علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 23:46
المحور:
الادب والفن
أكتب ُ عن البحر ِ الذي لم أره ُ قط .
عن البحر ِ الذي وددت ُ لو أغرق ُ فيه ِ .
أكتب ُ عن البحر ِ
الذي ألفيته ُ فاتنا ً
في عيون النساء ِ الجميلات ِ .
مرتعشا ً حنونا ً في أغاني فيروز
ومتوحشا ً في حكايا البحارة ِ المتقاعدين .
لكنني أحببته ُ ولم أره ُ
كما نقع ُ في الحب ِ دونما علم ٍ منا .
أحببته ُ ألأنه ُ يتبعثر ُ كل َ دقيقة ٍ
ليعود َ لنفسه ِ ؟.
ألأنه ُ دوما ً قائم ٌ راحلٌ
أو يفكر ُ بالرحيل ِ ؟
ألأنه ُ يقلق ُ ويتمزق ُ ويمرض ُ
ونبصر ُ حرائقه ُ مائية ً
أو لأنه ُ مخلوق ٌ من ندى ؟
ألأنه ُ يكتب ُ أشعاره ُ فوق َ الصخور ِ ؟
ألأنه ُ عجوز ٌ على هيئة ِ
طفل ٍ يشعر ُ بالضياع ِ ؟
ألأنه ُ شفاف ٌ تغار ُ منه ُ السماء ُ ؟
ألأنه ُ الملك ُ والمملكة ُ
وفيه ِ تدفقت ْ كل ُ دموع العالم ِ ؟
ألأنه ُ الأليف ُ الذي لا يعرفه ُ أحد ٌ ؟
ألأنه ُ عميق ٌ سطحي ٌ وغارق ٌ بالظلمات ِ ؟
ألأنه ُ الأمتلاء ُ الذي يُشعرك َ
بالخواء ِ والرغبة ِ بالإنتحار ِ ؟
ألأن َ الأنهار ُ تودعُه ُ أسرارها ؟
ألأنه ُ الزهرة ُ العصية ُ على القطاف ِ ؟
ألأنه ُ حر ٌ ومحال ترويضه ِ ؟
ألأنه ُ أنثى تستدرج ُ العاشقين َ
إلى أعماقها الشاسعة ؟
ألأنه ُ الغناء ُ تـُطلقه ُ حناجر ُ
الغائبين َ عن الوطن ِ ؟
ألأنه ُ غابة ٌ غارقة ٌ تحت َ الماء ِ ؟
ألأني أشقه ُ بعصاي َ
وأمشي فوقه ُ ولا أتعثر ؟
ألأن َ رؤيته ُ تجلب ُ الحزن َوالمسرة َ
وتفجّر ُ في الروح ِ
أشياء َ هاجعة ً منذ ُ دهور ؟
ألأنه ُ يدعوني للهرب ِ
إلى كواكب َ لم يكتشفها أحد ٌ من قبل ؟
ألأن َ له ُ رائحة َ جثث ٍ متفسخة؟
ألأنه ُ حزمة ٌ أحلام ٍ
تكسرت على الصخور ِ ؟
ألأنه ُ موسيقى لها مذاق ُ الدمع ِ
ولون ُ زهرة ٍ سوداء ِ ؟
ألأنه ُ يرقص ُ في لحظات ِ الغرق ِ ؟
ألأنه ُ أغنية ٌ قديمة ٌ
لا يمّل ُ من سماعها أحد ٌ ؟
شاعر من العراق
يعيش في بورتلاند - مين
#علوان_حسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟