أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - غسان المفلح - الجمال الأنثوي بين الإنساني والصناعي وعي شقي














المزيد.....

الجمال الأنثوي بين الإنساني والصناعي وعي شقي


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15 - 10:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إلى كل إمرأة تسعى للإحساس بجمالها الإنثوي... خارج النص داخل الإنسان..

[ قبل دخولي السجن شبت مراهقة في حارتنا في مخيم اليرموك , وبدأت تتصرف كالصبيان ـ كما كان يقول عنها أهل حارتنا ـ ونشأ بيننا صداقة لطيفة لأنها كما قالت: أنني مختلف عن شباب الحارة ـ دون ان أعرف من أين أتاها هذا الشعور ـ , بدأت أشعر بعد هذه الصداقة أنها كانت تتمنى لوأن الله خلقها صبيا.. وبعد اخذ ورد بيننا قالت لي : أنني لست جميلة ولن أتزوج , هكذا رأي أمي.. قلت لها أمك مخطئة..فالجمال جمال الثقافة والعقل , لكنها بقيت حزينة وتتصرف كالصبيان , رغم أنها كانت مجتهدة في الدراسة.. وغيبني السجن والعمل السياسي خمسة عشر عاما عن الحارة.. بعد أن عدت إليها سألت عن تلك الصبية.. فقالوا لي تزوجت منذ عام وكانت قد تجاوزت الخامسة والثلاثين.. وقد أصبحت مدرسة أدب فرنسي.. وشاءت الصدف أن أراها : لم تكن هي كانت إمرأة أخرى تماما.. صافحتني بحرارة.. وبادرتني فورا نتيجة لإحساسها أنني تفاجأت بالتغيير الحاصل على شكلها الخارجي بالقول : لقد وفرت من عملي نقودا وذهبت إلى لبنان وهناك قمت بعمليات تجميل.. وبعدها تزوجت منذ عام..]

المنظر لم يعد مألوفا إنه : مصنوعا كي يخرج عن مدارات الألفة , مدارات البراءة الأولى للجمال.. لم تعد عفوية الوجوه هي التي تحكم على انفعالات الروح , الوجوه فقدت براءتها , كما التاريخ فقد عفويته , إننا أمام صناعة التاريخ , لإنها المؤسسة المؤجلة إلى فضاء الأبد..لم يعد التاريخ قرارا فرديا لنبي أو لديكتاتور أو لخليفة أو لقائد كارزمي , إن المؤسسة باتت تحتل كل الأمكنة والأزمنة.. كان الخلق الرباني هو العفوي والبريء.. وربما الطاهر أحيانا لكنه ليس جميلا دوما !!! المرأة هي الجمال والجمال في العقل ليس هو الذي يعوض : عفوا ـ ماذا أقول مثلا عدم الرضا عن الشكل الخارجي لمرأة ما , لأنثى لن ترضى بهذا الشكل عن أنوثتها , أو عدم الرضا عن هذا الشكل الذي تشكل في رحم الأم والذي هو من خلق الله , والذي يفضي بنا إلى مقولة دينية خطيرة ونحن لانريد التحدث فيها [ لا اعتراض على حكم الله في خلقه ] ونحن لا نعترض في الحقيقة , ونخاف الاعتراض أصلا.. ـ سيدتي أنك مهاجرة من روحك نحو اختراق الأزل في تغيير الخلق..ة ـ إنها تاء التأنيث مفصولة عن هذا الفعل , والتي تصبح خلقة ـ بالعامية مع كسر الخاء ـ وهي هنا بمعنى الإطلالة والوجه البهي , عندما يطل عليك وليست الخلق الألهي ـ بفتح الخاء ـ أم أنها كذلك بالفعل ؟.

البراءة غير الجميلة والأنثى التي تدفع الثمن : لايوجد أنثى لا تحب أن تكون جميلة..ـ إن الله يحب الجمال ـ إن كان جمال الروح والعقل قيمة إنسانية لاتقدر لكنها لاتعوض الأنثى عن جمال الشكل والجسد.. أم أنها تعوض ؟ سؤال للنساء والرجال معا؟ لهذا الشعرية هنا لم تعد الشعرية الظاهرة للحواس بل شعرية ما يراد له أن يظهر للحواس أو ما تريد الحواس أن تظهره : جماليا..

صناعة الجمال ـ السيليكون ـ ربحية ذات وجه إنساني :
كثيرة هي المقالات التي تتحدث عن الوعي الاستهلاكي الذي تنتجه مجتمعات الربحية , وكثيرة هي العدة النقدية لمدارس الفكر والتي ترصد ظواهر هذه المجتمعات التي تنوء تحت ثقل الصورة والمشهد.. ومع ذلك لابد من القول أن صناعة الجمال باتت الآن صناعة على درجة عالية من الربحية , وخصوصا بعد دخول المنجز الطبي وخطابه الذي هو خطابا لصنع الجمال : والقباحة ـ معذرة على هذا المصطلح ـ في الشكل باتت مرض , الخطاب الطبي المعاصر قادر على معالجته بطريقة ما , وهذا الافتراض الإجرائي في الحقيقة يتطلب : إعترافا بمعايير الجمال والقبح في هذا العصر , هذه المعايير التي تسبب للنساء اللواتي لديهن عقدة من شكلهن الخارجي مشاكل كثيرة في كل المجتمعات المعاصرة : من عقد نفسية , وعنوسة , ومواقف اجتماعية ذات بعد مأساوي إنسانيا.. والقباحة هو المفهوم النقيض للجمال الحسي والظاهر : جمال الشكل , والذي بات تغييره ممكنا بفضل هذا التقدم في الجراحة التجميلية.حيث باتت جزء أساسيا في حقل صناعة الجمال في العالم.. ولم تعد صناعة الجمال مقتصرة على الجميلات فقط , بمعنى إن مجتمع المشهد والإعلان كان يختار الجميلات من النساء كي يروجن بضائعه وسلعه وقيمه..الخ أما الآن فالوضع بات مختلفا مع هذا التقدم العلمي والطبي في هذه الصناعة , هذا من جهة ومن جهة أخرى : بات يحل مشاكل كثير من النساء في العالم اللواتي يشعرن : بعدم الجمال شكلا..وهذا هوفي رأيي بعدا إنسانيا علينا تغيير الطريقة المعيارية في التعاطي معه , رغم أنه يمكن أن تستخدمه عجوزا متصابية أو فنانة لاتريد الاعتراف بعمرها الحقيقي والفني , ومع ذلك لايمكننا إلا أن : نرى في السيليكون , والشفط , والشد , والجراحة على شكل الوجه وتفاصيله..الخ قضية ذات بعد إنساني.. ألا يحق لأمرأة : لم يعطها الله شكلا جميلا أن تحاول العثور عليه حتى لوكان عبر هذه الصناعة المتقنة والتي لازالت تتطور بطريقة سريعة. وتتطور في بلدان العالم الثالث إلى جانب بقاء الفقر والتخلف في كثير من مستويات الحياة ودرجات الوعي الإنساني

.. وهذا في جدول الأولويات الإنسانية ربما يعتبر : شيئا مرذولا عند بعضهم.. لكنه قضية إنسانية مهمة.. ويجب الدفاع عن هذا الجانب الإنساني في صناعة الجمال.. لإنها ظاهرة من الظواهر التي يصدرها الغرب لنا ونصدرها له أيضا.. لأن العالم بات مجتمعا واحدا.. ظاهرة تحمل في طياتها هذا التناقض الدائم في المشروع الغربي الحضاري أو الرأسمالي بين الربحي والإنساني.. ولكن بعيدا عن المعياريات الشكلية للجمال في الظاهرة الشعرية العربية.. وخيال الشعراء في محاكاة الجمال.. لأنها معايير ذاتية يجب ألا تتحول إلى معايير اجتماعية... ولهذا الموضوع بحث آخر سنحاول التطرق إليه في حوارية لاحقة..

6/11/2005
غسان المفلح ـ نساء سوريا



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين ستذهب بسوريا ياسيادة الرئيس ؟ أحاديث على السجية في خطاب ...
- تفجيرات الأردن ماالذي يحدث في العراق ..؟
- دمشق الرهينة وبغداد الجريحة
- المسألة الطائفية وسوريا الجريحة.. خارج النص داخل الحدث
- دمشق خائفة بين السلطة وبين الخوف
- لا تعاقبوا الشعب السوري ولا تعقدوا صفقة مع النظام
- على الإدارة الأمريكية أن توضح ماذا تريد من سوريا ..مادة للحو ...
- القرار 1636 بين الحزن على وطني والتعاطف مع الوزير الشرع
- مناشدة إلى الشعب المصري من سجين سوري سابق أقطعوا الطريق على ...
- ما العمل الآن سيدي الرئيس..؟
- إسرائيل الشعب اليهودي بين السلام والدولة الدينية وجهة نظر
- تداعيات تقرير ميليس على أمريكا
- رسالة إلى مثقفين سوريين في باريس نتمناكم جميعا في إعلان دمش ...
- إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي لحظة توافقية ناقصة التباسات
- حزب العمل الشيوعي في سوريا نغمة ضيقة وأفق رحب
- أمريكا في الشرق الأوسط الجديد
- على السلطة أن تدعو لمؤتمر وطني عام ..
- رسالة إلى إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي
- موت كنعان وولادة اليقين ..كآبة الوزراء ترسم مصير سوريا
- التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا بين أمريكا السلطة في الداخ ...


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - غسان المفلح - الجمال الأنثوي بين الإنساني والصناعي وعي شقي