أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - فالنتاين عراقي














المزيد.....

فالنتاين عراقي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 09:18
المحور: الادب والفن
    



فالنتين..عراقي!
د.قاسم حسين صالح
الذي يعجبك في العراقيين ان قلوبهم في الحب تبقى تنبض به برغم ان مصائبهم مسلسل تراجيدي اكمل الآن سنته السادسة والثلاثين وما يزال مستمرا..في تصاعد!.
والذي اعرفه أن اول آلة قيتارة واول عود وأول نص غنائي..كانت من صنع السومريين،ما يعني أن اجدادنا السومريين هم اول من عزفت اوتار قلوبهم للحب وغنت له. ولكنني لا اعلم ما اذا كانوا قد ورثوا (جيناته) من مجنون ليلى الذي خفق قلبه لها لحظة راى الرماح وهو في ساحة الحرب فانشد قائلا:
(فوددت تقبيل السيوف لأنها.. لمعت كبارق ثغرك المتبسم)
ام انهم ورثوه عن جميل بثينة الذي ما احب سواها وحفظ سرها:
(لا لا ابوح بحب بثنة،انها اخذت عليّ مواثقا وعهودا)
ام عن الوسيم الرومانسي عمر ابن ربيعة الذي له قلب يسع من الحبيبات ما لا تسعه سيارة (كوستر)!..
( قالت الكبرى اتعرفن الفتى؟..قالت الوسطى نعم هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها...قد عرفناه وهل يخفى القمر )
ام انهم غرائزيون على طريقة رؤبة بن العجاج:
(واها لسلمى ثم واها واها.. ياليت عيناها لنا وفاها)
ام رقيقون شفافون مثل ابي صخر الهذلي:
(واني لتعروني لذكراك هزّة.. كما انتفض العصفور بلله القطر)
يعني من تشوف حبيبتك يصيبك اضطراب كالذي يحدث للعصفور عندما ينزل عليه المطر!.
الحق اقول انهم موزوعون بين هذا وذاك،وأن كل واحد منهم كان (فالنتين عراقي) على طريقته الخاصة،مع ان قصة فالنتين ما كانت لها علاقة بالحب العاطفي.فأصل الواقعة ان الامبراطور الروماني..كلوديوس الثاني اصدر قانونا يمنع الرجال في سن الشباب من الزواج بهدف زيادة عدد افراد جيشه لاعتقاده ان الرجال المتزوجين ليسوا كفوئين.وتذكر " الأسطورة الذهبية" التي اوردت القصة،ان القسيس فالنتين قام باتمام مراسيم الزواج للشباب في الخفاء. وحين اكتشف الامبراطور ذلك امر بالقاء القبض عليه واودعه السجن.وتناقلت الروايات ان فالنتين قام بكتابة اول " بطاقة حب" بنفسه في الليلة التي سبقت تنفيذ حكم الاعدام فيه اهداها الى حبيبة افتراضية موقعا اياها باسم "من المخلص فالنتين".
تلك هي الواقعة،لا كما يظن كثيرون انها بين اثنين من العشاق،لكنها شاعت بين الناس لسبب سيكولوجي أزلي خلاصته..ان الانسان لديه حاجة الى ان (يحب وينحب).ولقد انشغل الفلاسفة في تفسير تلك الحاجة الى جانب علماء النفس مثل فرويد في تفسيره (لغريزة الحب) واريك فروم في كتابه (فن الحب)،فوجدوا ان سبب الحب هو حاجة الانسان الى (التعلّق) بشخص او جماعة او وطن.ومع انهم عدّوا الحب من اجمل الفضائل..فاننا نرى ان الحب هو (خيمة) الفضائل كلها..لأن الحب يقضي على شرور النفس وامراضها..فان تحب فهذا يعني انك لا تكره،وانك تتمنى الخير للآخرين،فضلا عن ان الحب يجلب المسرّة للنفس والناس ويجعلك تحترم حتى الطبيعة وتعمل على ان تجعلها جميلة.
وبالصريح،لا يوجد شيء في الدنيا اجمل واروع من الحب،لأن الحب هو الفرح..هو النضج..هو الكمال..هو اليقين بأنك موجود..باختصار ،الحب هو الجنة التي يأتي بها الحلم الى الدنيا لتعيش فيها آدميتك كأنسان،ولهذا فانه صار شعار كل الاديان الذي دفعهم الان الى تخصيص يوم عالمي باسم(اليوم العالمي للوئام بين الأديان).
لقد صار يقينا ان العراقيين موصوفون بالحب..وما يجعلك تفرح..تغني..تثق بأنهم صنّاع حياة، انك تراهم يتفننون في التعبير عن (عيد الحب).فلقد طرزوا شوارع بغداد هذه السنة،وزينوا متنزه الزوراء بتشكيلة فنية من سبعة قلوب كبيرة محاطة بورود حمراء،وظل العراقيون كعادتهم يتبادلون:دارميات جميلة..بوسات عراقية..بطاقات ملونة..هدايا للزوجة..للأم ..للحبيبة..دبدبوب ابيض واحمر ،ورود حمراء..ارتداء ملابس حمراء مزركشة..تزيين المحلات بباولونات ملونة،معجنات بقلوب حمراء عليها اجمل الكلمات (أحبك)..والأروع،انك لو دخلت قلوبهم لوجدتها باقة ورود ملونه..مكتوب عليها بالأحمر:نحبك..يا عراق!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفيون..لماذا تناءوا عن عبد الكريم قاسم؟!
- يوم قالت المرجعية..لقد بحت أصواتنا!
- كنز المال
- سيكولوجيا الغالب والمعلوب
- حيدر العبادي تحليل شخصية في دراسة علمية
- ثقافة نفسية(183) النساء..واكتئاب الشتاء
- التطرّف المذهبي..عنوان حروب 2016!
- العراقيون بين عام مضى وعام أتى
- سياسيو شيعة العراق..أخجلوا الشيعة
- فوضى الاعلام وسيكولجيا الجمهور
- ثقافة نفسية (182) ...الشره العصبي
- لمناسبة مناهضة العنف ضد المرأة
- الزيارات المليونية..هل أحيت القيم الحسينية؟
- السياسيّون العراقيون..مرضى نفسيا
- ثقافة نفسية (181): الشفاء بالضحك..احدث وسيلة لعلاج الأمراض!
- الاحتجاج الجمعي- تحليل سيكولوجي في ثقافة التظاهرات
- ثقافة نفسية (180).من الأقوى..ارادتك أم عاداتك؟
- التسامح..هل يمكن ان يتحقق في العراق؟
- الشاعر حين يجمع النقيضين..العبقرية ومدح الحاكم
- الفساد..من ابتدأه..ومن أشاعه؟ دراسة استطلاعية


المزيد.....




- اللقاء المسرحي العربي الخامس بهانوفر.. -ماغما- تعيد للفن الع ...
- يرغب بنشر رسالته في -الخلاص- حول العالم.. توصية بالعفو عن نج ...
- أهرمات مصر تشهد حفل زفاف أسطوري لهشام جمال وليلى أحمد زاهر ( ...
- الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو ...
- “هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص ...
- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...
- ما الذي نعرفه عن العقيدة الكاثوليكية؟
- روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
- فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا ...
- -تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - فالنتاين عراقي