أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - احباطات السيد السفير














المزيد.....

احباطات السيد السفير


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 5075 - 2016 / 2 / 15 - 15:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من وجهة نظر معينة, نستطيع ان نعزو اتهام السفير السعودي لدى العراق السيد ثامر السبهان وزارة العدل العراقية بـ"إهمال" طلبه للقاء مسؤوليها لبحث أوضاع السجناء السعوديين في السجون العراقية على انه دليل على حرص المملكة ممثلة بسفارتها على حسم تلك القضية التي تحتل مساحة واسعة من اهتمام الدوائر السياسية والاعلامية في السعودية, ولكنها من وجهة اخرى قد تدل على الاحباط الذي يشعر به السيد السفير من تأخر حسم المسألة بالشكل الذي يتبنى وجهات النظر السعودية خاصة بعد اعلان السفارة انه "ثبت" لديها خضوع السجناء لضغوط أثناء التحقيق معهم من قبل السلطات الامنية العراقية..
وهنا , ودون ادعاء الوصاية على راي السيد السفير, قد يكون الاحباط ناتج من خلاف آخر ما بين وجهتي نظر مختلفتين- ان لم تكن متناقضتين - تجاه طبيعة التهم الموجهة للمواطنين السعوديين القابعين في السجون العراقية, فالسيد السفير الذي صرح بأن من أولويات مهامه ستكون متابعة ملفات المعتقلين السعوديين في سجون العراق, والذي بشر بوثوقية عالية بعودة "السجناء المفرج عنهم في العراق قريباً", قد يكون استند بتفاؤله هذا الى متبنيات الاعلام السعودي ومؤسسته الدينية التي ترى بالمقاتلين الذين يعيثون في ارض الرافدين قتلا وتدميرا على انهم مجاهدين, او مغرر بهم على اخف الظروف مما يستدعي التفهم الكامل لدوافعهم النبيلة ومقاصدهم ونواياهم الحسنة تجاه اخوانهم العراقيين, ولكن العراقيون لا يرونهم الا ارهابيين قتلة دفعتهم جهات سياسية مخابراتية للعبث بامن وامان وكرامة العراقيين مستغلة انغلاقهم وتعصبهم وخلفياتهم الجنائية والاخلاقية والفكرية المتدنية. وهذه نقطة خلاف قد يكون من الصعب ان نصل به الى منطقة وسطى او نقطة تلاق قد تساعد الى تقريب وجهات النظر.
فالسيد السفير الذي بدأ عهده بتوجيه دعوة الى السعوديين المنخرطين في داعش للتواصل مع السفارة لتسهيل اعادتهم الى المملكة, دون النظر الى مسؤوليتهم الجنائية تجاه دماء وامن العراقيين , لا يستغرب منه ان يتذمر من عدم مسارعة العراق للتعاطي مع السفارة لتذليل العقبات امام مطلب اعادة المحاكمات -بل نقض الاحكام كما ورد في تصريح السبهان- التي ادانت المتهمين السعوديين فقط لانه "ثبت"لديه بان المتهمين الذين خضعوا لمحاكمات طويلة وبمراحل متعددة واستنفذوا كل مراحل التقاضي قد تعرضوا لضغوط لم يكلف نفسه حتى عناء تحديدها..
يتوجب على السيد السفير ان يوفر سعيه وماله في تكليف "مكاتب محاماة ذات كفاءة ومصداقية لمتابعة السجناء وقضاياهم"،الى اليوم الذي تكون لنا فيه حكومات "ذات كفاءة ومصداقية" لتحاسب المملكة وذيولها عن كل السنين التي اوسعتنا فيها جيرة الآلام دما ونارا وامالا مضاعة, وان تدخر المملكة نقاشاتها القانونية الى اليوم الذي ستضطر فيه للوقوف امام العالم الحر للاجابة عن دعمها الواضح والمكشوف للجماعات الارهابية والرعاية والتنظير للعديد من التنظيمات التي استباحت كرامة العراقيين وارواحهم من خلال اطلاق عنان المنابر الزاعقة باحقاد القرون الداعية لاستنبات الطائفية والكراهية في ارض العراق.
اكوام من قرارات الشرعية الدولية تدين الدول الداعمة للارهاب, والاكثر منها هي الاصابع التي تشير الى المملكة متهمة اياها بالترويج للافكار الضالة من خلال اعلامها ومساجدها الممولة من قبل الحكومة , وعن طريق تحويل نظامها المالي الى مسارات امنة لنقل المليارات الى التنظيمات الارهابية -باعتراف منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية- وتسخير موارد الشعب السعودي ولقمة عيشه للاضرار باقتصاديات الدول المناهضة للارهاب, بل وحتى مطاردة ومنع وسائل الاعلام المؤيدة لحق الشعوب بالحرية والعدالة, مقابل سفح الاموال امام الابواق الداعمة للفكر التكفيري الطائفي ومعاداته الصريحة لحق الحياة الحرة للآخر المختلف فكريا ومعتقديا..وكل هذا ما يضع المملكة تحت طائلة العديد من القرارات التي ستسأل عنها في تكون احوج فيه الى الدفاع ذو الكفاءة والقوة ما قد يخفف عنها بعض الحرج والبلاء .
على السيد السفير ان لا يركن الى وقوف بعض سياسيي الصدفة على باب السفارة ليتحدث بلهجة الواثق من خلو طريق الحق من سالكيه, فهو اعرف بنا بان مثل هذه الصداقات لا يحددها موقف او مبدأ او اصطفاف قدر تأثرها بعدد الاصفار التي تطرز صكوك الاعطيات المستلة من مقدرات الشعب السعودي الشقيق..
نأمل ان تكون السفارة السعودية مثابة لانطلاق جهد حقيقي وخلاق يستهدف ترميم ما افسدته التقاطعات السياسية في التواشج التاريخي ما بين الشعب الواحد في ارض الرافدين وجزيرة العرب, وان يكون تشخيص مكامن الخلل في هذه العلاقة هو الاساس في اطلاق حوار بناء يفضي بالتأكيد الى تصحيح مسار التلاقي بين شعوب المنطقة, ولكننا للاسف لم نجد في ممارسات السفارة , رغم عهدها القصير, ما قد يكون مبشرا بهذا الهدف الحلم..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر حروب الجنرال
- التقسيم..واقع..حلم.. أم طموح؟؟
- حديث الاستفتاء..نظرة من خلف الباب
- التقسيم.. ليس قدراً
- غزوة -السومرية-..المؤمن العراقي والجحر السعودي
- التصعيد السعودي في منتهياته
- الشيخ النمر..اعدام سياسي
- الجعفري..بين فكي الشرق الاوسط
- الجزيرة..تحت وقع الصدمة
- من الذي اتصل ب(داعش)؟؟
- خريف الباب العالي
- تحالف بن سلمان
- انسحاب ام اعادة انتشار.. ليست هي القضية
- تركيا..تذهب بعيدا
- التسعون بالمائة..من جديد
- تركيا ..زلة بألف
- الحويجة..بداية مرحلة ام نهاية وطن
- دماء في ارض السلام
- العشيرة..أم القضاء
- التكفير ..كسلاح سياسي


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - احباطات السيد السفير