ألعقد عند السيد

هيثم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 23:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

العلاقة المشتركة بين الرجل والمرأة ليست أمراً دينياً بل غريزياً فهي موجودة منذ وجد الأنسان . وتنظيم هذه العلاقة تحكمه الظروف الإقتصادية ووعي المجتمعات و تطورها . فظواهر الزواج الدائم ، تعدد الزوجات ، الزواج المنقطع ، الجواري ، السراري ، الإماء ، ملك اليمين ، البغاء ، الدعارة ، زنى المحارم ، السحاق ، اللواط ، زواج المثليين ، المتعة ... إلخ موجودة في جميع المجتمعات عبر التاريخ و في الديانات و المذاهب جميعا و في الحضارة الحديثة و في المجتمعات المتمدنة . الغريب في مجتمعنا العراقي إننا إعتدنا نمطاً واحداً تقريباً ألا و هو الزواج الدائم المبني على عقد زواج يجري في المحكمة و يوثق في دوائر النفوس بحيث حد من ظاهرة زواج القاصرات و تعدد الزيجات و حد من ظاهرة الطلاق و الذي ساعد على ذلك هو الإنتعاش الإقتصادي و التطور التعليمي و الثقافي . بعد تدهور الوضع الإجتماعي إقتصادياً و تربوياً و ثقافياً منذ مطلع ثمانينات القرن المنصرم برزت ظاهرة العلاقات المشار إليها آنفاً دون إعلان أو قرار أو فتوى لأنها ليست بحاجة إلى ذلك فالبيئة أصبحت مهيأة لذلك فنزلت حتى العلاقات المشروعة من عليائها إلى الحضيض . المسألة الأدهى و الأمر هي ظاهرة (((عقد السيد))) إذ تجري الزيجات خارج المحاكم عند المعممين الذي لا يشترط موافقة الزوجة الأولى للمتزوج و لا عمر الزوجة . و كذلك لا يبحث أسباب الطلاق لإن ما يهم المعمم هو قبض أجره . و بهذا أتيح لمن يريد التزوج بخامسة أن يطلق إحدى ألأربع و هذا أمر يقره الدين ((الحنيف)). إن هكذا زيجات لا توثق في دوائر النفوس و بالتالي لا يوجد ما يمنع المرأة أن تتزوج لعدد من المرات لعدم وجود ما يشير إلى إنها متزوجة في هوية الأحوال المدنية و خاصة إن هكذا زيجات لا تستلزم بيتاً للزوجية و حالة الإفتراق بين الطرفين طبيعية فبمجرد أن يذهب كل إلى حال سبيله دون طلاق ذهبت المرأة إلى آخر و أجرت العقد عند السيد و أحياناً تتنقل بين أزواجها (((ألذين عقدوا عليها عند السيد))) أيهما أكثر إيلاماً هذا الزواج أم المتعة . ملاحظة : هذه الظاهرة لا تخص مذهب بعينه بل موجودة في المجتمع العراقي . أليس من واجب المرجعيات الدينية لمختلف المذاهب بتحريم هكذا زواج لإسقاط حجة من يدعون بأحليته كونه مستوف شروط الزواج ألا وهي المأذون و الشهود

#هيثم_الحسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات