدأت تفرز ما لديها و تدعونا لإجابات غير تقليدية و غير مقولبة و غير جاهزة للرد بردود الفعل التي لا تغني و لا تسمن؟