رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5077 - 2016 / 2 / 17 - 18:19
المحور:
الادب والفن
الحي الشعبي التركي في رواية
"الهزيل بائع السجائر المهربة"
رفعت إلغاز
أحيانا كثيرة يكون الأدب مرآة الواقع الذي يعيشه الأديب، وهذا ينطبق تماما على الكاتب التركي " رفعت إلغاز" الذي يحكي لنا عن واقع الأحياء الشعبية الفقيرة التي ترزخ تحت نير الفقر والقمع والجعل والمهربين، الرواية كتبت للفتيان، حيث نجد العديد من الرسومات التي تسهل على المتلقي تناول الرواية، كما أننا نجد لغتها البسيطة وحبكتها المتقنة والمترابطة بحيث لا يشعر المتلقي بوجود هوة بين الأحداث.
الرواية تتحدث عن طفل "هزيل" يعيش في حي فقير جدا، يقوم "العم راسم" بإعطاءه علب سجائر من صنف "مالبورو وكنت" ليبيعها، ثمن العلبة والواحدة خمسون ليرة يكون حصة "العم راسم" منها خمسة واربعون ليرة وخمسة ليرات "للهزيل"، لكي يكتشف "الهزيل" بأن علبة "الكنت" لا تباع بأكثر من أربعون ليرة فقط، ومع هذا ينجح في بيع أحدى العلب، يعرف صديقه "عارف" بأنه يبع السجائر المهربة لصالح "راسم" ويتفقان على أن يشتركان في البيع السجائر، أحدهما ينادي على السجائر والثاني توكن معه السجائر، حتى إذا تعرضا لرجال الشرطة يبقى الذي ينادي على السجائر بعيدا عن التهمة لعدم وجود سجائر ومعه، تنجح عملية البيع، لكن الشرطة التركية تقوم باعتقال "راسم" بالإضافة إلى ما يزيد عن مائة طفل يقومون ببيع السجائر المهربة.
الراوي يحدثنا عن طريقة معاملة الشرطة التركية لهؤلاء الأطفال، بحيث يتعرضون للحلاقة (على الصفر) كعقاب لهم ولتميزهم عن غيرهم، لكن ما أن يخرج "راسم" من السجن حتى يبدأ هؤلاء الأطفال بالتحضير للعمل من جديد، وبهذا كأن الواقع يفرض نفسه على المهرب "راسم" وعلى الأطفال لكي يقوموا بهذا العمل.
ما يميز هذا العمل طريقة السرد الرائعة والسهلة التي يستخدمها الكاتب، وأيضا الأحداث متعلقة بالأطفال وهم القريبين من الفئة المستهدفة من هذا العمل، كما أن الرسوم التي تتوزع على صفحات الرواية تجعلها أكثر قبولا من القراء.
نذكر بأن الرواية من منشورات دار الجليل للطباعة والنشر، دمشق، الطبعة الأولى 1986.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟