أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة فاطمة المنصوري : طفلة من ضوء ونور تنشد الانعتاق














المزيد.....

الشاعرة فاطمة المنصوري : طفلة من ضوء ونور تنشد الانعتاق


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 20:01
المحور: الادب والفن
    


وانا في مراحل من ساعات الليل الاخيرة ، كنت اردد لا املك مزاعم خاصة بي سوى اني افترض متعة عابرة مع اخر فنجان قهوة احتسيته في تلك الليلة مسرعا في طريق خرافي مع قصيدة للشاعرة فاطمة المنصوري اسمتها (جنون) لاجد ان كل التعاريف والمنهجيات ضاقت ذرعا بتفسير ظاهرة الشعر ، وتحديد ماهيته ، او تعريف اصطلاحي جامع له ، علة ذلك ان الشعر وليد النفس الإنسانية ذاتها لذا فأنّ كلّ التعريفات والفلسفات الّتي قيلت عنه ما هي ألاّ مفاهيم فردية تصوّر وجهة نظر شخصية لصاحبها ، وهي في مجملها رغم تباينها لا تتعدّى في الواقع السطح لحقيقة الشعر وماهيته أمّا باطنه وكنهه فلا يزال في مجاهل الغيب . اذن الشعر لغة الخيال والعواطف له صلة وثقى بكلّ مايسعد ويمنح البهجة والمتعة السريعة أو الألم العميق للعقل البشري إنّه اللغة العالية الّتي يتمسك بها القلب طبيعيًا مع ما يملكه من إحساس عميق.
والشعر ليس تاريخ للواقع بل هو تجسيد لرؤية الشاعر لهذا الواقع وتعتمد هذه الرؤية على وعي الشاعر وثقافته ، وكلما اتسع وعيه وثقافته جاءت قصيدته مكتنـزة ومعبرة . و الشعر موهبة ذاتية ، تعبّر عن الكينونة الإنسانيّة للشّاعر روحاً وقلباً وإحساساً ، وينطلقُ كمنتجٍ إبداعي ليعبّر عن الحياة والإنسان بكل ما يعتمل في نفس الشاعر من مشاعر ، وكونه المرآة الأنقى التي تعكس الواقع المعيشي ، الذي يتقلى الشاعر بنار القلق فيه وينزع نحو السمو والاشراق ورفض كل ما هو قبيح انجذابا الى مناطق الجمال في الحياة ، وكانت الشاعرة المنصوري قد اطلقت صرخة قوية بوجه العالم ، كونها (طفلة من ضوء ونور/ ضمخت جسدها الخطايا/ تنشد الانعتاق) ، وهذا جعل انفعالها يتحول الى جنون القصيدة التي تمثل لدى الشاعرة المنصوري مساحة البوح الحقيقي ، لتضع النقاط على الحروف وتعترف امام الكون ، انها كائن ينزع الى السمو والارتفاع الى غاية تراها قريبة ، ويراها الآخرون بعيدة المنال في منازل المثالية التي هي بمثابة تعب كبير للجسد والذهن ، وكون الشاعرة كائن مثالي يسعى لهذا رغم كل الخطايا و غوغائية الاحتضار .. تقول :

(بنغمة الجنون
خنقت صمت ليلي
في سراديب اغتصاب القصيد
فراغ من الاماني
واعتقال وهم رهيب

رتلت عشقك بحبات الرمل
وكسرت فؤادي على شاطئ الجليد

مزقت عذرية البوح الصامت
تشرخ الاهداب وتشطر الجسد العاري
على نغمات قلب خافق
تناهيد ،أناشيد
بلون فجر حالك

ترتل في محراب الغي الفاجر
تراقص الليالي الغواني
طفلة من ضوء ونور
ضمخت جسدها الخطايا
تنشد الانعتاق
من زمن الفجور)

فـ(ليس الاديب مجرد انسان يملك مشاعر واحاسيس ويعاني من نفس المشكلات والمصاعب والآلآم المنتشرة في المجتمع الانساني ، وانما هو ايضا وقبل كل شيء آخر يبحث عن تجاوز لهذه المعاناة وعن حلول للمشكلات حتى وهو في اكثر لحظاته انفعالا وتصويرا وابداعا ... فالاديب انسان يعيش ضمن مجموعة من البشر يتبادل معهم التأثر ويشاركهم الهموم والتطلعات ، فهو لا يعيش في فراغ زماني ومكاني ، ولكنه يعيش ضمن مجتمع حي متحرك يسعى الى التطور والرقي نحو الافضل كما يسعى الى معالجة قضاياه الاجتماعية التي تقف عائقا في طريق هذا التحرك المستمر والمتجدد ، فهو يتأثر بكل اهتزازات الذبذبة الانسانية سلبا وايجابا ويتأثر بكل الوان الطيف الحياتي التي تنسكب في وعاء وجوده كأنسان يمثل طبيعة الوجود وممثل لها ، وهو كأنسان تاريخي يجب ان يرسم الطريق للاجيال الحاضرة والقادمة عبر ادبه الانساني الثر) ، وهنا يتوضح مشروع الشاعرة ورؤيتها للحياة ورفضها وانفعالها وقلقها من عالم يميل نحو متع عابرة ، بينما الشاعرة تروم الانعتاق ، لتعيش كنقاء طفلة قلبا وذهنا ، ولكن بادراك الوعي الكامل للحياة والحب والجمال ، ثم ترسم لوحة العالم الحالية وتدعونا الى محوها من الذهنية الجمعية ، والتوجه الى مناطق الحب والجمال بكل بوح صادق ...

(تولول الاشجان
تعانق النكوص
تستنسخ العوالم
تتباهى بشبق وشفق
لون الدم على الخناجر
يزج الرقاب
ويصلب الازمنة
في شباك الامكنة
ويعرج ملا ك من الاعالي
بقبس من نور
وعروش زيتون

ينقذ الحمائم الموءودة
في زمن العار
يهاجر الى ضوء القمر
ويغدو شعا عا احمر
وسبائك مرمرية)

وهكذا تلملم الشاعرة روحها بهذا القلق والرفض لتستعد الى الهجرة وبناء مدينة من نور .. قانونها الحب والسلام ..



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسر لحظات التوقع في لوحة التوحد والتطابق ، ديوان (الحياة في ...
- جرأة الطروحات في كتاب ( اجندة نسوية) الدكتورة الناقدة عالية ...
- فاديا صياد ، ورومانسية الالفية الثالثة الذائبة في مسامات الح ...
- الشاعرة سميرة الرحالي : تبدأ صراعا في انسنة الاشياء
- سمر العزب ، تقف في ساحة (ضجيج الالم) ،(مسافرة بلا حلم)
- (سبع محطات خارج الورق؟) ، نص علّمت خلجاته الشاعرة رشيدة الشا ...
- المهيمنة التاريخية في سرديات الكاتب علي السباعي
- الشعر يفترض حضورا في مساحات الغياب
- الشاعرة دليلة حياوي/بين الصفات البشرية والالهية/قلق وتوتر
- حليمة الجبوري L بين الرحيل وانتظار عزفِ رشاتِ المطر
- الشاعرة حليمة الاسماعيلي /تبحث عن ذاتها شعريا
- الشاعرة حسناء محمد و حوار دائم مع الذات ومع المحيط ومع الأخر
- تبقى في رؤية الشاعرة جودة بلغيث :(الحقيقةُ أبعدُ من الأفق) ، ...
- الشاعرة آمنة الحلبي تردد: ثغري لن ولم يمسسه أهل النوايا...
- آمال عوّاد رضوان تفتحُ آفاقَ جَمالٍ جديدةً عبْرَ تجربتِها ال ...
- نضال القاضي في مخاضات شعرية وسط عواء مستمر
- الشعر خلال العشرة ايام التي مرت/الشعراء حسين القاصد و عائدة ...
- الشاعرة مريم العطار /بين -الوأد- واثبات الذات
- الشاعرة فاطمة منصور.. / شاعرة حزن حد البكاء، الا انها تديم ق ...
- الشاعرة صليحة نعيجة بين غياب وحضور!/ديوان (لماذا يحنُّ الغرو ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة فاطمة المنصوري : طفلة من ضوء ونور تنشد الانعتاق