أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - الحبّ في كتب التنخ العبرية وفي القرآن














المزيد.....

الحبّ في كتب التنخ العبرية وفي القرآن


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5075 - 2016 / 2 / 15 - 17:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


"الله أكبر" العبارة الدينية التي أضحت عبارة "شعبية" أيضًا نسمعها كثيرًا في كلّ مكان وعلى ألسنة الأخوة المسلمين والعرب كثيرًا بشكل خاص..
"الله أكبر" بالنسبة لهم تعني الكثير من المعاني، لكنها في الأخير أصبحت عبارة من دون أيّ معنى ايجابي فيه الخير للانسان المعاصر اليوم الذي يرى ويختبر يوميًا أن العبارة "الله أكبر" يُرافقها الموت والشر واستباحة وسفك الدماء ...
إن أكبر وأثمن ما يملكه ويبحث عنه الانسان هو الحب، وهل هناك أجمل من انسانٍ ملكَ الحبّ وعَرَف الحبّ وأعطى الحبّ ويعيش في الحبّ وأصبح كيانًا للحبّ ... صورة الحبّ تتجلى بكلّ وضوح في إله اسرائيل الذي عبّر عن نفسه وعن كونه الحبّ و"إله الحبّ"..
والسبب الرئيسي بل الحافز لأغلب كتب التنخ العبرية هو: الحبّ.
وليس من الغريب عندها أن نرى بأن الوصية المركزية لإله بني اسرائيل هي "الحبّ".
وأخذ المسيحيون وصية الحبّ لتكون مركزية في ايمانهم وفي حياة الانسان وفي علاقته مع نفسه ومع الآخر ومع الله من الوصية المركزية لكتب التنخ العبرية، وهذا يبين بشكلٍ واضح أن إله المسيحيين هو ذاته إله العبرانيين في كيانه، من خلال كتب وتراث الجماعتين اللاهوتي.
لكن الأمر مختلف مع إله الاسلام (العربي) الذي لا يُعرف عنه اهتمامه بالحبّ، لا الحبّ الالهي ولا الحبّ الانساني، خاصة أن كلمة الحبّ لا ترد في كتاب الاسلام.
في كتب التنخ العديد من الروايات والآيات عن الحبّ .. لا يتسع المجال لذكرها جميعها فهي غزيرة. وسنقتصر على رواية صغيرة تدلّ على الحبّ الانساني المرهف والصادق ليعقوب ـ اسرائيل، أبي الشعب الاسرائيلي.
حين يصلُ يعقوب الى محيط منطقة حاران، حيث مكان سكنى بيت خاله لابان، وبالتحديد قرب بئرٍ للماء تستقي منه المواشي، ويسحب منه الأهالي حاجتهم منه لماءالشرب وينقلونها بجرارٍ الى منازلهم لأغراض الحياة اليومية. بالتحديد في هذا المكان، عند البئر يلتقي يعقوب براحيل (الفتاة الجميلة) ابنة خاله ويولد الحبّ، الحبّ من أول نظرة، ويقع يعقوب من حينها في الحبّ، في حبّ راحيل. ويطلب بعدها يدها من أبيها لابان، لتكون زوجة له. النتيجة أن لابان سيوافق على تزويج ابنته راحيل ليعقوب ابن أخته، لكن بشرط أن يشتغل في خدمة لابان لمدة 7 سنوات، يوافق يعقوب على الشرط.
وخدم يعقوب خاله لمدة سبع سنوات، ومرّت السنوات السبعة على يعقوب كأنها بعض الوقت لشدة الحبّ الذي أحبّ فيه راحيل (تكوين 29: 20).
ويصف النصّ العبري مرور السنوات السبعة هكذا :
ו-;-ַ-;-י-;-ּ-;-ִ-;-ה-;-ְ-;-י-;-ו-;-ּ-;- ב-;-ְ-;-ע-;-ֵ-;-י-;-נ-;-ָ-;-י-;-ו-;- כ-;-ּ-;-ְ-;-י-;-ָ-;-מ-;-ִ-;-י-;-ם-;- א-;-ֲ-;-ח-;-ָ-;-ד-;-ִ-;-י-;-ם-;-
كانت في عينيه كأنها يوم واحد.
ذِكرُ العيون في هذا النصّ معبّر وذو معنى كبير، لأن العيون مثلما هو معروف تعتبر نافذة أو شباكًا تمرّ من خلاله الى نفس وروح الانسان وهنا تعبّر عن نفس يعقوب المغمورة بالحبّ.
تصوير لغوي بالكلمات يعبّر عن حبّ كبير بل بالأكثر يعبّرعن غرام يعقوب براحيل، حبّ وغرامٌ جعلاه يشعر بأن سبع سنين تمرّ بلمحة نظر.
واستمرّ حبّ يعقوب لراحيل كأنه الحبّ الوحيد مع أنه تزوج أيضًا من ليّا أخت راحيل ومن جاريتين لهما. لكن حبّ وغرام يعقوب براحيل حافظ على نموه وفرادته الذي ضرب به المثل.
وهناك العديد من روايات الحبّ والغرام الانساني في قصص وروايات التنخ وربما كتاب أو سفر الحبّ "نشيد الأناشيد" يكون تعبيرًا آخر عن مركزية الحبّ في حياة اسرائيل والشعب العبري، في بناء حياة مؤسسة على ثقافة الحبّ.
أما في القرآن وللأسف فلا نعثر فيه على كلمة "حبّ" ولو لمرة واحدة.
في القرآن تمرّ كلمة "غرام" لكن ليس بالمعنى المعروف والمقترن بالحبّ.
فالآية في سورة الفرقان: "والذين يقولون ربنا أصرف عنّا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما".
ومعنى كلمة غرام في هذه الآية هو: العذاب، بل أشدّ العذاب، والغرام هو: الشرّ اللازم وهو: الهلاك اللازم بحسب المفسرين ومعنى الشر واضح في الغرام القرآني.

وفي البحث في كتب التراث العربي والأدب العربي القديم ليس هناك ما يشيرالى استخدام عبارة "غرام" بمعنى من معاني الحبّ وإنما بمعنى العذاب .
أما عبارة "غرام" بمعناها الذي يدلّ ويشير الى الحبّ و العشق فجاء متأخرًا كثيرًا.
وكان ذلك ربما في العصر العباسي على وجه التحديد، بعد أن تعرّفوا وتأثّروا بالأدب الفارسي والآرامي ومن حينها تولّع المتأخرون من الأدباء والكتاب العرب بعبارة الغرام كحبّ وعشق.
أما عبارة "غرام" التي لا تعني الحبّ والعشق فكانت في العربية أولا بمعنى الغرامة والدَين الذي يلزم اداءه.



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزبون والمزبّن وأصل كلمة -الزّبانية-
- بين الطوبْ والطوبة وطبّك مرض
- العلاقة بين القمر والتاريخ والشهر وسهر الليل
- البوسة الآرامية في الشرق : هل هي الأقدم لغويًا ؟
- البوسة الفارسية تتغلب على القبلة العربية
- من الرّجم الى الترجوم والترجمة
- كيف أصبح طبق الرزّ الأحمر اليهودي اسبانيًا
- صدّقيني إنه ضعف النظر
- بين كأسي وكسي وكيسي
- البرد ونهر البردى السوري بين العبرية والفارسية
- الجيش الأحمر السوفيتي يحبط أمال النازيين هتلر والحسيني والكي ...
- الجهاد الاسلامي : أسلمة العالم وتدمير البشرية
- كعك العدس الكتابي الحلو: مثير للشهوة الجنسية
- استاذ جمشيد ابراهيم : بلا زحمة عليك
- المفكر الاشتراكي الرابي موسى هيس : روما تسلّم الصولجان الى ا ...
- اورشليم وجبل الهيكل
- المسلمون يعلّمون أولادهم (أن اليهود أعداؤنا)
- بين الهرم العبري والهرم القبطي
- مجلس غناء خرائي عباسي
- الاردن نهرٌ اسرائيلي


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - الحبّ في كتب التنخ العبرية وفي القرآن