أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - الفكر الأعور














المزيد.....

الفكر الأعور


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 5077 - 2016 / 2 / 17 - 23:18
المحور: الادب والفن
    


الفكر الأعور
قصة قصيرة
بقلم الكاتب: حيدر حسين سويري

في الجمعةِ الأخيرةِ مِنْ رمضان، حيثُ يُصادف يوم القُدس العالمي، ترفع الجماهير صور الإمام الخميني، الذي أوصي بقيام هذا المهرجان، في كثير من محافظات العالم الإسلامي، منها بغداد.
إستقل رجلٌ سيارة الإجرة(التاكسي)، كان يقودها شاب في أواسط العقد الثاني من عُمره، فسأل السائق الرجل، سؤالاً إستنكارياً:
- مَنْ هذا؟!
- السيد الخميني، قائد الثورة الإسلامية في إيران
- ها أنت تقول: في إيران، فلماذا نرفع صوره نحن!؟
- هل لي أن أسألك سؤال؟
- تفضل
- هل أنت مسلم
- نعم
- مَنْ هو نبيك؟
- محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)
- اللهم صل على محمد وآل محمد، ولكن أليس نبينا من الحجاز؟ فلماذا نتبعهُ ونحنُ في العراق؟
- ما الربط بالموضوع!؟ إنك تغالط يا حاج!
- لا لستُ كذلك، ولكنك ترى غير ما أرى، سآتيك من حيثُ ترى
كان الرجلُ ذكياً، فقد إنتبه لقميص الشاب، الذي طُبع عليهِ صورة القائد الشيوعي(تشي فارا)، فبادرهُ بالسؤال:
- مَنْ هذا الذي تضع صورتَهُ على قميصك؟
- إنهُ(تشي فارا)، الزعيم الثوري الشيوعي الكبير
- فهل هو عراقي؟ أم مسلم؟ أم عربي؟ أو يَمتُ لنا بصلة؟ هل زار بلدنا يوماً ما؟ هل تحدث في قضايانا؟ هل شاركنا همومنا؟
- لا
- إذن، فلماذا تحمل صورتهُ على صدرك!؟
- تعجبني أفكارهُ ونضاله
- كذلك هؤلاء الناس تعجبهم أفكار السيد الخميني، خصوصاً وهو مسلم، ويرجع نسبهُ لنبي الإسلام، عاش في العراق أكثر من نصف عُمره، وقد قام بثورةٍ حقيقيةٍ أطاحت بأعتى دكتاتوريات العالم، وأكبر قوة لإمريكا في الشرق الأوسط، وحمل القضية الفلسطينيةَ قولاً وفعلا، يا بُني فكر بعقلك، ولا تفكر بعقول الآخرين.
سكت الشاب، وطأطأ رأسهُ خجلاً، وقال:
- يا حاج لقد قُتل أبي في الحرب مع إيران، فعشتُ يتيماً
- كذلك يُتمَّ أطفال إيران، هي الحربُ لا تبقِ ولا تذر، ولكن عليك البحث عمن كان سبباً في إشعال تلك الفتنة، ستجدهُ المسؤول عما يجتاح بلدنا اليوم من فتن، فكما جاء في القرآن(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[البقرة:217]) أيةٌ عظيمة، كما هو حال جميعُ آيات القرآن، يا بُنيَّ تدبر القرآن، فإنك ستجد فيهِ ما يُنجيك من الوقوع في المهالك، وسيبعدُك عن الفكر الأعور.
طلب الرجل من السائق التوقف، فقد وصل إلى المكان المطلوب؛ توقف السائق، فأعطاه الرجل إجرته وهمَّ بالنزول، فأمسك الشاب بيد الرجل، وقال:
- شكراً لك يا حاج
- لا شُكر على واجب، هذا واجبي في نقل خبراتي إلى جيلكم، كما سيكون واجبك لنَقِلِ خبراتكَ للجيل الذي يليك، وداعاً بُني، في أمان الله
- في حفظ الله ورعايته، سرني لقائك



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعاة ومفترق الطرق
- دبابيس من حبر9
- تيار شهيد المحراب ومفترق طرق
- الكاتب والموهوم
- إنهيارُ سَدِّ المَوصِلِ والسَبَبُ: صولاغ!
- أمل
- لِنكن مُنصفين
- الإضطهاد الفكري: بين مزاعم الحرية وفتوى الإستعباد
- دبابيس من حبر8
- السياسيون وشكوى الفقراء 5
- هَلْ نَحنُ عَلَى أعتابِ ثَورة الفُقراء؟
- خالده
- القائدُ مِنْ وَجهةِ نَظَرٍ إجتِماعيةٍ
- الوسطية والإعتدال هما الطريق الأصلح لإدارة البلاد
- ذَهَبَتْ سَنَةٌ فَهَلْ يُقبلُ عَامٌ؟!
- نشأة الكون بين التسليم والإلحاد
- حمامة
- ألهمتني الكشف
- رؤية لإصلاح القضاء العراقي
- أسمهان


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - الفكر الأعور