رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 02:58
المحور:
الادب والفن
ما يميز هذه المجموعة ارتباطها بالمرأة فالكاتبة تحدثنا عن المرأة، همومها، هواجسها، تخيلاتها، ما تبديه لنا وما تخفيه، كافة قصص ـ إذا ما استثنينا قصة "طاولة" ـ متعلقة بالمرأة، نستشف من بعض القصص غضب المرأة على الرجل كما هو الحال في قصص "الرهينة، يحدث أيضا، آدم" فتقول في قصة "الرهينة"ـ اللعنة كنت أريد قتلك الآن" ص21، وفي قصة "يحدث الآن" تحكي لنا عن نيتها قتل الرجل الذي يخونها فتقول عن مشاعرها: "أستطيع أن أحتمل أي حجة إلا حجة المرأة الأخرى، ...سوف أقتله" ص27و28، وفعلا تبدأ في التحضير لعملية القتل، وفي قصة "آدم" ورغم أعجابها بالرجل المجهول والذي يأخذها بعدا في أفكارها، حتى أنها تبدأ بالتفكير بإقامة علاقة معه، نجدها تفكر بطريقة غير متوازنة عندما تحدث نفسها بهذا الأمر: "قد يكون قاتلا، (تذكرت الآن قصة رجل يلتقي بامرأة وسط الغابة، يستدرجها بهدوء، يغتصبها، ويقطع جسدها إلى قطع صغيرة، ثم يلقي بها بين الأشجار" ص71، بهذا يتأكد لنا وجود عقدة ما عند الراوية اتجاه الرجل، فهي تريده قاتلا أو مقتولا، وبهذا يمكننا أن نستدل بأن هناك جرح قد حدث في نفس الراوية، فنجدها تحدث عنه بهذه الطريقة القاسية.
لكن هناك قصة الهاتف" التي تتجاوز فيها الراوية المألوف وتقدم لنا حدثا قصصيا متعلق بتمردها على المجتمع، من خلال إقامة علاقة غير شرعية مع أحد المتزوجين، وبعد أن تصل إلى مكتبه، ويجلسان معاـ وتأخذهما الأجواء بعيدا، يأتي هاتف للرجل من زوجته، يجعل الراوية تغادر المكتب، بعد أن شعرت بالغيرة من هاتف الزوجة، فتحدثنا عن ذاتها قائلة: "أحسست بأنني غير قادرة على التنفس حتى اتجهت للنافذة، تطلعت للخارج، كانت ما تزال تمطر بغزارة،...لم استطع ابقاء والانتظار أكثر" ص85 بهذه القصة كانت الراوية تحدثنا عن مشاعر المرأة اتجاه الرجل، فإذا كانت العاشقة/الحبيبة تغار على حبيبها، فما بالنا بالزوجة التي تجد رجلها يخونها مع أخرى!.
يحسب لهذه المجوعة لغتها الأدبية وطريقة السرد الأحداث ووجود بعض التصاوير الفنية.
المجوعة من منشورات دار ميريت، القاهرة 2006
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟