غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 16:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الناطق باسم وزارة الدفاع الإسرائيلي, يصرح إثر خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني, السيد حسن نصر الله, والتهديدات التي لوح بـهــا.. بأن العدو الحالي لدولة إسرائيل.. ليس حماس.. وليس داعش.. إنما حزب الله. وعجيب غريب أن يكشف ناطق رسمي إسرائيلي, عن البوصلة السياسية والحربجية الإسرائيلية, والتي تنفذ دوما بكل حنكة وتخف كامل, دون البوح بفاصلة واحدة عنها... ولكن بالواقع لا حاجة لهذا الناطق الرسمي لأي تصريح.. حتى نصدقه.. أو لا نصدقه.. مع الاحتفاظ دوما بالحذر من كل ما يقوله أو يحاول دسه... حيث أننا رأينا باستمرار.. دون أي ستار.. كل المساعدات التقنية والمخابراتية والحربجية, والعنايات الطبية اللازمة الواسعة المفتوحة التي قدمتها جميع المستشفيات الميدانية الإسرائيلية للمحاربين الجرحى الإسلامويين, والذين كانوا يحاربون ضد الجيش السوري, خلال الخمس سنوات الماضية.. وما زالت هذه المساعدات مستمرة من دولة إسرائيل, وجميع الدول الناتوية المتعاطفة معها... رغم نعتها بوسائل إعلامها وأبواقها ــ كذبا ونفاقا ــ أنها تحارب الإرهاب والإرهابيين.. ولكن بين ما يقال بوسائل الإعلام الغربية والعربية.. وبين حقيقة واستمرار الجرائم ضد الإنسانية, بهذه الحرب ضد سوريا وعلى أرض سورية.. خنادق وممرات واسعة ظلامية معتمة طويلة.. يائسة بائسة!...
هــنــا بــفــرنــســا.. بعد تغيير الوزراء, بوزارة مانويل فالس الفرنسية, على طريقة الكراسي الموسيقية Les Chaises Musicales, وانتقال وزير الخارجية المعروف رولان فابيوس Laurent Fabius بعدائه المفتوح ضد السلطة الشرعية السورية.. وانتقاله إلى رئاسة المجلس الدستوري.. وتعيين رئيس الوزراء السابق Jean-Marc Ayrault, والذي يعتبر من أوفى الأوفياء للرئيس هولاند. يرى بعض المحللين أن هناك بعض التغيير (البسيط) بالملف السوري, نظرا لضعف النتائج التي أودى التصاق السياسة الفرنسية الخارجية.. بالسياسة الأميركية.. والعلاقلات التجارية المصلحية مع العلاقات التركية ـ السعودية ـ القطرية بهذا الملف.. وبقاء الرئيس الأسد على رأس السلطة.. أو رحيله.. بعد حرب ضروس خاضتها دول غربية عديدة, بدعمها لجميع المعارضات السورية الهيتروكليتية, ودرجات ما تحمل كل منها للديمقراطية الحقيقية من علامات مختلفة... بالإضافة الى النتائج الإيجابية التي حصل عليها الجيش السوري على الأرض, وتحريره لعديد من المناطق المحتلة من داعش أو بقية المنظمات الإسلاموية المقاتلة على الأرض. بلإضافة إلى تحرك عديد من السياسيين الفرنسيين من اليمين والوسط واليسار.. باتجاه حلحلة السياسة الفرنسية الفرنسية باتجاه السلطات السورية.. وحتى تغييرها بالكامل.. وخاصة تغيير ارتباطها الكامل بالمخطط الأمريكي.. ومنهم كل نواب حزب الجبهة الوطنية Le Front National, والذي يتحضر قسم منهم لزيارة سوريا بالأسابيع القادمة.. بالإضافة إلى بعض النواب الديغوليين القدماء الغير ملتزمين بسياسة الرئيس السابق ساركوزي.. أو المعارضين كليا لسياسة الحكومة الحالية.. وخاصة بالملف السوري...
ولكن هذا لا يعني أن هذا التغيير سوف يكون سريعا بالأوقات الحالية, رغم تصريحات السفير السابق Michel Rambaud, وكتابه ومحاضراته العديدة عن أخطاء السياسة الفرنسية في سوريا خلال هذه الحرب.. والإعلامي والمحاضر المعروف Frédéric Pichon عن نفس أخطاء هذه السياسة بالشرق الأوسط وخاصة في سوريا.. بعدما زار سوريا وحقق بأحداثها عدة مرات.. وأصدر كتابا ناجحا بهذا المضمار.
تغيرات محدودة.. نادرة.. بالوسط الإعلامي والسياسي في فرنسا.. ولكنها لغاية أسابيع قليلة, كانت مختفية كليا.. مخنوقة صامتة معدومة.. واليوم بدأت البوصلة تتجه ــ بــبــطء ــ نحو الاتجاه المعاكس.. ولم نعد نسمع الأصوات التي كانت تلح على رحيل الرئيس الشرعي السيد بشار الأسد.. أو تدافع عن داعش وحلفاء داعش.. وتسميهم ثوارا.. اليوم الاتجاه العام " محاربة داعش "... بدأ يظهر بوضوح بكافة وسائل الإعلام الرسمية.. والبارحة مساء على القناة الثانية,, وخلال برنامجين يدوم كل منهما أكثر من ساعتين.. تكاثر الحديث الحديث عن سوريا.. وعن الإرهاب وداعش وحلفاء داعش.. صحيح أن خطوط هذا البرامج ليست واضحة نزيهة 100%... ولكن بدأت تظهر فيها بعض الحقائق عن سوريا وما عانت من اعتداءات وأمبارغو وتعديات من جحافل إسلامية من عشرات الدول.. وما سببت من أذى وضرر وموت وتفجيرات وخراب وتهجير لملايين من الشعب السوري.
*********
مــن مــدينــة حـــلــب الــســوريــة
نقلت جريدة الفيغارو Le Figaro الفرنسية الباريسية المعروفة صرخة المطران الكاثوليكي الحلبي جورج أبو خازن, والذي ما زال يقيم بالمدينة بقسمها الغربي الواقع تحت سيطرة السلطة الشرعية.. وهو يصف حالة رعيته وكامل سكان المنطقة التي لم يتمكن سكانها لأسباب عدة, الهرب خارجها إلى أية جهة بقيت آمنة. وهو يشتكي دفاعا عن السكان الذين ما زالوا بحاجة ماسة إلى أبسط المواد الغذائية اليومية.. وخاصة للأدوية. كما يشكي من القذائف التي تتوالى عليهم من المنطقة الشرقية التي تسيطر عليها قوات داعش وجبهة النصرة... رغم تقدم قوات الجيش السوري والطيران الروسي.. تسربت أنباء عن وصول خمسمئة مقاتل عبر الحدود التركية, بمساعدة كاملة من السلطات وأجهزة الأمن التركية ومدفعية الجيش التركي.. لمساندة القوات المقاتلة بالجهة الشرقية منها.. وأريافها... يعني حيث يوجد مقاتلو داعش والنصرة.. مع تزايد عدد القتلى والجرحى.. بالإضافة عن حاجات المستشفيات الإسعافية... وسكان حلب..أو من تبقى من سكان حلب.. يأملون أن المفاوضات التي تدور حول وقف القتال ووصول المساعدات.. قد تحصل وتصل إلى مدينة حلب المنكوبة.. والتي تفتقر إلى الماء والكهرباء والقليل من المواد الغذائية والطبية...
مناظر الخراب بهذه المدينة الأثرية, والمسجلة بالتراث العالمي للإنسانية... تشبه اليوم كل المدن السورية المخربة المهدمة المتفجرة.. والتي فقدت كل وجوهها الإنسانية... حــلــب السورية ــ اليوم ــ كارثة إنسانية مفتوحة... كعديد من المدن والقرى السورية...
ومن الجدير بالذكر, أن أكثر من عشرين شاحنة كبيرة, تحمل علامات الصليب الأحمر والهلال الأحمر, دخلت من بداية هذا الأسبوع, بمساعدة ممثلي الأمم المتحدة إلى خمسة مناطق سورية, موجودة تحت سلطة داعش والنصرة وحلفائهما, أو تحت سلطة الحكومة السورية, وكانت محاصرة, حتى وصلت لحالات موت من الجوع أو نقص بالعناية الطبية...
لذلك يأمل السوريون الموجودون بالمناطق التي ما زالت تدور بها اشتباكات بين الجيش السوري.. والجحافل التي تسيطر عليها قوات داعش أو النصرة أو بقية الفرق المقاتلة.. أن يتوقف القتال والاشتباكات.. حتى تدخل إليها المساعدات الإنسانية الضرورية لاستمرار أبسط ضرورات الحياة اليومية.. بظل حرب آثمة ضارية.. لا يعرف أحد متى وكيف سوف تنتهي.....
*************
عــلــى الـــهــامــش:
ــ كــراكــوزيــات إعــلامــيــة
أرسل لي صديق سوري, متخصص بالإعلام الحديث, مقيم بأستراليا, نسخة عن برنامج "الاتجاه المعاكس" على قناة الجزيرة, يوم الثلاثاء 16 فبراير ـ شباط 2016,والذي يديره السيد فيصل القاسم.. منقولة من اليوتوب Youtube...
شارك به شخص يدعي أنه كادر من الحزب الشيوعي العراقي, مدافعا عن خلافة داعش, وشخص آخر مدافعا عن الشريعة الإسلامية السنية, ممثلا الاعتراض على داعش, مدافعا عن المنظمات القتالية الإسلامية الأخرى... برنامج يديره فيصل القاسم.
لست أدري إن كان صديقي الذي يعرف أنني لا أعتبر على الإطلاق قناة الجزيرة القطرية, ولا مذيعها فيصل القاسم, ممثلين لأبسط النزاهات الإعلامية... أم أنه أراد أن يرسل لي تمثيلية كراكوزية فكاهية, تقدم خربطات عقلية, أو تفاهات كلامية, بقاعة استراحة بإحدى مستشفيات المجانين.. مع كل عاطفتي الإنسانية.. لمرضى النفس والعقل... سمعت الكثير عن هذا البرنامج الذي كان يستجلب آلاف الغلابة ومنتظري تمثيليات المشاجرات المفتعلة المركبة التي تخصص بإخراجها فيصل القاسم.. حتى يستحق راتبه الذي تدفعه له أمارة قطر.. طالما يخون و يستمر بشتم أهله وعائلته ووطنه وجيش وطنه وسلطات وطنه الشرعية... أما أن يتابع حمل لقب دكتور.. أستغرب أن نقابات الصحافيين والمراسلين والإعلاميين العالمية.. لا تسائل هذا (الإنسان) عن تسمية برنامجه " الاتجاه المعاكس " بدلا من " الاتجاه المعكوس " لكل ما يحمل على مهنة الإعلام من احتقار ومذلة وإهانة... ويصبح فيه هو نفسه الشاتم الأول الــهـائج.. لكل مؤسسة أو دولة أو منظمة أو جماعة أو شعب .. يعاديها معلموه بأمارة قطر... حتى لو كانوا أهله وشعبه ووطنه!!!..............
ــ حمل السلاح ببلاد الكاوبوي
حسب وسائل الإعلام المحلية, بولاية تكساس, وبعديد من وسائل الإعلام الكبيرة الأمريكية.. أن حمل السلاح بجامعات هذه الولاية الأمريكية, أصبح مسموحا, وحتى مشجعا من السلطات المحلية.. رغم اعتراضات بعض مدراء هذه الجامعات, وبعض الأهالي. ولكن لـوبـي بيع الأسلحة ربح المعركة القضائية بهذا الخصوص.. وصـار الطلاب يصلون إلى الحرم الجامعي والصفوف والمدرجات, حاملين أسلحتهم من مسدسات ورشاشات خفيفة... وخاصة بعد مجزرة جامعة San Bernardino التي ذهب ضحيتها أربعة عشر طالبة وطالب. والحجة أنها لو كان الطلاب مسلحين, لدافعوا عن أنفسهم.. ولم يرتفع عدد الضحايا بهذا الشكل.. وبعض الجامعات ــ حسب الطلب ــ تقدم صالات خاصة لتدريب الطالبات والطلاب.. للتدريب على استعمال الأسلحة النارية.....
أمــريــكــا بلد الحريات العجيبة الغريبة............
بـــــالانـــــتـــــظـــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هـــنـــاك و هـــنــا.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة عاطرة إنسانية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟