أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمر يزبك - عقول خلف القضبان














المزيد.....

عقول خلف القضبان


سمر يزبك

الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رغم أني لست من اللواتي يتنطعن صبحاً وعشية للمناداة بمساواة المرأة بالرجل، بل أسعى لاختلافهما، وأرى في الرجل بعضاً من الأنوثة، وفي المرأة بعضاً من الذكورة: حسب تعريف الناقدة جوليا كريستيفيا، ورغم يقيني أن هذه المقولات صارت بحاجة لإعادة صياغة وترتيب، لكني أرى أن ما تفعله النساء في سوريا هو أمر يستحق الاحترام والإعجاب أيضا، وكانت المفأجاة بالنسبة لي وأنا أتابع الدراما التلفزيونية" خلف القضبان" التي تتعرض بوضوح لاشكالية وعلاقة المثقف بالسلطة- كتبها هاني السعدي واخرجها الليث حجو- هذه المفاجأة كانت في خاتمة شخصية امرأة قوّادة تقوم بتجارة الجسد من خلال تحويلها الفتيات الفقيرات
والمحتاجات الى مومسات، ورغم ما قد يتراءى للبعض من نسبية الأمور في الحياة واحتمالية كل ما هو قائم، ونفي كل ما هو محتمل، فإن الصورة التي انتهت إليها شخصية القوادة تسيئ إلى صورة وواقع المرأة السورية وتشوه صورة الحرية وتعمل على تفعيل التعصب والتزمت وترسخ الأفكار المظلمة، فأن يعرض المسلسل لنهاية المرأة تلك كواحدة من المدافعات عن حرية المرأة وسيدة ناشطة من ناشطات حقوق وحرية المرأة، هو برأيي أمر لايجب السكوت عنه ولا يجب أن ندعه يمر مرور الكرام، وأن يتم بث الأفكار المريبة التي تقول بأن كل فتاة طموحة وعاملة ومتحررة ستكون نهايتها سلعة تجارية تباع وتشترى ونهاية الفتاة الخائفة "التي تمشي الحيط الحيط، وتقول يالله السترة" هي السعادة والاستقرار؛ بيت الزوجية الحلم المنتهي لكل فتاةهو أمر يدخل في باب الاختلاف والحوار وتنوع ضفاف الحياة، وأن يتم عرض هذه الصورة اللأخلاقية للسيدات اللواتي يعملن بدأب وصبر لتحصيل حقوق إنسانية للمرأة ضمن اطار قوانين متخلفة ورجعية خاصة في بلد مثل سورية لم تتم فيه انشاء الجمعيات الأهلية المدنية إلا مؤخراً كانت النساء المدافعات فيه عن حرية وحقوق المرأة يعملن كمجاهدات وسط شرو ط مجحفة على كافة الأصعدة، سواء أمام العادات والتقاليد، أو حتى بين أوساط المثقفين" الغالب منهم" الذين قابلوا أعمال تلك النساء بالسخرية والاستخفاف، ولعل أسماء كثيرة منهم في الحاضر والماضي ما تزال تشهد على تجربتهن: حنان نجمة ، ليلى الجابري، ومؤخراً: مية الرحبي، وكثيرات غيرهن.

تلك الصورة المشينة والتي تدخل من باب التشوية والتشهير والظلامية، تتطلب الأن مطالبة أصحاب هذا المسلسل الدرامي بالاعتذار علانية عما قدم في الحلقة الأخيرة من عرض تلك اللقطات الأخيرة لنهاية القوادة، أو حتى أن تتحرك الجمعيات النسائية والهيئات المهتمة بشوؤن الأسرة والمجتمع للمطالبة بتقديم هذا الاعتذار وذلك ليس من باب التعصب للأفكار ولا حتى المس بحرية الرأي الأخر، ولكن من باب الشرف والأمانة، واحترام الرأي الأخر والقبول به، وعدم استخدام الاعلام المرئي لبث السموم والدعوة الى الماضوية والتي نحن الأن وأكثر من أي وقت مضى بحاجة لمحاربتها لأننا لانحتاج للمزيد من العقول خلف القضبان؟!!



#سمر_يزبك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل
- إنهم يقتلون النساء
- قانون الأحوال الشخصية في سوريا: بين التعسف والمصادرة
- المثقفون وحراس الكراهية
- حكي النساء
- هل نترك الباب مفتوحاً لاحتواء الثقافة إلى الأبد؟
- من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟
- سمير قصير ودموع اميرالاي
- الاعلام العربي: قلق الهوية وحوار الثقافات
- نحن السوريون:مالذي سنكتبه
- دمشق تدعوك
- المثقف بين الإتباع والإبداع
- سينما... يا بلدي
- الصورة التلفزيونية وفصام الواقع
- الطوفان في بلاد البعث
- سيناريو كاميرا:انطون مقدسي وخديعة الغياب


المزيد.....




- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمر يزبك - عقول خلف القضبان